رئيس الإمارات يصحح مسار الحديث العالمي بشأن إمدادات الطاقة

بالي (إندونيسيا) – أعاد رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تصحيح مسار الحديث العالمي بشأن إمدادات الطاقة والتنمية المستدامة عالميا، مؤكدا التزام بلاده بدورها المسؤول في أسواق الطاقة وأجندتها الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة، متعهدا في ذات الوقت باستمرار أبوظبي في بذل أقصى الجھود لضمان تحقيق الأمن الغذائي.
جاء ذلك في كلمة للشيخ محمد بن زايد في الجلسة الرئيسية للقمة السابعة عشرة لرؤساء دول مجموعة العشرين وحكوماتها (G20)، التي بدأت اليوم بجزيرة بالي في إندونيسيا وتستمر حتى الأربعاء.
والإمارات، التي تصنف بأنها ثالث أكبر منتجي النفط الخام في منظمة أوبك بأكثر من 3.5 مليون برميل يوميا، ومنتج للطاقة المتجددة والجديدة من خلال مشروع براكة للطاقة النووية، اعتبرت أن التنمية المستدامة في قطاع الطاقة يمكن تعزيزها بتوحيد الجهود.
وقدّم رئيس دولة الإمارات رسالة لقادة قمة العشرين، مفادها أن استقرار الطاقة والتنمية المستدامة في هذه الصناعة، مسؤولية ومصلحة إماراتية، في إشارة إلى دعم دولة الإمارات لقرار تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط بمليوني برميل يوميا اعتبارا من مطلع الشهر الجاري.
وقال الشيخ محمد بن زايد "نحن نؤمن في دولة الإمارات بأن النهج المتوازن هو الأنجح لتحقيق الاستدامة.. ملتزمون بدورنا المسؤول في أسواق الطاقة وأجندتها الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة، من خلال حزمة متنوعة من الطاقة الشمسية والرياح الكهرومائية والنووية".
وتابع "الإمارات جسدت هذا الالتزام من خلال استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في مجال الطاقة النظيفة في أكثر من 40 دولة عبر العالم".
وكذلك، أسست الإمارات "تحالف القرم من أجل المناخ" بالشراكة مع إندونيسيا، وأطلقت مبادرة "تسريع تحول الدول النامية نحو الطاقة المستدامة" بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
وتستضيف الإمارات في 2023، مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28".
وقدم الشيخ محمد بن زايد الخطوط العريضة للإمارات النموذج في صناعة الطاقة الجديدة والمتجددة، والتي خطتها الدولة ووصلت إلى مراحل متقدمة في تحقيق الاستدامة وحماية المناخ من الانبعاثات الكربونية عبر توليفة مصادر طاقة حيوية.
وتعد الإمارات الدولة النموذج، حيث تمكنت من إنتاج الطاقة الكهربائية من الشمس من خلال محطات منتشرة في أرجاء دولة الإمارات، واحدة منها تعد ضمن أكبر المحطات حول العالم.
كما تملك الإمارات قدرة على توليد الطاقة الكهربائية من الرياح، وتوليد الكهرباء من المصادر الكهرومائية، إلى جانب توليد الكهرباء من النفايات، والأهم برنامجها النووي السلمي عبر مشروع براكة.
ليس هذا فقط، فإن ما يجعل دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من مجرد ضيف شرف في قمة قادة العشرين، أنها تستثمر في مختلف قارات العالم لتعزيز الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة العالمي.
والحديث هنا عن شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، إحدى أبرز شركات الطاقة المتجددة حول العالم، وسط نشاط متسارع في مختلف القارات.
وحتى نهاية العام الماضي، بلغ إجمالي قدرة الطاقة الكهربائية الناتجة عن المشاريع التي تشارك فيها "مصدر" قرابة 14 جيغاوات، في حين تبلغ القيمة الإجمالية لهذه المشاريع أكثر من 20 مليار دولار.
وفي صناعة النفط الخام والغاز الطبيعي، نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في ترسيخ نفسها كصمام أمان في إمدادات ذات موثوقية عالمية، لتلبية الطلب على النفط الخام والغاز الطبيعي.
وتنافسيا، نجحت دولة الإمارات في إعادة التوازن في سوق الطاقة العالمية، وهو ما يجعلها موضع ترحيب كبير في قمة العشرين، وهو ما أشار إليه رئيس دولة الإمارات، بقدرة دولة الإمارات على تعزيز استقرار سوق الطاقة العالمي.
ويبدو أن أعضاء مجموعة العشرين يعولون على دولة الإمارات إلى جانب السعودية، العضو في مجموعة العشرين، لاستعادة استقرار سوق الطاقة العالمية خلال الفترة المقبلة، والتي قد تشكل مرحلة حرجة بدخول عقوبات أوروبية على النفط الروسي.
وفي كلمته أمام قادة العالم في قمة مجموعة العشرين، قال رئيس الإمارات ستستمر بلاده "بوصفها مركزا اقتصاديا عالميا ببذل أقصى الجهود لضمان استدامة سلاسل الغذاء والدواء، وتسخير إمكانياتها وموانئها وطيرانها لدعم مبادرات وأهداف الأمن الغذائي".
وكان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في مقدمة مستقبلي الشيخ محمد بن زايد فور وصوله إلى مقر انعقاد قمة العشرين في بالي.
وتشارك الإمارات بقمة مجموعة العشرين، التي انطلقت في جزيرة بالي في جمهورية إندونيسيا الثلاثاء تحت شعار "التعافي معا بشكل أقوى"، من خلال وفد رفيع المستوى.
وكتب الشيخ محمد بن زايد عبر صفحته على توتير قبيل خطابه قائلا "يواجه عالمنا تحديات في مجالات الغذاء والمناخ والصحة والطاقة وغيرها، ولا يمكن معالجتها إلا عبر التنسيق والتضامن والتكاتف.. الإمارات حريصة على العمل مع مجموعة العشرين وغيرها من أجل مستقبل أجيالنا".
وسيبحث هذا التجمّع عالي المستوى، الذي يضم أهم القوى الاقتصادية في العالم، تعزيز التعاون على المستوى الدولي في احتواء ومواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية.
وتتناول قمة مجموعة العشرين، التي تقام على مدار يومي الخامس عشر والسادس عشر، الزراعة، مكافحة الفساد، الاقتصاد الرقمي، الطاقة المستدامة، الاستثمار، التوظيف، الصحة، البيئة، التنمية، التجارة، أنظمة الدفع الرقمية، التمويل المستدام، الشمول المالي والضرائب الدولية.
وتعد قمة العشرين القمة الدولية السادسة التي يشارك فيها الشيخ محمد بن زايد خلال خمسة شهور، حيث تستمر يومين بمشاركة قادة دول تمثل اقتصاداتها 80 في المئة من الناتج الاقتصادي العالمي.