ذهب ترامب أم بقي الأجواء العراقية للمسيّرات الأميركية

بغداد – تسعى الميليشيات المسلحة الموالية لإيران في العراق من خلال تصعيدها المستمر في المنطقة الخضراء ببغداد إلى التخلص من الطائرات المسيّرة الأميركية التي تمثل عقدة لها ولطهران.
ويقول الباحث رمزي مارديني، من معهد بيرسون الدولي في جامعة شيكاغو، إن الفصائل تريد التخلص من الطائرات المسيّرة الأميركية "التي تقيّد بشكل مباشر أو غير مباشر الإيرانيين"، ومن منظومتي "سيرام وباتريوت" لكونهما "تحدان من قدرة إيران الرادعة ضد الولايات المتحدة" في المنطقة.
ولعلّ ما تريده الفصائل، وفقا لمارديني، يتمثّل في "نزع سلاح الوجود الأميركي في العراق، لا إنهاءه تماما". وأرجع ذلك إلى كون الهدف النهائي هو محافظة إيران على "القدرة على المساومة عند وصول الإدارة الجديدة إلى السلطة في الولايات المتحدة".
وبعدما أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر الثلاثاء أنّ واشنطن تتجه إلى سحب 500 جندي من قواتها في العراق، وأنه بحلول يناير لن يكون هناك سوى 2500 جندي أميركي في العراق، سقط مجددا عدد من الصواريخ قرب السفارة الأميركية في بغداد.
وكانت الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران، قد أعلنت "هدنة" ووقف استهداف الأميركيين في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية ومع إعلان إدارة ترامب استعدادها لغلق سفارتها في بغداد، ما وضع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في موقف محرج.
لكنها خرقت ليلة الثلاثاء، بالتزامن مع تقارير صحافية صدرت في واشنطن تقول إن ترامب يدرس إمكانية توجيه ضربة لإيران قبل مغادرة البيت الأبيض.
ورأى الباحث في شؤون الجماعات المسلحة العراقية حمدي مالك أن الصواريخ السبعة التي أطلِقت مساء الثلاثاء تشكل "تصعيدا حقيقيا".
وتتهم واشنطن هذه الفصائل بتنفيذ قرابة مئة اعتداء على مدار عام، استهدفت مصالحها في العراق. وأدت الغالبية العظمى من هذه الهجمات إلى وقوع أضرار مادية طفيفة.
وأشار مالك إلى أن "استراتيجيتهم القديمة كانت باستهدافات غير دقيقة، خوفا من الانتقام"، خصوصا بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائبه العراقي أبومهدي المهندس بضربة جوية أميركية بداية العام الحالي.
وتابع "هذه الاستراتيجية تغيرت، فالآن يستخدمون صورايخ 'غراد' بشكل مباشر أكثر”. وقال "إنها رسالة إلى كل من الولايات المتحدة والكاظمي الذي ينظرون إليه كعميل للأميركيين".
ولفت إلى أن الفصائل "تريد أن تظهر قوية وباقية حتى لو انسحب الأميركيون"، فيما اعتبر مارديني أنّ التصعيد بات ممكنا بسبب التغيير المتوقع في واشنطن.
وقال مارديني إنّ اقتراب نهاية ولاية الرئيس دونالد ترامب "أعطى إيران نافذة للتصعيد بوقت محدود". وأضاف أنّ مضاعفة الهجمات من قبل الفصائل "تجعل سيناريو الانسحاب (الأميركي)، هو الخيار المعقول والوحيد المتبقي".
ورأى مارديني أن إبقاء جنود في ميدان تتزايد ضمنه الاعتداءات "يمثل خيارا باهظ الثمن من الناحية السياسية بالنسبة لجو بايدن".
ويمثل الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق مطلبا رئيسيا بالنسبة للفصائل المسلحة الموالية لإيران.