ديناميكيات صناعة الطاقة تهيمن على قمة أديبك 2024

الإمارات تفتتح قمتها السنوية للنفط والغاز وسط صمود القطاع في وجه الحروب والانتخابات الأميركية.
الأربعاء 2024/11/06
سننظر أكثر في الانبعاثات!

تطغى ديناميكيات صناعة الطاقة على قمة أديبك 2024 في الإمارات، حيث تتباين المواقف بشأن الاتجاهات المستقبلية للقطاع، الذي يرى مسؤولون ورؤساء تنفيذيون ومحللون أنه لا يزال صامدا في وجه التوترات ورغم ضبابية الانتخابات الرئاسية الأميركية.

أبوظبي - افتتحت دولة الإمارات قمتها السنوية للنفط والغاز الاثنين الماضي، بينما تخطط لزيادة إنتاج الطاقة مع استمرار تقلب الأسعار وبقاء السياسة العالمية غير مؤكدة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. ويأتي معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول الضخم (أديبك 2024) بعد أن استضاف البلد العام الماضي محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 28).

وانتهت تلك المحادثات بدعوة ممّا يقرب من 200 دولة للابتعاد عن الوقود الأحفوري الذي يسبب الاحتباس الحراري العالمي، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها المؤتمر هذا التعهد الحاسم. لكن الإمارات لا تزال تخطط لزيادة قدرتها الإنتاجية من النفط إلى 5 ملايين برميل يوميا في السنوات القادمة مع سعيها للحصول على المزيد من الطاقات النظيفة في الداخل.

وبالتوازي مع ذلك التمشي، حرص المسؤولون الإماراتيون على تجنب أيّ أسئلة حول الانتخابات الأميركية مع الحفاظ على علاقاتهم الوثيقة مع روسيا على الرغم من الحرب المستمرة مع أوكرانيا منذ مطلع العام 2022. وقال سلطان الجابر، الذي يرأس شركة أدنوك المملوكة للدولة، “في الإمارات سنختار دائما الشراكة بدلا من الاستقطاب، والحوار بدلا من الانقسام والسلام بدلاً من الاستفزاز”.

◙ تباين المواقف بشأن الاتجاهات المستقبلية لقطاع النفط والغاز 
◙ تباين المواقف بشأن الاتجاهات المستقبلية لقطاع النفط والغاز 

وتحركت أسعار النفط في نطاق ضيق الثلاثاء قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية التي تشهد منافسة متقاربة بعد أن ارتفعت بأكثر من اثنين في المئة في جلسة الاثنين عقب تأجيل أوبك+ خطط زيادة الإنتاج التي كانت مقررة في ديسمبر.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.2 في المئة إلى 75.24 دولار للبرميل وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.3 في المئة إلى 71.65 دولار للبرميل. وتعليقا على وضع أسواق النفط، قال توني سيكامور محلل السوق لدى شركة آي.جي لرويترز “نحن الآن في الهدوء الذي يسبق العاصفة”.

وتلقت أسعار الخام دعما من إعلان أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، الأحد تأجيل زيادة الإنتاج لمدة شهر وسط تعرض السوق لضغوط ضعف الطلب وزيادة المعروض من خارج أوبك.

لكن لا يزال الإقبال على المخاطرة محدودا مع أسبوع مزدحم بالأحداث، بما يشمل الانتخابات الأميركية واجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) واجتماع المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني. ويقول ييب جون رونغ خبير السوق في شركة آي.جي إن ذلك أبقى الكثير من المتعاملين في حالة ترقب.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن السباق الرئاسي الأميركي سيكون شديد التقارب والاحتدام وأن أيّ تأخير في النتائج أو حتى النزاع بشأنها قد يشكل مخاطر في الأمد القريب على الأسواق أو يؤثر عليها لفترة طويلة.

وأشار رونغ إلى أن الأنظار تتركز على اجتماع المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني للحصول على صورة أوضح بشأن إجراءات التحفيز المالي لرفع توقعات الطلب في البلاد. لكنه أكد أنه من غير المرجح رؤية أيّ التزام قوي قبل نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، وسيستمر ذلك في إبقاء أسعار النفط قيد الترقب والانتظار في الأمد القريب.

