ديناميكيات التمويل تهيمن على الشركات العربية الناشئة

دبي - شهدت بيئة تمويل المشاريع الأوسع في الأسواق العربية، كما هو الحال في أي مكان آخر من العالم، تباطؤا، على الرغم من الضجيج المستمر حول الشركات الناشئة التي تقوم بجولات استثمارية ضخمة من أجل جعل أنشطتها أكثر نموا.
ووفقا لبيانات منصة الأخبار الاستثمارية “ومضة”، وأوردتها بلومبيرغ الاثنين، فقد انخفض نشاط رأس المال الاستثماري في مشهد الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شهر يونيو.
وبالنسبة للنصف الأول من 2024 فكانت نسبة التراجع الأكبر في حجم التمويل من نصيب قطر بنحو 86 في المئة، تليها مصر بواقع 81 في المئة، ثم البحرين بنحو 75 في المئة. أما في السعودية فانحسرت نسبة التمويل 43 في المئة، وفي الإمارات بنحو 23 في المئة.
ولكن اللافت في الأمر أن حجم التمويل ارتفع في بعض بلدان المنطقة، على رأسها تونس بنسبة بلغت 752 في المئة، والأردن بنحو 438 في المئة.
وخلال الشهر الماضي، جمعت 38 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا نحو 116 مليون دولار، ليصل إجمالي نصف العام إلى 882 مليون دولار. ويمثل هذا الرقم انخفاضا بنسبة 59 في المئة عن مبلغ مايو البالغ 282 مليون دولار.
882
مليون دولار حجم الأموال التي حصلت عليها 38 شركة في النصف الأول من 2024
ومع ذلك، بالمقارنة مع يونيو 2023، يعكس رقم هذا العام نموا كبيرا بنسبة 182 في المئة. ويرسم هذا الوضع صورة لمشهد تمويلي ديناميكي، مع تباطؤ خلال الأشهر الأخيرة بعد بداية قوية لهذا العام.
وبرزت الإمارات كسوق رائدة إقليميا في الشهر الماضي، حيث حصلت الشركات الناشئة على نحو 82.5 مليون دولار من خلال عقد 15 صفقة، وتليها مصر مباشرة، حيث جمعت أربع شركات 15 مليون دولار.
والجدير بالذكر أن السعودية، التي كانت في مقدمة المرشحين سابقا، تراجعت إلى المركز الثالث، حيث حصلت سبع شركات ناشئة على إجمالي 13.5 مليون دولار.
وشهد شهر يونيو أيضا تحولا في القطاع الأكثر تمويلا، فقد استعادت التكنولوجيا المالية مكانتها في القمة، حيث اجتذبت نحو 38 مليون دولار من خلال أكثر من 10 صفقات.
وجاءت تكنولوجيا البناء في المرتبة الثانية، ويرجع ذلك في حد كبير إلى اتفاقية شركة تيندر البالغة قيمتها 30 مليون دولار، وهو أعلى استثمار فردي خلال الشهر.
وبحسب البيانات التي رصدتها “ومضة” فقد ذهبت معظم استثمارات الشهر الماضي نحو الشركات الناشئة في مرحلة ما قبل السلسلة الأولى والمرحلة التأسيسية.
التباين في الأسواق خلال ستة أشهر
- 752 في المئة نسبة نمو التمويل في تونس
- 438 في المئة نسبة نمو التمويل في الأردن
- 86 في المئة نسبة تراجع التمويل في قطر
- 81 في المئة نسبة تراجع التمويل في مصر
- 75 في المئة نسبة تراجع التمويل في البحرين
- 43 في المئة نسبة تراجع التمويل في السعودية
- 23 في المئة نسبة تراجع التمويل في الإمارات
وحصلت أربع شركات ما قبل السلسلة الأولى على 45 مليون دولار، في حين حصلت خمس شركات ناشئة في مرحلة التأسيس على 27.3 مليون دولار.
ويقول خبراء ومحللو القطاع إن هذا الوضع يسلط الضوء أكثر على اهتمام المستثمرين المستمر بالشركات في مراحلها المبكرة ذات الإمكانات الواعدة.
واصلت نماذج الأعمال التجارية المعروفة اختصارا باسم “بي 2 بي” جذب حصة الأسد من التمويل في يونيو، حيث جمعت 66.4 مليون دولار عبر 18 صفقة.
ويمثل ذلك نحو 74 في المئة من إجمالي الاستثمار خلال الشهر الماضي. وعلى العكس من ذلك، حصلت الشركات الناشئة التي تتعامل مع الشركات والمستهلكين المعروفة اختصارا باسم “بي 2 سي” على 49.5 مليون دولار.
ولا تزال هناك فجوة بين الجنسين في التمويل، حيث تحصل الشركات الناشئة التي أسسها الذكور على جزء كبير بمقدار 89 في المئة، أي ما يعادل 103.4 مليون دولار من رأس المال.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد تمكنت شركتان ناشئتان تقودهما سيدات فقط من جمع مبلغ إجمالي قدره 200 ألف دولار.
وفي النصف الأول من 2024، تظل الإمارات هي النظام البيئي الأكثر تمويلا، حيث جمعت 91 شركة ناشئة 455.5 مليون دولار. ومع ذلك، يمثل هذا الرقم انخفاضا عن 604 ملايين دولار تم جمعها خلال الفترة ذاتها قبل عام
كما شهدت السعودية أيضا انخفاضًا، حيث اجتذبت حوالي 300 مليون دولار مقارنة بنحو 554 مليون دولار في العام الماضي.
وأثرت التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر بشكل كبير على النظام البيئي للشركات الناشئة، إذ تمكنت 33 شركة ناشئة فقط من جمع 83 مليون دولار في أول ستة أشهر من هذا العام، وهو انخفاض مذهل بنسبة 80 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
وعلى العكس من ذلك، اكتسب النظام البيئي في المغرب زخما، حيث حصلت ست شركات ناشئة على تمويل بقيمة تقدر بنحو 12.5 مليون دولار.