"دويتشه فيله" تمنع التعليق على موقعها

شبكة "دويتشه فيله" الألمانية الإعلامية تغلق خاصية التعليق على صفحتها على الإنترنت، بسبب العبارات المسيئة وانتشار خطاب الكراهية في التعليقات.
السبت 2018/08/11
ممنوع الإهانة والعبارات العنصرية

برلين - أغلقت شبكة “دويتشه فيله” الألمانية الإعلامية خاصية التعليق على صفحتها على الإنترنت، بسبب العبارات المسيئة وانتشار خطاب الكراهية في التعليقات على شتى المواضيع.

وقالت رئيسة تحرير “دويتشه فيله” إينس بول إنه كان من الصعب اتخاذ هذا القرار، وأضافت “نحن، في دويتشه فيله، نناضل من أجل تبادل منفتح وناقد للحجج المختلفة، ومن أجل حرية الصحافة على مستوى العالم”.

وذكرت بول أنه خلال الفترة الماضية “لم تصل غالبية المنشورات إلى مستوى يرقى إلى تبادل بنّاء للآراء”، موضحة أن الحوار كان يغلب عليه السباب الشخصي والإهانات والعبارات العنصرية التي ليس لها مكان في صفحة “دويتشه فيله”.

وأضافت بول أن “دويتشه فيله” تعي “أننا نغضب بقرار إغلاق خاصية تعليقات المستخدمات والمستخدمين الذين يتابعون بتفاعل حجج معلقينا”، موضحة أنه سيجرى لذلك فتح خاصية التعليق على مقالات فردية في المستقبل بغرض تبادل الآراء على نحو محدد، مشيرة إلى أن خاصية التعليق ستظل متاحة على كافة منشورات “دويتشه فيله” في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وهذا الخطاب الذي تعاني منه “دويتشه فيله” ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في ألمانيا، حيث أشارت نتائج استطلاع للرأي، مؤخرا، إلى تزايد عدد التعليقات المحرضة على الكراهية عبر الإنترنت في ألمانيا مقارنة بالعام الماضي، فيما أظهر الاستطلاع في الوقت نفسه ارتفاع عدد الذين ينشطون ضد تعليقات الكراهية. وأوضح استطلاع للرأي أن عمليات التحريض والكراهية عبر الإنترنت في تزايد مستمر.

وكشف الاستطلاع أن 78 بالمئة من مستخدمي الإنترنت ممن شاركوا في الاستطلاع قالوا إنهم تعرضوا لتعليقات تحض على الكراهية، أي بزيادة تصل إلى 11 بالمئة عن نتائج استطلاع للرأي مشابه أجري في العام الماضي. إذ كانت نسبة الذين تعرضوا لتعليقات تحض على الكراهية قد وصلت إلى 67 بالمئة.

وأجرى معهد فورزا استطلاع الرأي الأخير بتكليف من المؤسسة الإعلامية التابعة لولاية شمال الراين فيستفاليا، التي نشرت نتائج الاستطلاع الشهر الماضي.

وأكد معدو الاستطلاع أن نتيجته تتوقف كثيرا على أعمار المستطلعة آراؤهم، إذ بين أن 96 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع والذين تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عاما قد تعاملوا بجدية مع التعليقات المحرضة على الكراهية. فيما كان لدى 39 بالمئة انطباع بأن تعليقات الكراهية عبر الإنترنت تطغي على المساهمات الموضوعية. لكن في الوقت ذاته ارتفع عدد الذين ينشطون ضد تعليقات الكراهية.

من جانبه، أوضح توبياس شميد، مدير المؤسسة الإعلامية التابعة لولاية شمال الراين فيستفاليا، أن “نتائج الاستطلاع تشير إلى وجود الكثير من التعليقات المحرضة على الكراهية، ونسبة قليلة من المحرضين، وهذا يبين أيضا أن هناك فرصة للسيطرة على الكراهية المتزايدة في الإنترنت”.

وأظهر أيضا أن عدد “الأقلية الصغيرة ذات الصوت العالي” قد بقي ثابتا مقارنة بالعام الماضي، وهي الأقلية التي تقوم بكتابة التعليقات المحرضة على الكراهية.

18