رئيسي يختار أمير عبداللهيان "المناهض للغرب" على رأس الدبلوماسية الإيرانية

طهران - رشّح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الدبلوماسي المتشدد والمناهض للغرب أمير عبداللهيان وزيرا للخارجية، خلال عرض تشكيلته الحكومية أمام البرلمان لإقرارها خلال تصويت بالثقة.
ويكشف اختيار رئيسي لعبداللهيان، الذي يعرف عنه تماهي مواقفه السياسية بشكل كامل مع تلك التي يعلنها المرشد الأعلى علي خامنئي، عن أن حقيبة الخارجية ستنفذ السياسات التي سيمليها عليها خامنئي، خاصة بعد التصريحات الأخيرة التي قال فيها إن "وزارة الخارجية تنفّذ السياسات الخارجية للنظام فحسب ولا تقرّرها"، في وقت لم يستبعد فيه متابعون استمرار اضطراب العلاقة مع الغرب دون أي تغيير يذكر في السياسة الخارجية الإيرانية.
ومن غير المتوقع أن يغير البرلمان الذي يسيطر عليه غلاة المحافظين اختيارات رئيسي للمناصب الوزارية الحساسة مثل الشؤون الخارجية والنفط، نظرا إلى أن الرئيس يختارهم بموافقة خامنئي.
وتشير تقارير في وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية إلى أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يتبع خامنئي مباشرة، سيتولى المفاوضات النووية في فيينا بدلا من وزارة الخارجية التي كان يقودها معتدلون نسبيا خلال حكم روحاني.
ويأتي اختيار عبداللهيان خلفا لوزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، الذي اعتمد دبلوماسية منفتحة نسبيا على الغرب أثارت انتقادات وتحفظات واسعة لدى النظام.
وقال مفاوض نووي "أمير عبداللهيان دبلوماسي متشدد وإذا ظلت وزارة الخارجية مسؤولة عن ملف إيران النووي، فمن الواضح أن طهران ستتبنى موقفا متشددا للغاية في المحادثات".
ويُعتقد أن عبداللهيان له صلات وثيقة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله في لبنان وغيرهما من الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط.
وشغل عبداللهيان منصب سفير بلاده لدى البحرين، كما كان نائبا لوزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية بين عامي 2011 و2016، وعمل أيضا نائبا لرئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة الإيرانية في بغداد بين 1997 و2001.
وقالت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية إن "الرئيس الإيراني اقترح تعيين محمد رضا قرایي آشتياني وزيرا للدفاع بدلا من أمير حاتمي. وشملت المقترحات تعيين وزراء جدد لكل من الاستخبارات سید إسماعیل خطيب، والداخلية أحمد وحيدي، والنفط جواد أوجي".
ومن المقرر أن يدرس البرلمان الإيراني التشكيلة الوزارية المقترحة حتى السبت المقبل، حيث سيتم التصويت عليها.
وأدى رئيسي، وهو من غلاة المحافظين وخاضع لعقوبات غربية بسبب اتهامات بارتكابه انتهاكات لحقوق الإنسان، اليمين رئيسا لإيران في الخامس من أغسطس، في حين يواجه النظام الإيراني أزمات متصاعدة في الداخل والخارج، وتولى الحكم خلفا لحسن روحاني بعد انتخابات أجريت في يونيو مُنع من خوضها معظم منافسيه الرئيسيين ومنهم معتدلون وإصلاحيون.