دُور الأمومة بإقليم الحوز في المغرب تقلص الوفيات في صفوف الحوامل

المبادرة تولي اهتماما وعناية خاصين بصحة الأم والطفل من خلال العديد المشاريع الرامية إلى النهوض بالصحة الإنجابية.
الخميس 2024/04/25
عناية خاصة

الحوز (المغرب) - تحرص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في المغرب على إحداث بنى للرعاية الاجتماعية كفيلة بإيواء النساء الحوامل، اللواتي يقبلن على دور الولادة والمنحدرات من مناطق نائية تفتقر إلى مقومات الولادة الآمنة والصحية والمراقبة. ومنذ إطلاقها سنة 2005، أولت المبادرة اهتماما وعناية خاصين بصحة الأم والطفل على المستوى الوطني، لاسيما بالوسط القروي، من خلال العديد من الأنشطة والمشاريع الرامية إلى النهوض بالصحة الإنجابية، كما هو الشأن في إقليم الحوز.

وبإقليم الحوز تتوزع دور الأمومة، البالغ عددها خمسة، على جماعات أوريكة (800 مستفيدة في السنة)، وثلاث نيعقوب (400)، والتوامة (800)، وأسني (400)، وأمزميز (800). ومن الأمثلة البارزة على المساهمة الفعالة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في جهود التقليص من عدد الوفيات في صفوف النساء الحوامل وتحسين المؤشرات الصحية بإقليم الحوز، دار الأمومة التوامة المحدثة في إطار البرنامج الرابع لمبادرة “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”.

وتروم هذه البنية الاجتماعية تقريب الخدمات الصحية من الأمهات الحوامل، والرفع من نسبة الولادات في الأوساط الصحية المراقبة، واستقبال وإيواء الحوامل قبل وبعد عملية الوضع. وتتوخى الدار، التي شرعت في تقديم خدماتها منذ سنة 2012، المساهمة في تقليص عدد وفيات الأمهات والمواليد الجدد بالمناطق المستهدفة، والرفع من نسبة الوافدات من المناطق البعيدة وصعبة الولوج.

كما تقدم دار الأمومة التوامة، التي تستفيد من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركاء آخرين، وتشرف على تسييرها جمعية “دعم الخدمات الصحية بالتوامة”، العديد من الخدمات الاجتماعية المادية والمعنوية التي تستجيب مباشرة لمختلف حاجيات الفئات المستهدفة.

ومن بين هذه الخدمات الإيواء والإطعام، والقيام بحملات تحسيسية لفائدة السكان المستفيدين من خدماتها، إلى جانب دورها الإشعاعي والتنشيطي في المحيط القروي من أجل أمومة سليمة، والمواكبة الصحية والنفسية والاجتماعية للنساء الحوامل، وتنظيم حصص تحسيسية لفائدة النزيلات في مجالات التربية الصحية والصحة الإنجابية، والقيام بكشوفات طبية في بعض الحالات.

◙ بنية اجتماعية تروم تقريب الخدمات الصحية من الأمهات الحوامل والرفع من نسبة الولادات في الأوساط الصحية المراقبة

ويوفر هذا المركز أيضا الظروف الملائمة للرعاية الصحية والاجتماعية للنساء القاطنات في المناطق النائية ذات المسالك الوعرة، والتأطير الصحي للمرأة الحامل. وينظم حملات تحسيسية لفائدة دواوير الجماعات المستهدفة حول كيفية التداوي في فترة ما بعد الولادة ونصائح بشأن تغذية الطفل وأهمية الرضاعة الطبيعية.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية لدار الأمومة التوامة المشيدة على مساحة 506 أمتار مربعة، بجوار المركز الصحي بالجماعة، والمزودة بسيارة إسعاف، 13 سريرا وتضم مرافق إدارية وأربع غرف خاصة بالنساء وغرفا أخرى خاصة بالمؤطرات ومطبخا ومطعما، بالإضافة إلى مرافق صحية.

وبلغ عدد النساء المستفيدات من خدمات دار الأمومة التوامة، المندرجة في إطار الجيل الجديد من المبادرات التي برمجتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، 286 مستفيدة خلال سنة 2023، موزعات على 7 جماعات قروية (التوامة، تمكرت، زرقطن، تغدوين، تزارت، أيت حكيم، تدلي مسفيوة).

وأبرز مدير دار الأمومة التوامة ورئيس الجمعية المسيرة لها الحسين أهرو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الدور الهام الذي تضطلع به دار الأمومة، من خلال إيواء النساء المنحدرات من الجماعات التابعة للنفوذ الترابي لدائرة التوامة قبل الوضع وبعده.

وأضاف أن دار الأمومة التوامة، التي تقدم خدمات إيواء مجانية تحت إشراف ومراقبة المولدات التابعات لمندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، شهدت تطورا على مستوى التوعية والتحسيس، وذلك بهدف التقليص من نسبة وفيات النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة في العالم القروي.

وأشار إلى أن الدار تشتمل على عدة أنشطة وبرامج، من ضمنها برنامج الوسيطات الجماعاتيات الذي يحظى بدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقليم الحوز، وتساهم فيه المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وجمعية دعم الخدمات الصحية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف).

وأبرز أن دور الوسيطات يتمثل في مراقبة صحة الأم والطفل وتتبع الحمل إلى غاية الوضع، وكذلك عملية تلقيح الطفل من الولادة حتى بلوغه خمس سنوات، مشيرا إلى أن الوسيطات يقمن أيضا بالتوعية والتحسيس والتنسيق مع أطر دار الأمومة من أجل ضمان ظروف صحية آمنة للأم والطفل.

15