الوصفة التي جاء بها الاحتلال الأميركي لحكم العراق ومن بعده الأحزاب المتسيّدة، وصفة أضرت كثيراً بشعب العراق، ولولا المناعة العالية التي يمتلكها لانهار.

إيران النافذة في العراق تصارع وبكل الإمكانيات لعدم خسران جناحها الغربي في لبنان بسقوط نظام بشار الذي يهدد مباشرة نفوذها في العراق.

المواطن العراقي من حقه أن يتساءل بحس ديمقراطي نزيه، ليست فيه عداوات لهذا الحزب أو المسؤول أو ذاك، ما هو المنجز الذي تحقق انطلاقا من نقطة الصفر 2003.

الخيانة أصبحت حالة تخدم اللعبة السياسية في العراق وهي لعبة رخيصة لن تزاح من المشهد إلا بتغيير قواعد النظام السياسي، ليتبين الخيط الأبيض من الأسود بين المخلصين لأنفسهم ووطنهم، وبين الخونة الغادرين.

الأحزاب والكتل السياسية الكبيرة لم تأخذ العبر ولم تلتفت إلى أبسط معايير الديمقراطية القائلة بأن الفاشل يجب أن يعترف بفشله أمام جمهوره ويتخلى لغيره ممن يجد في نفسه الكفاءة ويغامر بالترشيح الانتخابي.

ذات الوجوه وذات القوى التي أنتجت دخول داعش للعراق والنزوح والفقر والجوع والفساد والبطالة وتفكيك المجتمع وعسكرته تعود مرة أخرى عبر التكتيك والمناورة وتعاهد السلطة على العودة إليها دون السماح لآخرين بالمنافسة.

مسؤوليات العبادي واستحقاقات رئاسته للحكومة لا تحصر في الانتصار العسكري على داعش، بل في متطلبات ما بعد هذا الانتصار الذي قد يضيع بريقه إذا لم يف بواحدة من تلك الاستحقاقات، وهذا ما يراقبه المالكي ويراهن عليه في معركة كسر العظم الراهنة.

هناك تحول سياسي جدي سيأخذ طريقه مقابل انحسار لمكانة الزعامات الشيعية المنغلقة، والتي لا ترى في الأفق سوى الانحياز لإيران. لكن هذا التحول بحاجة إلى دعم محلي سياسي وإعلامي من النخب الثقافية والإعلامية العراقية الوطنية.

حتى الحلم أصبح عصيا على العراقيين الأباة بعد أن أذلهم جميع السياسيين منذ عام 2003 وإلى حد اليوم.

المراهنة على الانقسامات الكردية غير ناجحة، والشعب الكردي له خياراته الحرة في قياداته السياسية، وليس بمقدور “الأبوة الجديدة” للعاصمة بغداد أن تتدخل في مسار تلك الخيارات أو تديرها بالخطأ.

جميع الجهات السياسية (الشيعية والسنية) قلقة من الاختراق السياسي لبعض قيادات الحشد والميليشيات رغم النزع الظاهري لسلاحها، ولهذا جاءت كلمة المرجعية الشيعية مطمئنة إلى حد ما.

في رمزية القدس في الوجدان العربي والإسلامي والمسيحي والإنساني تتداخل المصالح والأهداف دون تحقيق خطوة سياسية واحدة على طريق استرداد حقوق الفلسطينيين في أرضهم.