ذوو الأمراض العقلية قادرون على الازدهار والتطور بعد التعافي

الازدهار والتطور لدى الشخص الذي كان يعاني من الأمراض العقلية لا ينفي استمرار وجود بعض أعراض الاكتئاب.
الاثنين 2022/04/11
الأمراض العقلية قد تقلل من إمكانية الازدهار لكنها لا تمنعها

فلوريدا (الولايات المتحدة) ـ توصل الباحثون إلى أن الأمراض العقلية ليست دائما عائقا أمام مواصلة الحياة بطريقة طبيعية.

وكشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة “كلينيكل سايكولوجيكل صاينس” أن العديد من الأشخاص الذين عانوا من مرض عقلي قادرون على التطور والازدهار وعيش حياة عالية الأداء بعد التعافي.

وقال الباحث في جامعة جنوب فلوريدا والمؤلف الرئيسي للبحث ديفيندورف إن بحثهم يخبرهم عن عدد الأشخاص الذين يمكنهم التعافي من مرض عقلي والاستمرار في تجربة حياة تتمتع بمستويات عالية من الرفاهية والأداء الوظيفي.

وأضاف ديفيندورف أنه على عكس الحكمة السريرية التقليدية، وجدوا أن الأمراض العقلية واضطرابات تعاطي المخدرات قد تقلل من إمكانية الازدهار ولكنها لا تمنعها.

ووجد الباحثون أن وجود نوبات أطول من المرض العقلي أو الإصابة بأمراض عقلية متعددة في حياة المرء يقلل، لكنه لا يلغي، من فرص الازدهار.

وجود نوبات أطول من المرض العقلي أو الإصابة بأمراض عقلية متعددة في حياة المرء يقلل، لكنه لا يلغي من فرص الازدهار

وركزت الأبحاث السابقة حول الأمراض العقلية في الغالب على المزاج المزمن والمتكرر والقلق واضطرابات تعاطي المخدرات التي تمنع الناس من الازدهار والاستمتاع بالحياة.

وجاءت بيانات هذا البحث من مسح صحة المجتمع الكندي لعام 2012، الصحة العقلية، وهو مسح تمثيلي على المستوى الوطني شمل أكثر من 25000 مشارك كندي تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 80 وما فوق، حيث جمع المسح معلومات حول حياة المشاركين وحالة الصحة العقلية لمدة 12 شهرا، وإمكانية وصولهم إلى الخدمات الرسمية وغير الرسمية والدعم وحاجتهم إليها، وأدائهم وإعاقاتهم، وعوامل أخرى تؤثر على الصحة العقلية.

وقارن الباحثون حالات الصحة العقلية التي تم تتبعها في المسح والبيانات الأخرى المرتبطة بنوعية حياة كل مشارك، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية والعواطف الإيجابية ونوعية الحياة المتصورة والأداء، ثم قام الباحثون بحساب عدد الأشخاص الذين لديهم تاريخ طويل من المرض العقلي، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب أو اضطراب تعاطي المخدرات، استوفوا معايير “الازدهار” في وقت الدراسة.

واعتبر الباحثون بأن الازدهار والتطور لدى الشخص الذي كان يعاني من الأمراض العقلية لا ينفي استمرار وجود بعض أعراض الاكتئاب، ولكن تتعلق بالنسبة مقارنة بالأشخاص غير المكتئبين أو الذين يعانون من أمراض عقلية من الذين شملهم الاستطلاع.

وأظهرت نتائج المقارنة أن حوالي 10 في المئة من الكنديين الذين لديهم تاريخ من المرض العقلي حققوا معايير مزدهرة مقارنة بحوالي 24 في المئة من الكنديين الذين ليس لديهم تاريخ من المرض العقلي، وكان الأشخاص الذين لديهم تاريخ من اضطرابات تعاطي المخدرات (10 في المئة) والاكتئاب (7 في المئة) والقلق (6 في المئة) أكثر عرضة للنمو مقارنة بالأشخاص الذين لديهم تاريخ من الاضطراب ثنائي القطب.

Thumbnail

وجاء ضمن مبادئ حماية الأشخاص المصابين بمرض عقلي وتحسين العناية بالصحة العقلية أن جميع الأشخاص يتمتعون بحق الحصول على أفضل ما هو متاح من رعاية الصحة العقلية التي تشكل جزءا من نظام الرعاية الصحية والاجتماعية.

كما يعامل جميع الأشخاص المصابين بمرض عقلي أو الذين يعالجون بهذه الصفة معاملة إنسانية مع احترام ما للإنسان من كرامة أصيلة.

ولجميع الأشخاص المصابين بمرض عقلي أو الذين يعالجون بهذه الصفة الحق في الحماية من الاستغلال الاقتصادي والجنسي وغيرهما من أشكال الاستغلال، ومن الإيذاء الجسدي أو غير الجسدي أو المعاملة المهينة.

وقال ديفيندورف “تُظهر هذه النتائج أن الأمراض العقلية تقلل لكنها لا تمنع إمكانية تلبية المعايير المزدهرة”، وأضاف أنه على الرغم من أن الازدهار بعد المرض العقلي لم يكن شائعا بالضرورة، إلا أنه يجب ملاحظة أن حالات التعافي التشخيصية بعد المرض العقلي كانت أكثر شيوعا.

ووجدت الدراسة أن حوالي ثلثي الأشخاص الذين يعانون من أي مرض عقلي في حياتهم قد تعافوا من الأعراض، مما يعني أنهم لم يعودوا يستوفون معايير التشخيص لمرض معين، ويتوقع الباحثون أن معدل تعافي الأشخاص من المرض العقلي وتحقيق مستويات معتدلة إلى جيدة، بدلا من المستويات المثلى من الرفاهية، من المرجح أن يكون أعلى بكثير.

وتهدف الدراسة بحسب ديفيندورف إلى معرفة مدى وكيفية تأثير العلاجات التي يتبعها المصابون بأمراض عقلية على النتائج مثل الرفاهية والأداء في الحياة.

17