رئيس الموساد في قطر لبحث صفقة التبادل وسط تفاؤل حذر

كاتس يبلغ واشنطن بوجود فرصة لإبرام صفقة شاملة، قبيل زيارة سوليفان إسرائيل وقطر ومصر لدفع جهود وقف إطلاق النار في غزة.
الخميس 2024/12/12
الفلسطينيون في غزة بانتظار سد الفجوات

القدس - أجرى رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) دافيد برنياع مباحثات مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الأربعاء، بشأن التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفق ما أفاد موقع "واللا" الإخباري العبري اليوم الخميس.

وتأتي زيارة برنياع إلى قطر ضمن الجهود المبذولة لتحقيق انفراجة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية يناير المقبل، وهو الموعد الذي حدده الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، داعيا إلى إتمام الصفقة قبل تسلمه السلطة في 20 يناير، بحسب المصدر ذاته.

وهذا الاجتماع هو الثاني بين رئيس الموساد ورئيس الوزراء القطري، بعد اجتماعهما بفيينا في أواخر نوفمبر (الماضي) ضمن مفاوضات بشأن غزة.

ونقل الموقع عن مصدرين مطلعين على رحلة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان قولهما إنه يخطط للضغط على الإسرائيليين والقطريين والمصريين للقيام بما يلزم لإبرام الصفقة خلال أيام والبدء في تنفيذها في أقرب وقت ممكن.

وقال مسؤول أميركي لرويترز -طلب عدم ذكر اسمه- إن زيارة سوليفان لا تهدف إلى "التلميح بأننا على وشك الانتهاء (من التوصل لاتفاق) أو أن لدينا شيئا يمكننا تقديمه"، ولكن الهدف هو المضي قدما قدر الإمكان. وسيلتقي سوليفان بقادة إسرائيليين الخميس ثم يسافر إلى قطر ومصر.

وأعرب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي لويد أوستن، الأربعاء عن وجود "فرصة حاليا" لإبرام صفقة شاملة تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، بما في ذلك حملة الجنسية الأميركية.

وقال كاتس لعائلات الأسرى "للمرة الأولى منذ عمليات الإفراج السابقة، نشعر بأن الوقت أصبح مناسبا لإتمام صفقة".

وتوسطت الولايات المتحدة، إلى جانب مصر وقطر، من دون جدوى للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام.

واحتجزت الفصائل الفلسطينية 251 رهينة خلال هجوم 7 أكتوبر 2023 ما زال منهم 96 في غزة، بينهم 34 أكد الجيش الإسرائيلي أنهم قضوا في الأسر.

وفي الأيام الأخيرة، صدرت إشارات إلى احتمال إحياء المفاوضات وتحقيق اختراق. فقد صرح مصدر مقرب من حماس لوكالة الصحافة الفرنسية الاثنين أن الحركة أبلغت رئيس المخابرات المصرية عن "جهود لجمع معلومات عن الأسرى الإسرائيليين، خصوصا الأحياء".

وأوضح أن حماس "تعدّ قائمة بأسماء الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة، ومن بينهم عدد من الأسرى مزدوجي الجنسية الإسرائيلية والأميركية".

وقال "في حال وافقت إسرائيل على الاقتراح المصري (بشأن تبادل الأسرى)، أعتقد أن صفقة التبادل ستصبح جاهزة للتنفيذ".

وقالت الدوحة من جانبها السبت إن انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة أحدث "زخما" جديدا للمفاوضات.

وفي الوقت نفسه، قال مصدر مقرب من وفد حماس إن تركيا، وكذلك مصر وقطر، تبذل جهودا حثيثة لوقف الحرب، وأنه يمكن أن تبدأ جولة جديدة من المحادثات قريبا.

وألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضا إلى تقدم محتمل، قائلا لأسر الرهائن إن النجاحات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله وحماس من شأنها أن تسهل المفاوضات لإطلاق سراحهم.

على الرغم من التفاؤل، أكدت مصادر مطلعة أن الفجوات بين مواقف الأطراف لا تزال كبيرة، وأن نجاح الصفقة أو حتى تنفيذ المرحلة الأولى منها يتطلب جهودا إضافية. وأوضحت أن بعض الأسماء المدرجة في قوائم المختطفين المحتمل الإفراج عنهم قد تم استبعادها بسبب وفاتهم أثناء احتجازهم أو تدهور حالتهم الصحية.

وتحرص الحكومة الإسرائيلية على الحفاظ على الغموض بشأن التفاصيل، حيث حذر مصدر إسرائيلي من أن الكشف عن المعلومات في هذا التوقيت قد يضر بجهود جميع الأطراف.

في الوقت نفسه، أثارت وسائل إعلام قطرية نقاشات حول احتمالية تخفيف إسرائيل لموقفها بشأن التواجد العسكري في قطاع غزة كجزء من الصفقة.

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تسعى الأطراف لإيجاد حل يوازن بين المطالب الإنسانية والضغوط السياسية من جميع الأطراف.

ودعا متظاهرون ومن بينهم أهالي الرهائن باستمرار إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم واتهموا نتانياهو بإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1208 أشخاص معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.

وأسفرت الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل في غزة ردا على هجوم حماس عن مقتل 44805 أشخاص على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وما زال سبعة أفراد يحملون الجنسية الأميركية في غزة، وقد تأكد مقتل أربعة منهم. وفي الأسبوع الماضي، أبلغ الجيش الإسرائيلي عائلة الجندي الأميركي الإسرائيلي أومر نيوترا أنه قُتل يوم الهجوم وأن جثته في غزة.