"دونت ووري دارلينغ" تلاحقه الشائعات في البندقية بسبب بطله

فيلم يتطرق إلى موضوع السلطة وإساءة استعمالها وعلاقات الهيمنة الذكورية على المرأة وعواقب الرفاه المادي للبعض على حياة الآخرين.
الأربعاء 2022/09/07
هاري ستايلز يثير جدلا كممثل

البندقية (إيطاليا) - سرق نجم البوب هاري ستايلز مساء الاثنين الأضواء في مهرجان البندقية السينمائي بحضوره إلى جزيرة ليدو لمواكبة عرض فيلم التشويق السوداوي الذي تدور أحداثه في خمسينات القرن العشرين "دونت ووري دارلينغ"، ويشكل أحد أبرز الأعمال التي تعرض خلال الموسترا.

وأكد ستايلز الذي أدى الدور الرئيسي في الشريط أنه يحاول "التلذذ" بالسينما "من دون التفكير بالمستقبل". وراح العشرات من المعجبين يصرخون منادين "هاري هاري هاري" عند مرور عضو فرقة "وان ديريكشن" السابق البالغ 28 عاما على السجادة الحمراء، مرتديا بدلة من اللون الأزرق الداكن تظهر فوقها ياقتا قميصه الكبيرتان، مصحوبا بشريكة حياته مخرجة الفيلم أوليفيا وايلد بفستان أصفر كناري.

وضم الحشد عددا كبيرا من المراهقات اللواتي بكرن في الحضور منذ الصباح كي لا تفوتهن رؤية نجمهن المفضل الذي وصل إلى البندقية بتاكسي مائي، قبل أن يشارك في المؤتمر الصحافي عن الفيلم.

وكان المغني الذي يستقطب أكبر عدد من المستمعين في العالم، أبرز النجوم الذين يترقب جمهور المهرجان حضورهم، مع تيموتيه شالاميه الذي حضر لمواكبة عرض فيلمه الجمعة، وآنا دي أرماس التي واكبت الأربعاء عرض فيلم "بلوند" عن سيرة مارلين مونرو.

وشُبه "دونت ووري دارلينغ" الذي عُرض من خارج المسابقة بصيغة محدثة "ترومان شو" (1998) لجيم كاري عن تأثير وسائل الإعلام على سلوك الناس، وبدت فيه تأثيرات سينما إم نايت شيامالان ومسلسل "بلاك ميرور" المرعب عن المستقبل والتكنولوجيا.

الفيلم عُرض من خارج المسابقة وهو يمزج التشويق بالسوداوية في محاولة لنقد واقع اجتماعي ذكوري وهيمنة المادة

وتؤدي فلورنس بيو دور أليس، وهي امرأة شابة تعيش في بلدة فيكتوري النموذجية الصغيرة التي بناها رجل أعمال غامض (يؤدي دوره كريس باين) في وسط الصحراء.

ولأليس، ككل جاراتها، حياة منظمة جدا، ولديها كل ما يلزم في المبدأ لتكون سعيدة مع شريك حياتها جاك (هاري ستايلز) الذي يذهب صباح كل يوم إلى عمل تجهل أليس كل شيء عنه.

إلا أن لهذه الرفاهية المادية ثمنها، إذ أن لبلدة فيكتوري قاعدة وحيدة ينبغي على سكانها أن يمتثلوا لها، وهي ألا يذهبوا إطلاقا إلى أبعد من حدودها. وتقرر أليس أن تكسر على مسؤوليتها هذه المحرمات، أيا كانت العواقب والمخاطر.

وشرحت الممثلة أوليفيا وايلد أن "دونت ووري دارلينغ"، وهو الفيلم الثاني من إخراجها، قائم على "الاستعارات"، مشيرة إلى أن "المفارقة التي تمثلها فيكتوري هي أن كل ما هو جميل، هو أيضا كئيب".

وأضافت المخرجة أن هذا العمل "يشبه حصان طروادة" الذي يجب أن يجعل المشاهدين يفكرون، وأراد التطرق إلى موضوع السلطة وإساءة استعمالها، وعلاقات الهيمنة الذكورية على المرأة أو عواقب الرفاه المادي للبعض على حياة الآخرين.

وأشارت إلى أن هاري ستايلز ليس جديدا على السينما فقد لعب دور الجندي في فيلم Dunkirk سنة 2017 لكريستوفر نولان. وسيكون لستايلز دور بطولة قريبا في فيلم "My Policeman"  الذي ستعرضه منصة أمازون برايم فيديو، وهو الدور الذي يراهن عليه للارتقاء إلى مستوى أعلى في عالم التمثيل، وهو ما أثبته مع فيلمه المقدم في البندقية.

وردا على سؤال حول إمكانية الجمع بين الموسيقى والسينما قال ستايلز "لا أريد أن أفكر كثيرا في المستقبل". وأضاف "صنع الموسيقى أمر شخصي للغاية"، بينما على العكس من ذلك في السينما "نتظاهر بتمثيل دور شخص آخر، وهذا هو المرح".

ولم تحضر فلورنس بوغ في المؤتمر الصحافي للفيلم الذي كان إنتاجه محاطا بالعديد من الشائعات والجدل، إذ كان دور الرجل الأول مسندا إلى شيا لابوف قبل أن يؤول في النهاية إلى هاري ستايلز.

أما المخرجة فقد اعتبرت أن الشائعات لا نهاية لها والضوضاء من حولنا خاصة في عالم الإنترنت الذي تغذيه الإشاعة، مضيفة "لست بحاجة إلى المساهمة فيه".

13