ديزني+ تواجه رياحا معاكسة في سوق البث التدفقي

الشركة تعتزم تشديد القيود عام 2024 بشأن مشاركة كلمات المرور بين المستخدمين لمنعهم من الاستمتاع بالمحتوى مجانا.
الجمعة 2023/08/11
فخامة الاسم أحيانا لا تكفي!

نيويورك - فقدت منصة ديزني+ التي أُطلقت نهاية عام 2019 وسط ضجة إعلامية كبيرة، مشتركين فيها للربع الثالث على التوالي، غير أن المجموعة التي تتخذ مقراً في كاليفورنيا وعدت بالعودة إلى مسار الربحية خلال الصيف الحالي.

وليست هذه النتائج المشكلة الوحيدة لدى ديزني، التي تواجه مع سائر الأستوديوهات الهوليوودية إضرابا تاريخيا لكتّاب السيناريو والممثلين، فضلا عن إيراداتها المتواضعة في صالات السينما وعلى التلفزيون، وهي القنوات التقليدية للمجموعة.

ونشرت ديزني الأربعاء نتائج ربع سنوية متفاوتة للفترة من أبريل إلى يونيو، أظهرت تسجيلها إيرادات بنحو 22.3 مليار دولار، بزيادة طفيفة على أساس سنوي، ولكن أقل بقليل من توقعات المحللين. كما أعلنت عن زيادة في أسعار اشتراكات ديزني+.

وبالتالي، سيرتفع الاشتراك الشهري في المنصة، بالصيغة الحالية من الإعلانات، من 11 إلى 14 دولاراً خلال أكتوبر المقبل في الولايات المتحدة، أي ضعف السعر الأولي قبل أربع سنوات.

بول فيرنا: خفض الخسائر أمر مشجع لكنه لا يعكس نموا حقيقيا
بول فيرنا: خفض الخسائر أمر مشجع لكنه لا يعكس نموا حقيقيا

وقال رئيس المجموعة بوب إيغر خلال مؤتمر عبر الهاتف "لقد رفعنا أسعارنا سابقاً عام 2022 ولم نشهد أيّ انخفاض كبير في عدد المشتركين، ما شكّل أمرا مريحا لنا".

كما تعتزم الشركة تشديد القيود عام 2024 بشأن مشاركة كلمات المرور بين المستخدمين لمنعهم من الاستمتاع بالمحتوى مجانا.

وسمحت هذه الطريقة لنتفليكس برفع عدد مشتركيها في الربع الثاني هذا العام. وتضم هذه الشركة الرائدة عالمياً في قطاع البث التدفقي أكثر من 238 مليون مشترك في جميع أنحاء العالم، مقارنة بنحو 146 مليوناً على ديزني+.

ومن نهاية سبتمبر إلى نهاية يونيو، فقدت منصة ديزني+ 18 مليون مشترك في المجموع، ويرجع ذلك خصوصاً إلى انخفاض عدد المشتركين في السوق الهندية.

وتستحوذ هوتستار، نسخة ديزني+ المخصصة للهند، على ما يقرب من ثلث الإجمالي العالمي للمنصة، لكنها فقدت حقوق بث بطولة الكريكيت الوطنية.

وفي أميركا الشمالية، سجلت الخدمة انخفاضاً طفيفاً بنسبة واحد في المئة بعدد المشتركين، للمرة الثانية على التوالي.

لكن المدير المالي للمنصة بالإنابة كيفن لانسبيري وعد بأن يعاود عدد المشتركين ارتفاعه هذا الصيف في الولايات المتحدة وحول العالم، باستثناء الهند.

وأشار إيغر إلى أن 3.3 مليون شخص اشتركوا في الصيغة التي تتضمن إعلانات منذ إطلاقها في نهاية العام الماضي.

من الناحية المالية، لا تزال أنشطة البث التدفقي تتكبد خسائر، لكنها استمرت في خفض خسائرها التشغيلية خلال الربع الماضي إلى 512 مليون دولار بدلاً من مليار دولار قبل عام.

وقال بول فيرنا من إنسايدر أنتلجنس لوكالة فرانس برس إنه "أمر مشجع، لكن ذلك يرجع خصوصاً إلى عمليات الصرف الجماعي للعمال وانخفاض الإنفاق على المحتوى، أكثر من كونه يعكس نمواً حقيقياً".

كما شهدت ديزني انخفاضاً في مبيعاتها من الأفلام والبرامج إلى دور السينما والقنوات التلفزيونية بنسبة 7 في المئة خلال عام واحد، لتصل إلى 6.7 مليار دولار. وانخفضت الأرباح التشغيلية للشركة بنسبة 23 في المئة إلى 1.9 مليار دولار.

في المقابل، حققت الإيرادات من المتنزهات والرحلات البحرية والمنتجات المشتقة نمواً كبيراً، بنسبة 13 في المئة، لتصل إلى 8.3 مليار دولار.

◙ أنشطة البث التدفقي لا تزال تتكبد خسائر، لكنها استمرت في خفض خسائرها التشغيلية خلال الربع الماضي إلى 512 مليون دولار

وفي وول ستريت، انخفض سهم ديزني في البداية في التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق التداول الأربعاء، لكنه ارتفع بنحو 3 في المئة بعد إعلانات رفع الأسعار.

وتعهدت المجموعة بقيادة رئيسها إيغر تحقيق وفرة مالية هذا العام، لاسيما من خلال إلغاء سبعة آلاف وظيفة وتقليل إنتاج المحتوى.

وكان إيغر (72 عاما)، الذي يتولى منصبه منذ نهاية عام 2022، قد قاد الشركة سابقاً من 2005 إلى 2020. وصوّت مجلس إدارة المجموعة بالإجماع في يوليو الماضي على تمديد عقده حتى نهاية عام 2026.

لكن شعبيته آخذة في التراجع في الأشهر الأخيرة. وهو يواجه إضراباً تاريخياً في هوليوود، بعدما انضم الممثلون إلى كتّاب السيناريو منتصف يوليو للمطالبة بزيادة رواتبهم التي تراجعت قيمتها في زمن خدمات البث التدفقي، وهم يريدون الحصول على ضمانات مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وهذه المطالب "غير واقعية"، وفق إيغر الذي أطلق مشاركون في الإضراب شعارات مناوئة له خلال تظاهرات، من لوس أنجلس إلى نيويورك.

وقال الأربعاء "لا شيء أهم لهذه الشركة من علاقتها بالمجتمع الإبداعي والممثلين والكتّاب والمخرجين والمنتجين"، متعهدا "العمل شخصياً لإيجاد حلول".

وفي غضون ذلك، سيسمح الإضراب لشركة ديزني بتوفير المال، وفق لانسبيري، لأن الأستوديوهات تنفق مبالغ أقل على الإنتاج.

10