رئاسة أمن الدولة السعودية تحذر: أطفئوا نار الفتنة قبل انتشارها

المملكة تتعرض منذ أيام لهجمات من المتمردين الحوثيين طالت منشآت ومصافي نفطية.
الثلاثاء 2022/03/22
تحركات استباقية

الرياض – وجهت رئاسة أمن الدولة في السعودية الاثنين نداء عبر حسابها على تويتر، تحث فيه على ضرورة الإبلاغ عن العناصر الإرهابية التي تسعى إلى إثارة الفتنة في الداخل.

وأرفقت الرئاسة تغريدتها بصورة ذكرت فيها “أطفئ نار فتنتهم قبل انتشارها”، وحمل النداء مخاوف من وجود معطيات تفيد بتحركات مشبوهة لبعض العناصر، تستهدف المملكة من الداخل.

وجاء النداء بعد أيام على إعدام المملكة العشرات من المدانين بالتورط في قضايا إرهاب. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” نقلا عن بيان لوزارة الداخلية حينها، أن المتهمين منتمون “إلى تنظيم داعش والقاعدة والحوثي الإرهابية، وتنظيمات إرهابية أخرى معادية للمملكة”.

وقال بيان الداخلية إن التحقيق مع الأشخاص الذين تم إعدامهم أسفر عن توجيه الاتهام إليهم بارتكاب تلك الجرائم، وبإحالتهم إلى المحكمة المختصة وتمكينهم من الضمانات والحقوق كافة، التي كفلتها لهم الأنظمة في المملكة.

ونشر بيان الداخلية قائمة بأسماء الأشخاص وجنسياتهم والاتهامات الموجهة لهم، التي تضمنت “قتل رجال أمن بالتعاون مع داعش”. وأشار البيان إلى أنهم عملوا على استهداف مقار حيوية وتهريب أسلحة إلى المملكة.

وبلغ عدد الذين جرى إعدامهم وفي يوم واحد، واحدا وثمانين شخصا، بينهم سعوديون ومن جنسيات مختلفة، وقد لاقت العملية انتقادات، وأثارت مخاوف من عمليات انتقامية قد تعمد إليها بعض التنظيمات المتطرفة.

وتتعرض المملكة منذ أيام لهجمات من المتمردين الحوثيين، طالت منشآت ومصافي نفطية، ويربط البعض هذه الهجمات بإعدام بعض المتورطين مع الحوثيين.

اللواء بسام بن زكي عطية: الأيديولوجيا كتلة صماء تسحب أتباعها كما يُسحب القطيع

ويقول مراقبون إن النداء الذي وجهته رئاسة أمن الدولة لا ينحصر على ما يبدو في التهديد الحوثي، بل في عمليات قد تعمد إليها تنظيمات متطرفة أخرى داخل المملكة من بينها القاعدة.

ويلفت المراقبون إلى أن خطوة جهاز أمن الدولة تندرج في إطار العمل الاستباقي، مشيرين إلى أن الجهاز عقد في الفترة الأخيرة عددا من الندوات والمحاضرات لتسليط الضوء على الإرهاب، وسبل مواجهته في الداخل.

وقال اللواء بسام بن زكي عطية، المستشار في رئاسة أمن الدولة، في أحدى الندوات التي عقدت في جازان تحت عنوان “مهددات الأمن الوطني”، إن “الإرهاب قد لا يكون بالصورة الدموية التي نراها اليوم في ارتداء حزام ناسف، بل للإرهاب أشكال متنوعة، تسبقها أفكار ترسخت عبر عقود وقرون من الزمان في جوانب مختلفة”.

واعتبر عطية أن القضايا الإرهابية اليوم هي حرب أفكار، وأن مفهوم الإرهاب ‏‏يهدف إلى تغييب عقل الإنسان ‏وتحويله إلى كتلة إسمنتية صماء.

وبيّن أن الأيديولوجيا عادة ما تتحرك في أوساط مختلفة كالوسط الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وحتى في الأساطير والأعراف، وتنتقل من جيل إلى آخر، ولكن ما يهم هو أن القضية الأيديولوجية ليست مجرد فكرة، بل هي كتلة صماء لا تسمح بالتجزئة ولا التوقف، وأنها تسحب أتباعها كما يُسحب القطيع، ويوجد في المنطقة والعالم الكثير من هذه المجموعات الأيديولوجية المتطرفة.

وكان انفجار وقع في الثلاثين من ديسمبر الماضي في جدة، ثاني أكبر مدن المملكة، وطال سيارة سائق فرنسي على هامش فعاليات رالي دكار 2022، يشتبه بأن دوافعه “إرهابية”.

3