"ذكرى وحرية".. معرض جماعي يبرز تنوع التراث الجزائري

الجزائر- يستضيف رواق فرانز فانون بديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة حتى الثاني عشر من يوليو الجاري، معرضا فنيا جماعيا بعنوان “ذكرى وحرية”، يضم أعمالا مختلفة من إبداع أنامل 24 فنانا تشكيليا جزائريا من مختلف الأجيال، سواء الرواد أو الشباب من الفنانين العصاميين، في لقاء نادر لإبراز تنوع التراث الجزائري وجماله، وذلك بمناسبة الذكرى الحادية والستين لعيدي الاستقلال والشباب.
يضم المعرض قرابة 30 لوحة فنية بمختلف الأحجام والتقنيات المستلهمة من عديد المدارس التشكيلية والتيارات الفنية، وبلمسة محلية وعالمية، تعكس تنوع التراث المادي واللامادي الذي تزخر به الجزائر، وتمكن الفنانين الجزائريين من مختلف الأجيال من رصد هذه التفاصيل الجمالية والقيم الاجتماعية وجمال الطبيعة الساحرة.
ومن بين الأعمال الفنية التي تعرض أمام الجمهور لوحات وبورتريهات تدور حول عوالم المرأة الجزائرية بأزيائها ومجوهراتها التقليدية، وأجواء وتفاصيل حي القصبة العريق، وكذلك تراث الطوارق، واستعراض الفروسية (الفانتازيا)، وجلسات الأعراس، والحفلات الحميمية بكل عطرها وموسيقاها، وغيرها من المناظر الطبيعية والتقاليد.
كما تبرز الأعمال الفنية المعروضة بأناقة، سواء المنجزة بالألوان المائية أو الزيتية وبمختلف تقنيات المدارس الفنية كالنصف تصويرية والتجريدية والتكعيبية، أجواء تحاكي التاريخ الوطني بكل قيمه، وكذلك جوانب من التقاليد الأصيلة التي تجسد تراث وهوية الجزائر الثري بعناصر تعج بالرمزية والطقوس.
ومن بين الفنانين الحاضرين في هذا المعرض نو الدين شقران، عبدالمجيد قمرود، لاقصي نزيم، خديجة خوجة، خير الدين خلدون، روابحي عبدالمجيد، جمال الدين مبرك، أحمد صلاح بارة، مهني خديجة، طالب بن عباس بختي، سيدهم حياة، قيز إلياس وغيرهم.
وأشار محافظ المعرض عبدالرحمن كحلان إلى أن هذا المعرض بمثابة “فضاء يجمع بين مختلف أجيال الفن التشكيلي الجزائري، سواء المعروفين على الساحة الفنية أو الجيل الجديد من الفنانين التشكيليين العصاميين الذين يمتلكون الموهبة والتقنية، وهي فرصة للقاء مثمر بين هؤلاء المبدعين خاصة أن المعرض يتزامن مع إحياء الذكرى الحادية والستين لعيدي الاستقلال والشباب بكل ما تحمله من رمزية ترمي لتلاقح التجارب الفنية”.
من جهته أعرب التشكيلي العصامي تيغيوارت وليد الذي يعرض ثلاثة أعمال فنية بتقنية التكعيبية المعاصرة تتمحور ثيمتها حول تراث غرداية والقصبة وبوسعادة والآلات الموسيقية التقليدية الجزائرية، عن سعادته بالمشاركة في هذا المعرض الذي يعرف حضور نخبة من أهم الأسماء الفنية الجزائرية وهو ما “سيشجعه أكثر على الإبداع والغوص في الممارسة الفنية والاستفادة من الرؤية الفنية لكل تجربة تشكيلية”.
ولفت الفنان العصامي عزوقلي عبدالرحمن بدوره إلى أن هذه التظاهرة فرصة للقاء نخبة من أهم الفنانين الجزائريين، موضحا أنه يقدم عملين بعنوان “أمي” و”شجرة الأماني” وهما يعكسان الهوية الجزائرية وبأشعار على سطح اللوحة باللغات العربية والأمازيغية تتغنى بالحب والسلام باستعمال ألوان زيتية وتقنيات مختلفة إلى جانب اشتغال حثيث على التراث الجزائري.