دول الخليج تزاحم الأجندات الدولية المتنافسة في منطقة آسيان

أبوظبي- تظهر دول مجلس التعاون الخليجي حرصا على نسج علاقات إستراتيجية مع بلدان جنوب شرق آسيا، في ظل تحولات دولية باتت تركز على هذه المنطقة الواعدة.
وتقول أوساط سياسية خليجية إن الاهتمام الخليجي بمنطقة جنوب شرق آسيا ليس بجديد لكنه اتخذ في السنوات الأخيرة منحى تصاعديا أكثر وضوحا.
وتوضح الأوساط أن منطقة آسيان تحتضن عددا من الدول التي تشهد نموا اقتصاديا متسارعا، مشيرة إلى أن المنطقة باتت في السنوات الأخيرة محور تنافس شديد بين القوى الكبرى بسبب موقعها الجغرافي المتميز الرابط بين المحيطين الهندي والهادئ.

عبدالناصر الشعالي: توقيع المعاهدة يأتي تجسيدا لتوجه الإمارات نحو ترسيخ وتعزيز علاقاتها مع دول الرابطة
وترى الأوساط أن دول الخليج تريد أن يكون لها موطئ قدم ثابت في هذه المنطقة الإستراتيجية، في سياق التنافس الدولي والإقليمي عليها.
ووقَّعت ثلاث دول خليجية وهي سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة، وقطر الأربعاء على وثيقة الانضمام إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرقي آسيا. جاء ذلك على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا (الآسيان)، في العاصمة الكمبودية بنوم بنه.
ووقَّع ممثلون عن الدول الثلاث إلى جانب ممثلي الدنمارك واليونان وهولندا على الوثيقة التي تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الدول الأعضاء في هذا التحالف الذي نشأ في ستينات القرن الماضي.
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكمبودي براك سوخون، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية، إن عدد الدول الأعضاء ارتفع إلى تسع وأربعين دولة بعد انضمام الدول الست الجديدة.
وأضاف سوخون “هذا العدد الكبير من الأعضاء يشهد على إعادة ربط أهمية معاهدة الصداقة والتعاون من حيث أهدافها الأساسية ومبادئها لتعزيز التعاون الودي متعدد الأطراف والتعايش السلمي”.
وتابع “أتمنى اغتنام هذه الفرصة لتشجيع جميع الأطراف المنضمة إلى المعاهدة على بذل قصارى جهدها لتعميق علاقاتها الودية والتعاون المتبادل والمنفعة مع الـ(آسيان)، باعتبارها منظمة، وكذلك مع كل دولة عضو في الرابطة”.

براك سوخون: العدد الكبير من الأعضاء يشهد على إعادة ربط أهمية معاهدة الصداقة والتعاون من حيث أهدافها الأساسية ومبادئها
واعتبر عبدالناصر الشعالي مساعد وزير الشؤون الاقتصادية والتجارية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، أن توقيع المعاهدة يأتي تجسيدا لتوجه الإمارات نحو ترسيخ وتعزيز علاقاتها مع دول الرابطة من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون التجاري والاستثماري والنهوض بالعلاقات الإستراتيجية بين الجانبين نحو المزيد من التقدم والازدهار.
وتعد الإمارات أكثر دول الخليج استثمارا في منطقة آسيان، حيث تستحوذ على نسبة تتجاوز السبعين في المئة من إجمالي الاستثمارات الخليجية في المنطقة. وتقول الأوساط الخليجية إن انضمام الإمارات وعمان وقطر إلى معاهدة الصداقة لرابطة آسيان يعكس تأكيدا جديدا على طبيعة التوجهات الخليجية خلال المرحلة المقبلة والتي تركز على آسيا.
ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، هي منظمة جغرافية سياسية واقتصادية، تأسست سنة 1967 في العاصمة التايلاندية بانكوك، وتضم 10 دول، هي: إندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، وسنغافورة، وتايلاند، وبروناي، وفيتنام، ولاوس الديمقراطية، وبورما (ميانمار)، وكمبوديا.
وتنخرط في معاهدة الصداقة والتعاون مع آسيان الصين والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. وتنص هذه المعاهدة على تعزيز السلام الدائم والصداقة والتعاون الدائم، والاحترام المتبادل للاستقلال والسيادة والمساواة والسلامة الإقليمية والهوية الوطنية لجميع الدول.
وتشدد على حق كل دولة في تقرير مصيرها دون تدخل خارجي أو تخريب أو إكراه وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض، وتسوية الخلافات أو النزاعات بالطرق السلمية وعدم التهديد باستخدام القوة.