رئيس الوزراء الإيطالي يحث من طرابلس على الالتزام الصارم بوقف إطلاق النار في ليبيا

طرابلس - أكد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي من العاصمة الليبية طرابلس دعم بلاده للسلطة الانتقالية الجديدة في ليبيا، جاء ذلك في أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ توليه منصبه في فبراير الماضي.
وحث دراغي الحكومة الليبية الثلاثاء على ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في البلاد والالتزام الصارم به.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة إن اللقاء ناقش عدة ملفات، أهمها ملفات الأمن والصحة والصناعة.
وأكد رئيس الوزراء الإيطالي أن بلاده ستواصل وقوفها إلى جانب ليبيا في أزمتها الراهنة، مشيرا إلى أن بلاده هي البلد الأوروبي الوحيد الذي ظلت سفارته مفتوحة في ليبيا رغم الظروف التي مرت بها، وأنها تتطلع إلى المزيد من التعاون والشراكة مع ليبيا في كل المجالات.
وأشاد المسؤول الإيطالي بالتطورات السياسية التي شهدتها ليبيا مؤخرا، مؤكدا حرص الاتحاد الأوروبي وإيطاليا خاصة على الاستقرار في ليبيا والمضي قدما في البناء والعمل.
وأضاف أن اللقاء تطرق أيضا إلى ملف الديون القديمة مع ليبيا، معربا عن سعيه لتضطلع المراكز الثقافية الإيطالية بدورها في استقطاب عدد أكبر من الطلبة الليبيين للدراسة في إيطاليا.
وأشار إلى أن حكومته ستقدم كل ما لديها من إمكانيات لدعم المجال الأمني في ليبيا لكي يسهل على إيطاليا الحد من تدفق الهجرة غير النظامية، التي أصبحت تشكل عبئا على الدولة الإيطالية وأوروبا بشكل عام.
وتبرز تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي أهمية ليبيا جيوسياسيا والدعم الدولي للسلطات الليبية الجديدة، وللاستقرار والأمن في ليبيا، وهو ما يبشر بملامح عودة البلد الأفريقي إلى لعب دور مهم في محيطه الإقليمي والدولي، وأيضا تجاه قضايا عالمية من بينها قضايا الطاقة ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.
وأكد الدبيبة أن ليبيا وإيطاليا تسعيان للتعاون في ملف الهجرة الذي هو ملف دولي، وأيضا مكافحة الجريمة والاتجار بالبشر وإيجاد الطرق السلمية لحلها.
وتوقع الدبيبة خلال المؤتمر الصحافي المشترك زيادة التعاون الليبي الإيطالي في مجال الطاقة والكهرباء وتفعيل اتفاقية الصداقة بين البلدين، مضيفا "نتطلع إلى الاستفادة من استثماراتنا في إيطاليا".
وأعرب الدبيبة عن تقديره للزيارة الخاصة لرئيس الوزراء الإيطالي إلى ليبيا بعد توليه منصبه كرئيس حكومة إيطاليا، مضيفا "نقدر الدعم الإيطالي لاستقرار ليبيا والتعاون الاستراتيجي بين البلدين".
وتأتي زيارة ماريو دراغي بعد 48 ساعة فقط من توجه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى طرابلس لإجراء محادثات مماثلة، أشار خلالها إلى أن سفير الكتلة سيعود بشكل دائم إلى طرابلس بنهاية أبريل المقبل.
وتأتي أيضا بعد زيارة رئيس الوزراء المالطي روبرت أبيلا الاثنين إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث ناقش مع رئيس الحكومة الليبية العلاقات بين البلدين والهجرة والسفر الجوي بينهما، والأصول المجمدة والتجارة والأمن في منطقة جنوب البحر المتوسط.
ويعكس توالي الزيارات الأوروبية إلى ليبيا منذ تولي السلطة التنفيذية الجديدة ممثلة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، حرصا أوروبيا على الاهتمام بهذا البلد وبإنجاح المسار الانتقالي فيه.
وتحمل الحركة الدبلوماسية والسياسية المكثفة التي تشهدها ليبيا هذه الأيام رسائل متعددة، تعكس الأهمية الكبيرة للدولة الليبية ودورها في الأمن والاستقرار العالمي، وأهميتها في برامج التعاون والتنمية خاصة في محيطها العربي والإقليمي والمتوسطي والأفريقي.