رئيسة لوفر باريس: حالة المتحف متردية جراء الاستخدام المفرط

لورانس دي كار تخطط لافتتاح مدخل ثان للمتحف لتخفيف الازدحام بالمدخل الرئيسي الواقع تحت الهرم.
الجمعة 2025/01/24
طوابير طويلة تنتظر فرصة زيارة المتحف الأشهر عالميا

باريس - حذرت رئيسة متحف اللوفر في باريس لورانس دي كار الحكومة الفرنسية من الحالة السيئة التي بلغها المتحف، مشيرة إلى “ازدياد الاختلالات” والحاجة إلى ورشة تجديد كبرى في الموقع، بحسب “مذكرة سرية” كشفت عنها الصحافة الفرنسية الأربعاء.

هذه المذكرة المؤرخة في الثالث عشر من يناير الماضي والموجهة إلى وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، تدين “الواقع القاسي لحالة” المتحف الأكثر استقطابا للزائرين في العالم، بفعل “الاستخدام المفرط” الذي أوصل بعض المباني في الموقع إلى “مستويات مقلقة من التقادم”، وفق ما ذكرت صحيفة “لو باريزيان”.

وتحدثت الوثيقة، التي أعيد نشر أجزاء منها على الموقع الإلكتروني للصحيفة، عن “ازدياد الاختلالات في المساحات المتدهورة في بعض الأحيان في المتحف” الذي يعد الأشهر عالميا. وأضافت أن “بعضها لم يعد مقاوما للماء بينما يواجه البعض الآخر تغيرات كبيرة في درجات الحرارة، ما يعرض الحفاظ على الأعمال للخطر”.

كذلك، اشتكت الوثيقة من “العناء الجسدي” الذي يتعرض له زوار متحف اللوفر، حيث يُحرمون من أي مساحة تتيح لهم “أخذ قسط من الراحة”. وتابعت “إمدادات الغذاء والمراحيض غير كافية من حيث الحجم، وهي أقل بكثير من المعايير الدولية. تجب إعادة تصميم اللافتات بشكل كامل”.

وأشارت صحيفة “لو باريزيان” أيضا إلى “العيوب الكبيرة” المنسوبة إلى “تصميم” الهرم الزجاجي الكبير في متحف اللوفر، وهو فضاء افتُتح في عام 1988 لكنه “غير صالح للزيارة” في “الأيام الحارة للغاية”. وتؤكد المذكرة الصادرة من رئيسة المتحف أيضا على الحاجة إلى إجراء “مراجعة” لـ”طريقة عرض الموناليزا في قاعة الدول”، وهي الأكبر في المتحف.

لورانس دي كار طالبت بتحسين ظروف عرض لوحة ليوناردو دافينشي الشهيرة معتبرة أنها تستحق عرضها في غرفة منفصلة
◙ لورانس دي كار طالبت بتحسين ظروف عرض لوحة ليوناردو دافينشي الشهيرة معتبرة أنها تستحق عرضها في غرفة منفصلة

وفي أبريل 2024، أعلنت لورانس دي كار أنها تفكر في تحسين ظروف عرض لوحة ليوناردو دافينشي الشهيرة، معتبرة أنها تستحق عرضها في غرفة منفصلة. ومن بين خططها أيضا افتتاح مدخل ثان للمتحف لتخفيف الازدحام بالمدخل الرئيسي الواقع تحت الهرم. وقد صُمّم متحف اللوفر في الأصل لاستيعاب “أربعة إلى خمسة ملايين زائر سنويا”، وفقا للقائمين على الموقع الذي ناهز عدد زواره 9 ملايين في عام 2024.

وبصفة عامة، تقول لورانس دي كار في ختام مذكراتها “إن هذا الوضع لم يعد يحتمل المراوحة”. وافتتح متحف اللوفر كمتحف عام في باريس من قبل الحكومة الثورية الفرنسية، في العاشر من أغسطس 1793، أي بعد أكثر من قرنين من الزمان من استخدامه كقصر ملكي.

وبدأ الملك فرانسيس الأول إنشاء قصر اللوفر في عام 1546 في موقع قلعة تعود إلى القرن الثاني عشر بناها الملك فيليب الثاني. كان فرانسيس جامعا فنيا عظيما، وكان اللوفر بمثابة مقر إقامته الملكي. واستمر العمل، الذي أشرف عليه المهندس المعماري بيير ليسكوت، بعد وفاة فرانسيس وحتى عهد الملكين هنري الثاني وتشارلز التاسع، قام كل ملك فرنسي لاحق تقريبا بتوسيع متحف اللوفر وأراضيه، وأدخل لويس الثالث عشر ولويس الرابع عشر إضافات رئيسية في القرن السابع عشر.

وقام هذان الملكان أيضا بتوسيع المقتنيات الفنية للتاج بشكل كبير، واكتسب لويس الرابع عشر المجموعة الفنية لتشارلز الأول ملك إنجلترا بعد إعدامه في الحرب الأهلية الإنجليزية، وفي عام 1682، نقل لويس الرابع عشر بلاطه إلى فرساي، ولم يعد متحف اللوفر المقر الملكي الرئيسي.

والمتحف مقسم إلى أجزاء عدة حسب نوع الفن وتاريخه. ويبلغ مجموع أطوال قاعاته نحو 13 كيلومترا مربعا، وهي تحوي على أكثر من مليون قطعة فنية سواء كانت لوحة زيتية أو تمثالا. وفي المتحف مجموعة رائعة من الآثار الإغريقية والرومانية والمصرية ومن حضارة بلاد الرافدين العريقة، بالإضافة إلى لوحات وتماثيل يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر الميلادي.

وتعد مجموعة متحف اللوفر واحدة من أغنى المجموعات المتحفية في العالم، حيث تمثل الأعمال الفنية والتحف الفنية 11 ألف عام من الحضارة والثقافة الإنسانية. ويعود تاريخ الآثار الإسلامية المعروضة في المتحف إلى الفترة بين القرنين السابع وأواسط التاسع عشر الميلاديين. ويعود افتتاح قسم الآثار الإسلامية بمتحف اللوفر إلى عام 1905 عندما تم تخصيص مساحة صغيرة في المتحف لهذا الغرض.

وحوالي 70 في المئة من زوار متحف اللوفر العام الماضي كانوا من الأجانب. ويشتكي السياح منذ فترة طويلة من الطوابير الطويلة لزيارة المتحف وخاصة لمشاهدة لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دافنشي. ومنذ توليها منصب رئيس المؤسسة في عام 2021، تحدثت لورانس دي كار علنا عن وصول المتحف إلى “نقطة التشبع”. وكان أحد أول الإجراءات الرئيسية التي اتخذتها هو فرض سقف لعدد الزوار يبلغ 30 ألف زائر يوميا وتمديد ساعات العمل.

15