ديفيد شينكر: تشكيل حكومة لن يغير سياسة واشنطن حيال حزب الله

الولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات ضد حزب الله وحلفائه اللبنانيين والمتورطين في الفساد.
الخميس 2020/10/22
واشنطن تشترط حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات لدعم لبنان

واشنطن - أكد ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركي أن تشكيل الحكومة اللبنانية لن يغير سياسات واشنطن في مواصلة فرض العقوبات على حزب الله وحلفائه في لبنان.

وقال شينكر في مؤتمر صحافي عبر الهاتف "أيا كانت الحكومة التالية، يتعين عليها أن تلتزم وتكون قادرة على تنفيذ إصلاحات يمكن أن تقود إلى تحقيق فرص اقتصادية وحوكمة أفضل وتقضي على الفساد المستشري".

ورفض المسؤول الأميركي، التعليق على تنصيب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري رئيسا للوزراء لفترة رابعة من أجل مواجهة أسوأ أزمة تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية التي شهدتها بين عامي 1975 و1990.

وأعاد التأكيد على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب اللبناني الذي يدعو قادته السياسيين لإنهاء "العمل كالمعتاد".

وقال شينكر "أمامنا الكثير لنعمل على إصلاحه، لذا فنحن متمسكون بالمبادئ أكثر من الأشخاص وسنتحفظ على إصدار حكم".

وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، بعد حصوله على غالبية أصوات النواب في الاستشارات النيابية التي أجراها

ويشير مراقبون إلى أن مهمة الحريري لن تكون سهلة حيث سيواجه تحديات كبرى لتجاوز الشقاق في المشهد السياسي اللبناني وتشكيل حكومة في ظل توقعات بأن يضع عون وحزبه التيار الوطني الحر عراقيل في مسار تأليف الحكومة.

وتأتي تسمية الحريري في وقت يشهد لبنان انهياراً اقتصادياً وينتظر المجتمع الدولي من المسؤولين القيام بإصلاحات ضرورية فشلوا في تحقيقها حتى الآن، كشرط لتقديم دعم مالي ضروري للبلاد.

وحذّر وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، الأربعاء، من أنه "إذا لم يقم لبنان بالإصلاحات المطلوبة، فإنّ البلد نفسه معرّض للانهيار". وانتقد عودة "النزعات القديمة، والمحاصصة حسب الانتماءات، حسب الطوائف".

وتشترط واشنطن ودول غربية وخليجية حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية ولا تدور في فلك حزب الله لتقديم دعم مالي يساعد لبنان على الخروج من نفق الانهيار الاقتصادي المستمر منذ اندلاع شرارة الاحتجاجات في أكتوبر 2019.

واعتبر مساعد وزير الخارجية الأميركي أن موافقة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على التفاوض مع إسرائيل حول الحدود البحرية لن توقف العقوبات الأميركية المستقبلية على حزب الله.

وقال شينكر "الولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات ضد حزب الله وحلفائه اللبنانيين" والمتورطين في "الفساد".

وأضاف "سنواصل بغض النظر عن محادثات ترسيم الحدود (بين لبنان وإسرائيل) وبغض النظر عن تشكيل الحكومة".

وفرضت واشنطن التي تصنف حزب الله مجموعة "إرهابية" وتفرض عقوبات عليه منذ سنوات، الشهر الماضي عقوبات على وزير المالية السابق علي حسن خليل، وهو نائب عن حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، وعلى وزير الأشغال والنقل السابق يوسف فنيانوس المحسوب على تيار المردة، بتهمة دعمهما للحزب وضلوعهما في "الفساد".

وقاد مساعد وزير الخارجية الأميركي مؤخراً جهوداً أدت إلى إعلان لبنان وإسرائيل بدء المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية.

وعقدت الجلسة الأولى بين الطرفين في الرابع عشر من الشهر الحالي بحضور شينكر وبرعاية الأمم المتحدة وفي مقرها في مدينة الناقورة في جنوب لبنان.

ويشهد لبنان منذ عام أزمات متتالية من انهيار اقتصادي متسارع فاقم معدلات الفقر، إلى قيود مصرفية مشدّدة، وتفشّي وباء كوفيد-19، وأخيراً انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع أكثر من مئتي قتيل و6500 جريح.