دونالد ترامب يترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية في 2024

ترشح ترامب ينذر من جديد بتكرار الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2020، خصوصا بعدما أكد جو بايدن مؤخرا "نيته" الترشح لولاية ثانية.
الخميس 2022/11/17
ترامب ما زال يحظى بشعبية

واشنطن - أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ترشحه لخوض سباق الدخول إلى البيت الأبيض مما ينذر بحملة صعبة على معسكر الجمهوريين الذين أضعفتهم الانتخابات الأخيرة وأدت إلى انقسامهم.

ووسط تصفيق من المجتمعين في قاعة الاستقبال بمقر إقامته الفاخر في ولاية فلوريدا، قال الرئيس السابق البالغ من العمر 76 عاما “أعلن ترشحي للانتخابات الرئاسية”.

ووعد دونالد ترامب بـ”عودة أميركا”، ورسم صورة مثالية لفترة ولايته الأولى متحدثا عن دولة تعيش بسلام وازدهار واحترام على الساحة الدولية.

وعلى العكس من ذلك هاجم رئيس الدولة السابق، الذي كان يرتدي ربطة عنق حمراء تقليدية، بقسوة سجل خليفته الديمقراطي جو بايدن.

وتحدث بسخط أمام صف من الأعلام الأميركية عن بلد غارق في العنف والجريمة، تخنق الأسعار المرتفعة الأسر الأميركية فيه ويعبر “الملايين” من المهاجرين غير الشرعيين حدوده مع المكسيك.

الرئيس السابق مستهدف من قبل عدة تحقيقات بسبب دوره في الهجوم على مقر الكونغرس في السادس من يناير 2021 أو كيفية تعامله مع وثائق البيت الأبيض

واتهم رجل الأعمال السابق في خطابه، الذي استمر أكثر من ساعة بقليل، جو بايدن بأنه “يجسد إخفاقات اليسار وفساد واشنطن”. وقال أيضا إن الرئيس الديمقراطي “يقودنا إلى حافة حرب نووية”، في إشارة إلى الدعم الأميركي لأوكرانيا.

وأضاف الملياردير الجمهوري “في غضون عامين، دمرت إدارة بايدن الاقتصاد الأميركي”. وتابع “بالفوز، سنبني أفضل اقتصاد على الإطلاق”.

وأوضح أن “الشوارع المعبدة بالدماء في مدننا التي كانت ذات يوم عظيمة هي بؤر للجرائم العنيفة”، وتعهد “باستعادة وتأمين حدود أميركا”.

وقبل لحظات من الخطاب قدم دونالد ترامب ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024 إلى السلطات الانتخابية الأميركية، وهي خطوة رسمية أولى.

وقال لأنصاره “لن تكون هذه حملتي، ستكون حملتنا”، مكررا رغبته في “تطهير” واشنطن، حسب صيغته في تسمية النخب المكروهة في العاصمة الفيدرالية.

وهذا الترشح الجديد للبيت الأبيض هو الثالث للرجل السبعيني. وعندما وصل دونالد ترامب إلى السلطة في نوفمبر 2016 -وهو ما شكل أكبر مفاجأة سياسية حديثة- لم يكترث بكل العادات خلال فترة رئاسته؛ فقد ترك واشنطن في حالة من الفوضى بعد انتخاب جو بايدن، وهي هزيمة لم يعترف بها قط.

كما ينذر ترشحه من جديد بتكرار الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2020، خصوصا بعدما أكد جو بايدن مؤخرا “نيته” الترشح لولاية ثانية.

ولم يتأخر بايدن في التعليق على ترشح منافسه وقال أثناء سفره إلى أندونيسيا إن “ترامب خذل أميركا” خلال توليه منصبه.

Thumbnail

وكانت شائعات انتشرت في الأسابيع الأخيرة حول إعلان وشيك للترشح من قبل دونالد ترامب، معولا على النجاح الذي كان يتوقعه الجمهوريون في انتخابات الثامن من نوفمبر لاستعادة السلطة. لكن “المد الكبير” الذي تنبأ به المحافظون بثقة راسخة لم يتحقق.

وأدى أداء المعسكر الجمهوري، ولاسيما من المرشحين المدعومين من ترامب، إلى تشويه سمعته كصانع ملوك. كما دعت عدة أصوات مؤثرة في المعسكر المحافظ قطب العقارات إلى التنحي عن القيادة الجمهورية، مما يضر بخططه الرئاسية.

وتحول جزء من المعسكر المحافظ بالفعل إلى منافس محتمل آخر في السباق إلى دخول البيت الأبيض، ومنهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس. وأكد النجم الجديد لليمين المتشدد البالغ من العمر 40 عاما، وخرج من الانتخابات النصفية أقوى، أن معركته “كانت مجرد بداية”.

ومع وجود مايك بنس نائب الرئيس السابق لدونالد ترامب ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو وحاكم فرجينيا غلين يونغكين يبدو أن المعركة لكسب ترشيح الحزب الجمهوري طاحنة.

لكن ترامب مازال يتمتع بشعبية لا يمكن إنكارها. ولا تزال غالبية استطلاعات الرأي ترجح فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. ومع ذلك يمكن للمشاكل القضائية الكثيرة أن تعرقل سعي دونالد ترامب إلى دخول البيت الأبيض، وقد تؤدي في النهاية إلى استبعاده.

فالرئيس السابق مستهدف من قبل عدة تحقيقات بسبب دوره في الهجوم على مقر الكونغرس في السادس من يناير 2021 أو كيفية تعامله مع وثائق البيت الأبيض.

وقال ترامب أمام مؤيديه “أنا ضحية”. ونجا من كل الفضائح حتى الآن معتمدا على “غريزة” مازال يؤكد على أهمية دورها إلى اليوم؛ وهي أن هذه الفضائح بتراكماتها لم تعد تؤثر عليه.

5