دول الساحل والصحراء تعتمد على ذاتها لتعويض الانسحاب الفرنسي

في خضم حالة البرود بينها وبين فرنسا بشأن سحب قوّاتها مالي توافق على نشر جنود إضافيين سيعززون القوات التشادية في شمال البلاد.
الأحد 2021/12/19
ألف جندي سيعززون القوات التشادية في مالي

باماكو- قالت وزارة خارجية مالي إن تشاد تعتزم نشر قوات إضافية في مالي قوامها ألف جندي لتعزيز قواتها التي تقاتل متمردين في البلاد وذلك في الوقت الذي تستعد فيه فرنسا للانسحاب العسكري المباشر من منطقة الساحل الأفريقي، وترك دول المنطقة تواجه مصيرها.

وتشارك تشاد بقرابة 1400 جندي في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام البالغ قوامها 13 ألف جندي والمتمركزة في شمال مالي ووسطها حيث يقوى تمرد إسلامي رغم جهد القوات الدولية المستمر منذ تسع سنوات لاحتوائه.

وقالت وزارة خارجية مالي في بيان صدر في وقت متأخر الجمعة إن الجنود التشاديين الإضافيين سيعززون القوات التشادية المشاركة في قوات حفظ السلام والقوات التشادية الأخرى في البلاد في الوقت الذي تخفض فيه فرنسا، وهي القوة الاستعمارية السابقة، قواتها المنتشرة في المنطقة والبالغ قوامها خمسة آلاف جندي ضمن مهمة برخان.

◄ فرنسا تعتزم سحب قرابة نصف قواتها بحلول عام 2023 ونقل المزيد من إمكانياتها إلى النيجر

وجاء في البيان “الانتشار جزء من إطار عمل ثنائي بطلب من حكومة تشاد لتعزيز قواتها في شمال مالي بعد إعادة تشكيل قوة برخان”.

وألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة إلى مالي في العشرين والحادي والعشرين من ديسمبر الجاري لزيارة قوات بلده هناك بسبب مخاوف بشأن انتشار المتحور أوميكرون. لكنّ متابعين للشأن الأفريقي قالوا إن التأجيل يعكس حالة البرود بين فرنسا ومالي التي لم تقبل موقف باريس بشأن سحب قوّاتها من ناحية، ومن ناحية أخرى موقفها السلبي من المجلس العسكري، ما اضطره إلى البحث عن بدائل بالتقارب خاصة روسيا واستقبال مجموعة فاغنر.

ودفع تكبد قوات برخان الفرنسية لمكافحة الجهاديين في الساحل الأفريقي خسائر بشرية ولوجستية فادحة منذ العام 2013، باريس إلى إعادة التفكير في استراتيجيتها في المنطقة خاصة وأن دعواتها لمشاركة دولية أوسع في قتال الجهاديين كثيرا ما قوبلت بـ”التجاهل” أو اقتصرت على بعض الدعم اللوجستي كالدعم الاستخباراتي الذي توفره طائرات الاستطلاع الأميركية.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي في يونيو الماضي “في نهاية المشاورات (…) سنبدأ تغييرا عميقا لوجودنا العسكري في منطقة الساحل”، معلنا انتهاء عملية برخان بوصفها “عملية خارجية” وتشكيل “تحالف دولي يضم دول المنطقة”.

المهمة انتهت
المهمة انتهت

وتعتزم فرنسا سحب قرابة نصف قواتها بحلول عام 2023 ونقل المزيد من إمكانياتها إلى النيجر وتشجيع قوات خاصة من دول أوروبية أخرى على العمل مع جيوش المنطقة.

ولم يعلن الرئيس الفرنسي عن ماهية التحالف الدولي الذي يسعى لإنشائه وهل أن الولايات المتحدة التي تحتفظ بقاعدة عسكرية للطائرات الاستخباراتية المسيرة في النيجر ستشارك في هذه المهمة الدولية بشكل فعال أم ستواصل دعم تحالف دولي ربما أوروبي – أفريقي كما هو الحال الآن مع قوات برخان.

ولا تبدي الدول الأوروبية ترحيباً ملحوظاً بالخطوة التي سبق وأن دعت إليها باريس، لاسيما في ظل رغبة العديد منها في عدم الانخراط في أيّ تحالفات جديدة في تلك المنطقة على نحو يمكن أن يزيد من الأعباء العسكرية التي تتعرض لها ويفرض ضغوطاً داخلية قوية على بعض الحكومات، مع ظهور اتجاهات داخلية أوروبية تدعو إلى عدم الانخراط في مثل هذه الجهود.

وصرح عظيم برمندوا المتحدث باسم حكومة تشاد بإن القوات الإضافية ستغادر إلى مالي في وقت قريب، لكنه امتنع عن ذكر حجمها أو الإطار الزمني لانتشارها.

وأضاف “بعد انسحاب القوات الفرنسية وجدنا أنه من الضروري تعزيز القدرات العملية والتكتيكية لقواتنا في انتظار إعادة تنظيم انتشار الجيش المالي والقوات التابعة للأمم المتحدة”.

وفي فبراير، نشرت تشاد نحو ألف جندي في منطقة الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي لتعزيز قوات الدول الثلاث بعد أن أعلنت فرنسا للمرة الأولى عن تخفيض وجودها العسكري في المنطقة.

1