رئيس الصين يدعو لمؤتمر دولي للسلام لحل عادل للقضية الفلسطينية

جوهانسبرغ - دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الثلاثاء إلى "مؤتمر دولي للسلام" يهدف إلى إيجاد "حل عادل لقضية فلسطين"، مطالبا بـ"الإفراج عن المدنيين المحتجزين" في إطار الحرب بين إسرائيل وحماس.
وجاءت دعوة شي خلال قمة افتراضية طارئة لدول مجموعة 'بريكس'، فيما تدعم الصين حلا يقوم على مبدأ الدولتين وتطالب منذ اندلاع الحرب بوقف فوري لإطلاق النار. وسبق أن دعت المجتمع الدولي الاثنين إلى "تحرك عاجل" لوضع حد لـ"الكارثة الإنسانية" في غزة.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الرئيس الصيني قوله "يجب على كل أطراف النزاع وقف إطلاق النار والأعمال القتالية فورا وإنهاء كل أعمال العنف والهجمات التي تستهدف المدنيين وإطلاق سراح المدنيين المحتجزين لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح والمعاناة".
وقال شي عبر مترجم "لا يمكن أن يكون هناك سلام وأمن مستدامان في الشرق الأوسط من دون حل عادل لقضية فلسطين" معتبرا أن عقد مؤتمر دولي للسلام سيتيح "العمل على إيجاد حل سريع لقضية فلسطين يكون شاملا وعادلا ودائما".
وعلى الجانب الروسي يجهد فلاديمير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإظهار نفسه في طليعة من يتصدون للهيمنة الأميركية ويدرج هجومه على أوكرانيا في هذا السياق.
ودعا الكرملين إلى وقف للنار في غزة، مكررا أن السبيل الوحيد للتوصل إلى سلام دائم في الشرق الأوسط يكمن في قيام دولة فلسطينية.
ويحمل بوتين الولايات المتحدة مسؤولية النزاع الراهن، متهما إياها باحتكار عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين طوال أعوام من دون أن تنجح البتة في إيجاد حلول.
واتّهم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا إسرائيل الثلاثاء بارتكاب جرائم حرب وإبادة في غزة، داعيا إلى "وقف فوري وكامل لإطلاق النار" كما فعل نظيره الصيني الذي دعا إلى "مؤتمر دولي للسلام"، في مستهل قمة افتراضية طارئة لمجموعة بريكس مخصصة لهذا النزاع.
وقال رامابوزا خلال قمة المجموعة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا والتي يشارك فيها أيضا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ "يشكّل العقاب الجماعي للمدنيين الفلسطينيين عبر استخدام غير مشروع للقوة من جانب إسرائيل، جريمة حرب".
وتابع "يرقى حرمان سكان غزة من الدواء والغذاء والماء والوقود، إلى جريمة إبادة"، مضيفا "ندعو فورا المجتمع الدولي إلى الاتفاق على إجراءات عاجلة وملموسة لإنهاء المعاناة في غزة وتمهيد الطريق لحل عادل وسلمي لهذا النزاع"، معددا أبرز الخطوات المقترحة.
وبالإضافة إلى وقف "فوري وكامل" لإطلاق النار، دعا إلى نشر قوة سريعة تابعة للأمم المتحدة "بتفويض لمراقبة وقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين". كما دعا جميع الدول إلى "إظهار ضبط النفس والكف عن تأجيج هذا النزاع، وخصوصا عبر وقف تزويد الأطراف بالأسلحة".
وتترأس بريتوريا قمة افتراضية طارئة لدول مجموعة 'بريكس' التي تسعى إلى توازن عالمي أقل تأثرا بواشنطن والاتحاد الأوروبي، على أن "يتبنى" إثرها القادة المشاركون "بيانا مشتركا".
وقال رامابوزا أيضا "كل من دولنا أعرب عن قلقه العميق حيال الموت والدمار في غزة"، مؤكدا أن "هذا الاجتماع ينبغي أن يحضنا على توحيد جهودنا لوضع حد لهذا الظلم التاريخي".
وجنوب إفريقيا هي إحدى الدول الأكثر انتقادا للقصف الإسرائيلي الكثيف والعنيف لقطاع غزة، ردا على هجوم دام شنته حركة حماس التي تسيطر على القطاع داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وكان رامابوزا قد طلب الجمعة مع أربع دول أخرى تحقيقا حول هذه الحرب تجريه المحكمة الجنائية الدولية. وتعد بريتوريا منذ وقت طويل مدافعا شرسا عن القضية الفلسطينية وخصوصا أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يحكمها منذ انتخاب نيلسون مانديلا رئيسا في العام 1994، يقارب هذه المسألة انطلاقا من نضاله التاريخي ضد الفصل العنصري.