دياب في لقاء "وداعي": سلامة مدعوم ولست تابعا لأحد

بيروت - لا يترك رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، فرصة دون التصويب على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في حملة يقول كثيرون إن حزب الله يقف خلفها، رغم نفي دياب في كل مرة الأمر مشددا على أن حكومته مستقلة.
ومنذ تشكيل الحكومة في يناير الماضي، حرص دياب على توجيه دفة الصراع صوب المصرف المركزي، محملا إياه مسؤولية الوضع المالي غير المسبوق الذي يعيش على وقعه البلد.
وفي آخر إطلالة له قال دياب، مساء الأحد “مما لاشك فيه أنه (رياض سلامة) مدعوم من الطبقة السياسية والمالية، ولا شك أن هناك دعما كبيرا يحوز عليه”.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اتهم في وقت سابق مصرف لبنان المركزي برفض تقديم المستندات المطلوبة في عملية التدقيق الجنائي، ما أدى إلى انسحاب الشركة الدولية المكلفة بالنظر في هذا الملف.
واعتبر، الأحد، أن التدقيق الجنائي يكشف أمورا كثيرة من بينها الانهيار المالي، معربا عن استغرابه من الرجوع دائما إلى السرية المصرفية، متسائلا “هل يا ترى الهدف من السرية عندما وضعت كان إخفاء الملفات أو الحرص على أموال المودعين والمستثمرين؟”.
ويشدد المصرف على أن من الدوافع التي تحول دون تقديم المستندات هي الحفاظ على السرية المصرفية.
وأكد دياب على أنه لم يخطئ بعدم دفع اليوروبوند، قائلا “كان يجب أن نأخذ قرارا تاريخيا بسرعة، وكان هدفنا إعادة جدولة وليس هيكلة للدين السيادي، وكانت تمنياتي للقطاع المصرفي أن لا يبيع سندات اليوروبوند، وإعادة الجدولة تأخذ سنة وسنتين و3 سنوات، والهدف أن نجمع السنوات الثلاث ورميها إلى تواريخ لاحقة إلى حين إعادة الحياة إلى الإقتصاد اللبناني، إلا أن قسما كبيرا من السندات بيع في الخارج، وكان قرارا توافقيا من الرؤساء الثلاثة، ولو كنا دفعنا الـ5 مليارات لكنا اليوم خارج الدعم، وكنا وصلنا إلى وضع كارثي أكثر من الحالي”.
ويقول مراقبون إن إطلالة دياب، الأحد، تبدو كأنها وداعية لاسيما مع أنباء تتحدث عن قرب إعلان رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لحكومته.
ويشير المراقبون إلى أن دياب أراد، على ما يبدو، قبل خروجه من المشهد تبرير خطواته وخصومته مع المصرف، في ظل شبهات كثيرة تحوم حول دوافعها.
وعن قول البعض إن حكومته تابعة لحزب الله، شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال على أنه “مستقل وحكومتي ليست حكومة حزب الله، وفي هذا الظرف المطلوب حكومة تكنوقراط ووزراء غير حزبيين وغير سياسيين واختصاصيين وأصحاب خبرات”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان جسرا لعبور رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، قال “لم أكن جسر عبور لأحد، أتيت بمهمة وطنية وبرؤية وبخطة، والآلية لتأليف حكومة تكنوقراط تختلف عمّا قبل الطائف، واليوم نحن بأوضاع قاسية ويجب أن تكون هناك حكومة تكنوقراط لتجد حلا للانهيارات التي أصابت الاقتصاد والدولة”.
وأكد أنه لم يلتق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل التكليف سوى مرة حينما كان وزيرا للتربية والتعليم العالي، موضحا أن “علاقتنا جيدة جدا ويحكمها الدستور، وهي علاقة ودية، هناك علاقة وحرارة واحترام، ولم أرضخ لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وكان مرجعي الدستور، وتواصلت معه كما تواصلت مع رؤساء الكتل الأخرى”.