رئاسة كوب28 تريد إشارة "تاريخية" للوقود الأحفوري مع تمديد القمة
أشغال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ تتجاوز الوقت المحدد لاختتامها، بسبب غياب إجماع حول مقترح "الاستغناء" عن النفط والغاز والفحم.

دبي – شدد ماجد السويدي مدير عام كوب28 اليوم الثلاثاء على أن رئاسة القمة تريد إدراج إشارة "تاريخية" حول مستقبل الوقود الأحفوري في المسودة القادمة لنص الاتفاق المحتمل، لكن الأمر متروك لحوالي 200 دولة في المحادثات، وذلك بعدما جرى تمديد أعمال مؤتمر قمة المناخ من أجل إيجاد صيغة توافقية.
وقال للصحافيين "في مؤتمر كوب هذا، نحاول أن نفعل شيئا لم يحدث من قبل، شيئا تاريخيا... جزء من هذا هو إدراج الوقود الأحفوري في النص. وإذا استطعنا، فسيكون ذلك تاريخيا".
وكشف عن أن جملة من الموضوعات ما زالت قيد التفاوض بين المشاركين في المؤتمر حتى الآن، موضحا أن "مستوى الطموح متروك للأطراف من أجل الاتفاق".
ووصف السويدي مسودة الاتفاق، التي تم الكشف عنها، مساء الاثنين، بأنها "نقطة بداية"، لكنه قال "نحن الآن في وضع يسمح لنا بصياغة نص جديد"، مشيراً إلى أن هذا النص "سيتضمن وجهات نظر الدول".
وأضاف أن "من المهم استخدام اللغة الصحيحة عند الحديث عن الوقود الأحفوري"، وتابع "نسعى لإيجاد توافق بشأن نسخة جديدة من مشروع الاتفاق".
ورداً على سؤال بشأن موعد انتهاء المفاوضات، قال مدير عام المؤتمر "نريد جميعاً الانتهاء في الموعد المقرر، لكننا نريد النتيجة الأكثر طموحاً".
ويأتي ذلك في وقت، جرى تمديد أعمال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، الذي كان يُفترض أن يُختتم صباح الثلاثاء، بسبب غياب إجماع حول مقترح "الاستغناء" عن النفط والغاز والفحم (الوقود الأحفوري)، حيث ينتظر المفاوضون مسودة اتفاق جديدة.
وانتهى الوقت المحدد لاختتام مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين بشأن تغير المناخ في دبي بدون التوصل لاتفاق، مع استمرار المفاوضات بشأن الوقود الأحفوري في مواجهة معارضة الدول المصدرة للنفط.
وأعلن رئيس قمة كوب28 الإماراتي سلطان الجابر في 6 ديسمبر أنه يريد اختتام المؤتمر على نحو "منظم يوم الثلاثاء 12 ديسمبر في الساعة 11:00 صباحاً على أبعد تقدير"، أي السابعة بتوقيت غرينتش. ويشير برنامج المؤتمر الذي حددته الأمم المتحدة إلى أن يوم الثلاثاء هو اليوم الأخير للمؤتمر، من دون تحديد الساعة. ونادرا ما تنتهي قمم مؤتمر الأطراف في الموعد المحدد. ويُنتظر نشر مسودة اتفاقية جديدة خلال النهار.
وتحاول الدول المجتمعة في قمة دبي الاتفاق على خطة عمل عالمية للحد من تغير المناخ بسرعة كافية لتجنب المزيد من الفيضانات الكارثية والحرارة القاتلة والتغيرات التي لا رجعة فيها في النظم البيئية في العالم.
واقترحت مسودة اتفاق نهائي نشرتها دولة الإمارات التي تتولى رئاسة القمة مساء الاثنين ثمانية خيارات "يمكن" أن تتخذها الدول لخفض الانبعاثات.
أحدهما كان "خفض استهلاك وإنتاج الوقود الأحفوري، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة من أجل تحقيق صافي الصفر بحلول عام 2050 أو قبله أو في حدوده".
وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تشير فيها قمة الأمم المتحدة للمناخ إلى الحد من استخدام جميع أنواع "الوقود الأحفوري".
لكن هذه الخطوة لم ترق إلى مستوى "التخلص التدريجي" من الفحم والنفط والغاز الذي طالبت به العديد من الدول أو التركيز على خفض استخدامها هذا العقد، وهو ما يقول العلماء إنه ضروري لتجنب تصاعد تغير المناخ.
وتعرضت المسودة لانتقادات من جانب مشاركين مثل أستراليا وكندا وتشيلي والاتحاد الأوروبي والنرويج والولايات المتحدة، من بين المجموعة المكونة من 100 دولة التي تطالب بالتزام صارم بتخلص العالم من الفحم والنفط والغاز.
وتعد انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري السبب الرئيسي لتغير المناخ.
وقالت مصادر مطلعة على المناقشات إن سلطان الجابر واجه ضغوطا من السعودية، المتزعمة فعليا مجموعة دول أوبك، لإسقاط أي ذكر للوقود الأحفوري من النص وهو ما لم يفعله الجابر.
ولم ترد الحكومة السعودية على طلبات التعليق اليوم الثلاثاء. ورفض ممثل السعودية في كوب28 التعليق على النص مساء أمس الاثنين.
وفي رسالة بتاريخ السادس من ديسمبر، حث الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص الأعضاء على رفض أي اتفاق لمؤتمر كوب28 يستهدف الوقود الأحفوري.
وقال المفاوضون والمراقبون في محادثات كوب28 لرويترز إنه في حين أن السعودية كانت أقوى معارض، فإن أعضاء أوبك وأوبك + الآخرين، بما في ذلك إيران والعراق وروسيا، قاوموا محاولات إدراج التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في الاتفاق.
ويجب أن يتم إقرار الاتفاقات في قمم المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة بالإجماع بين ما يقرب من 200 دولة حاضرة. ثم يعود الأمر بعد ذلك إلى كل دولة على حدة لتنفيذ الاتفاق المتفق عليه عالميا من خلال السياسات والاستثمارات الوطنية.
وبالنسبة للدول المنتجة للنفط، فإن التوصل إلى اتفاق عالمي في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ للتخلي عن الوقود الأحفوري يمكن أن يشير إلى رغبة سياسية من قبل الدول الأخرى لخفض استخدامها للمنتجات المربحة التي تعتمد عليها الاقتصادات المنتجة للوقود.
وقال وزير النفط الكويتي سعد البراك خلال مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر الذي انعقد في الدوحة الاثنين إن "الكويت تعمل وفق سياسة تقوم على الحفاظ على مصادر الثروة النفطية واستغلالها وتنميتها بالشكل الأمثل".
ورغم النمو السريع للطاقة المتجددة فإن الوقود الأحفوري لا يزال ينتج حوالي 80 بالمئة من الطاقة في العالم.
ولم يتضح ما إذا كانت الصين، أكبر مصدر لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، تؤيد مشروع القرار.
وقالت مصادر مطلعة على اجتماع مفاوضي كوب28 في الساعات الأولى من اليوم الثلاثاء إن بكين عارضت جزءا من النص يقول إن انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم يجب أن تبلغ أدنى مستوياتها قبل عام 2025.
وتعهدت الصين بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحتباس الحراري إلى أدنى مستوياتها قبل عام 2030 رغم أن الخبراء يتوقعون تحقيق هذا الهدف في وقت مبكر.
كما رفض وزير البيئة الهندي بوبندر ياداف التعليق على مسودة الاتفاق الأخيرة.