ويسود اعتقاد على نطاق واسع بين المحللين أن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين والإمدادات الوفيرة في السوق تسحب الأسعار أيضا إلى الانخفاض. وفي كلمته الافتتاحية للقمة، أشار الجابر إلى الذكاء الاصطناعي كتكنولوجيا مستقبلية يمكن نشرها من صناعة الطاقة، وهي تكنولوجيا ذات شهية نهمة للكهرباء.

وقال “لن يكون أيّ مصدر واحد للطاقة كافياً لتلبية هذا الطلب”. ودعا إلى مجموعة متنوعة من مصادر الطاقة لمواجهة هذا التحدي، بما في ذلك الوقود الأحفوري. وأضاف “سيستمر استخدام النفط كوقود وكحجر أساس للعديد من المنتجات الأساسية”.

وتدعو اتفاقية باريس 2015 إلى الحد من حرارة الكوكب بمقدار 1.5 درجة مئوية دون الدعوة على وجه التحديد إلى وقف استخدام الوقود الأحفوري، وهو الأمر الذي استغله الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في تصريحاته.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عنه القول إن الاتفاقية “تدور حول الحد من الانبعاثات.. ليست مسألة التخلص التدريجي أو التخفيض التدريجي أو إبقاء النفط تحت الأرض”. وفي حين أن الانتقال إلى مستقبل مستدام خال من الانبعاثات الصفرية أمر بالغ الأهمية، فإنه يتطلب قدرا أساسيا من الأهمية، حيث التحولات في جميع القطاعات الاقتصادية تقريبا، وهي لا تخلو من المخاطر بالنسبة إلى الشركات والمجتمعات المتأثرة بها.

◙ الاقتصادات النامية والناشئة تواجه مجموعة من المخاطر الناجمة عن هذا التغيير السريع والفوضوي في الكثير من الأحيان أكثر من الاقتصادات المتقدمة

وتواجه الاقتصادات النامية والناشئة مجموعة من المخاطر الناجمة عن هذا التغيير السريع والفوضوي في الكثير من الأحيان أكثر من الاقتصادات المتقدمة.

وأكد سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، بشكل منفصل دون الخوض في مسألة الرئيس القادم للولايات المتحدة على أن “الاستثمارات في النفط والغاز تحتاج إلى الاهتمام” لدعم الطلب في السوق. وقال “نحن ملتزمون بالاستثمار في إنتاج المزيد من الموارد في المستقبل لضمان حصول العالم على موارد كافية من النفط والغاز”.

لكن هارديب سينغ بوري وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي انتقد ما وصفه بـ”زملائه ذوي الدوافع الأيديولوجية” الذين سعوا إلى إنهاء إنتاج الوقود الأحفوري. وقال “بينما نسرع في انتقال الطاقة الخضراء الأخرى، سنظل في حاجة إلى طاقة تقليدية بأسعار معقولة لمدة عقدين على الأقل، إن لم يكن أكثر”.

وفي وقت لاحق، قال المدير التنفيذي لشركة أدنوك مصبح الكعبي إنه قلق من أن “التصعيد في التوترات والحروب التجارية قد يكون له تأثير على التحول في مجال الطاقة في المستقبل”. ومع ذلك، رفض التعليق بشكل مباشر على الانتخابات.

وتحافظ الإمارات على علاقات وثيقة مع روسيا رغم العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب الحرب في أوكرانيا، في حين كانت شركة لوك أويل، أكبر شركة نفط غير حكومية في روسيا، أحد الشركاء الرئيسيين للقمة.

وتظل حروب الشرق الأوسط مصدر قلق كبير أيضا. وقال الرئيس التنفيذي لشركة بي.بي موراي أوكنيكلوس “أعتقد أن الصراع في الشرق الأوسط هو على الأرجح الخطر الأكبر. نحن قلقون بشأن سلامة وأمن شعبنا وأمن تدفقات الطاقة”.

10