رئيس الإمارات في كوريا الجنوبية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الخاصة

سول – وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء حيث رافقت أربع طائرات مقاتلة طائرته في مراسم استقبال شرفية قبل هبوطها في أول زيارة دولة يقوم بها إلى رابع أكبر اقتصاد في آسيا.
ونشر الشيخ محمد بن زايد اليوم الثلاثاء تغريدة على منصة "إكس" كتب فيها باللغة العربية وأرفقها بالإنجليزية والكورية "وصلت اليوم إلى سيئول، للقاء فخامة الرئيس يون سيوك يول وبحث سبل تطوير الشراكة الإستراتيجية الخاصة بين الإمارات وكوريا، وتعزيز التعاون الاقتصادي بما يتماشى مع رؤانا المشتركة بشأن مستقبل التنمية واستدامتها في بلدينا. العلاقات الإماراتية-الكورية نموذج متميز للعلاقات الإيجابية والبنّاءة، والإمارات حريصة على توسيع آفاقها بما يعود بالخير والنماء على البلدين والشعبين الصديقين".
وتحمل زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى سول التي تستمر يومين تلبية لدعوة يون سوك يول رئيس كوريا الجنوبية، أهمية كبيرة من حيث الرسائل والدلالات حول قوة ومتانة وعمق العلاقات بين البلدين والسعي المشترك لتطويرها.
وتعد زيارة رئيس دولة الإمارات محطة هامة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين، التي شهدت قفزات نوعية خلال الفترة الماضية حتى وصلت إلى مرحلة "الشراكة الاستراتيجية الخاصة".
كما تعد زيارة الدولة هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول، ولها مراسم وبرامج وبروتوكولات خاصة، منذ الإعداد لها وحتى إتمامها، حيث تعد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي، الأمر الذي يعبر عن حجم المكانة التي يحظى بها الشيخ محمد بن زايد ودولة الإمارات لدى كوريا الجنوبية قيادة وشعبا.
ويأتي التعاون في مجالات الدفاع والأعمال والاستثمار ومبادرات الطاقة على جدول أعمال قمة مقررة غدا الأربعاء مع رئيس كوريا الجنوبية التي أصبحت واحدة من أكبر مصدري السلاح في العالم.
ويرتقب أن تسهم نتائج تلك الزيارة وما يتخللها من مباحثات في تعزيز "الشراكة الاستراتيجية الخاصة" التي تربط البلدين منذ مارس 2018 ودفع مسيرة التنمية المستدامة وتحقيق مزيد من الازدهار والتقدم والتطور لكلا البلدين.
وقال مكتب يون في بيان إن الزعيمين سيناقشان توطيد "شراكتهما الاستراتيجية الخاصة".
وذكر المكتب أن أربع طائرات مقاتلة من طراز إف-15 كيه تابعة للقوات الجوية رافقت طائرة الشيخ محمد بن زايد بمجرد دخولها منطقة تحديد الهوية الدفاعية لكوريا الجنوبية وهبطت في مطار عسكري جنوبي العاصمة سول.
وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد ردا لزيارة الدولة التي قام بها يون إلى أبوظبي أوائل العام الماضي حين تعهدت الإمارات باستثمار 30 مليار دولار في شركات كورية جنوبية عاملة في مجالات تشمل الطاقة النووية والدفاع والهيدروجين والطاقة الشمسية.
والتقى الشيخ محمد بن زايد اليوم الثلاثاء برؤساء بعض من أكبر الشركات في كوريا الجنوبية.
وتتمتع كوريا الجنوبية بالفعل بعلاقات تجارية وطيدة مع الإمارات تعود إلى أكثر من عشر سنوات، وسبق أن فازت بعقود لبناء مفاعلات نووية في الدولة الخليجية.
كما وقعت كوريا الجنوبية عقودا عسكرية ضخمة في إطار خططها لتصبح رابع أكبر دولة مصدرة للسلاح في العالم بحلول عام 2027.
وتشمل أحدث الصفقات التي وقعتها صفقة مع بولندا التي تسعى إلى تعزيز دفاعاتها باعتبارها إحدى الدول المجاورة لأوكرانيا التي تخوض حربا مع روسيا.
وتوصلت كوريا الجنوبية إلى اتفاق أيضا مع السعودية على توسيع التعاون الدفاعي بغية زيادة مبيعات الأسلحة في المنطقة.
ووفقا لغرفة التجارة والصناعة الكورية، فقد نمت صادرات كوريا الجنوبية من الأسلحة إلى الشرق الأوسط بنحو عشرة أمثال بين عامي 2013 و2022.
وأشار خبراء تحليل الأسواق إلى أن زيارة الدولة للشيخ محمد بن زايد أدت إلى ارتفاع أسهم شركات الدفاع الكورية الجنوبية اليوم الثلاثاء.
وتعد الإمارات الشريك التجاري الثاني خليجيا وعربيا لكوريا الجنوبية خلال عام 2022، حيث بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين 3.4 مليار درهم (917 مليون دولار أميركي) خلال شهري يناير وفبراير من عام 2023 محققة نموا بنسبة 9 بالمئة مقارنة بذات الفترة من عام 2022، كما وصلت إلى 19.5 مليار درهم (5.3 مليار دولار أميركي) خلال عام 2022 بنسبة نمو بلغت 14 بالمئة مقارنة بعام 2021.
كما تعد الإمارات ثاني دولة مصدرة للنفط إلى كوريا الجنوبية، وثاني مستورد من كوريا في منطقة الشرق الأوسط، ويمثل سوق الإمارات منذ عام 2018 الوجهة الأكبر عالميا لشركات البناء الكورية، وكذلك أكبر مستورد للسلع الكورية في الشرق الأوسط.
وحقق التعاون في المجال الصحي بين الإمارات وكوريا الجنوبية نقلة نوعية ترجمتها العديد من مذكرات التفاهم والتعاون الموقعة بين البلدين.
ويتلقى ما يزيد على 3500 مريض إماراتي العلاج سنويا في كوريا الجنوبية في مختلف العلاجات الطبية.