دور إيران في التصعيد بالضفة ينكشف في محادثات مع النخالة وهنية

مستشار المرشد الإيراني يبحث مع قيادة الجهاد الإسلامي وحماس التطورات الميدانية عقب اتهامات إسرائيلية بوقوف طهران وراء هجمات استهدفت مستوطنين.
الأربعاء 2023/08/23
تنسيق إيراني فلسطيني مستمر

غزة – يعكس الاتصالين الهاتفيين المنفصلين الذين أجراهما علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية مع الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، الثلاثاء دور طهران في التصعيد الأخير بالضفة الغربية ويؤكد بذلك اتهامات إسرائيل لها بالوقوف وراءها.   

فسرعة الاتصالات الإيرانية بالنخالة وهنية لبحث التطورات الميدانية بفلسطين، تظهر اهتمام طهران المتزايد بما يجري على الأرض وتكشف عن تنسيق بين هذه الأطراف لشنّ هجمات ضد المستوطنين كما جرى في مدينة الخليل وفي بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية، والتي أعقبتها تهديدات إسرائيلية بشنّ عملية عسكرية واسعة ضد الفصائل الفلسطينية.   

والأحد قُتلت مستوطِنة إسرائيلية وأصيب زوجها بجروح "خطيرة" في إطلاق نار من سيارة عابرة قرب الخليل جنوبي الضفة، فيما سبقه السبت مقتل مستوطنين في إطلاق نار نفذه فلسطيني داخل مغسلة سيارات في بلدة حوارة شمالي الضفة.

وذكرت "الجهاد"، أن النخالة والمسؤول الإيراني استعرضا "آخر التطورات داخل فلسطين لا سيما الأوضاع في القدس والضفة الغربية وما يرتكبه العدو (في إشارة لإسرائيل) من عدوان يومي في المسجد الأقصى والقدس ومدن الضفة ومخيماتها وقراها"، حسب البيان ذاته.

ونقل البيان عن النخالة قوله، إن "المقاومة الفلسطينية لن تتهاون أبدا في التصدي للعدوان"، وإن "التهديدات الصادرة عن قادة الاحتلال لا تخيف الشعب الفلسطيني ومقاوميه".

ومن جانبه، أكد علي أكبر ولايتي، أنّ إيران تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، مشيدا بالصمود والثبات اللذين يُسطّرهما الفلسطينيون الذين يُدافعون عن أرضهم.

وقال ولايتي، خلال الاتصال الهاتفي مع النخالة، إنّ انتصارات محور المقاومة تأتي نتيجة اتحاد فصائل المقاومة وحزب الله في لبنان، مضيفاً أنّ "منجزات هذا الاتحاد هي النصر النهائي".

وبدورها، أفادت "حماس"، بأن هنية أكد، خلال الاتصال، على "صمود الشعب الفلسطيني وقدرته على مواجهة الاحتلال وعدوانه".

وأشاد هنية "بموقف إيران الثابت في دعم القضية والشعب الفلسطيني"،
وشدد على أن "الشعب الفلسطيني ومقاومته مصممون على مواصلة المقاومة وكسر استراتيجية العدو وإفشال مخططاته".

ويظهر الاتصال الهاتفي بين المسؤول الإيراني وهنية أن حركة حماس تتداول الأخبار التي تربطها بالنظام الإيراني في محاولة للتظاهر بأنّ إيران لم تتخلَّ عنها، وأنّها ستقدم لها الدعم بشكل مستمر.

ويرى مراقبون أنّ (حماس) التي تهيمن على قطاع غزة تسعى بكل تحركاتها لاسترضاء طهران أملا في الحصول على نصيب ممّا تجود به على بعض الحركات المسلحة والتنظيمات المتطرفة في الكثير من الدول العربية.

وجاء الاتصالين الهاتفيين بعد يوم واحد من توجيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهاما لإيران بالوقوف خلف العمليات التي ينفذها المسلحون الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس.

وقال نتنياهو، في كلمة خلال تفقده لموقع عملية إطلاق نار بمدينة الخليل جنوب الضفة، أسفرت عن مقتل مستوطِنة وإصابة زوجها، إن بلاده في خضم "هجوم إرهابي تشجعه وتوجهه إيران".

وأضاف نتنياهو "سنحاسب القتلة ومرسليهم أيضا من قريب أو بعيد".
ومنذ شهور تشهد الضفة الغربية حالة تصعيد شديد جراء اقتحامات الجيش الإسرائيلي للمدن والبلدات الفلسطينية، واعتداءات المستوطنين وهجماتهم على القرى والبلدات الفلسطينية.

وتقيم طهران علاقات مع عدد من الفصائل الفلسطينية من بينها حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وقامت بدعمهما وتسليحهما لمواجهة القوات الإسرائيلية.

ومثل الدعم الإيراني للفصائل الفلسطينية إضافة للملف النووي أبرز الأسباب التي دعت الحكومة الإسرائيلية للتصعيد ضد طهران في المنطقة حيث تعتبر تل أبيب أن السلطات الإيرانية تسعى لتهديد منها القومي ملوحة بشن هجمات لردع طهران ومنعها من امتلاك القنبلة النووية.

وما يساعد على تأجيج التوتر في الأراضي الفلسطينية الانتهاكات المستمرة من قبل المستوطنين واليمين المتشدد الذي قام بانتهاكات ضد الفلسطينيين خاصة في القدس فيما تسعى حكومة بنيامين نتنياهو لدعم خطط الاستيطان وسط تنديد دولي.

وقال مصدر قيادي في حركة حماس في تصريح صحافي الثلاثاء، إن منفذي عملية الخليل ينتمون للحركة، تعقيبا على إعلان مماثل من قبل إسرائيل، فيما أشارت النيابة الإسرائيلية، الثلاثاء، إلى أنّ منفذي عملية "عيلي" في يونيو الماضي، التي أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين، كانوا على تواصل مع حركة حماس وتلقوا تمويلا منها.

وفوّض المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، بتنفيذ سلسلة قرارات اتخذها في جلسة عقدها الثلاثاء، لاستهداف "منفذي العمليات (الفلسطينيين) ومن يقف وراءهم".

ولم يكشف البيان الصادر عن مكتب نتنياهو تفاصيل الخطوات الإسرائيلية، لكنه لمّح إلى إمكانية التصعيد واستهداف مسلحين فلسطينيين في الضفة.

وذكر موقع "يديعوت أحرونوت"، أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، جدد دعوته للمستوى الأمني، إلى تشديد الإجراءات في الضفة، من قبيل نشر الحواجز العسكرية في شوارعها، وفرض أطواق أمنية والقيام بعمليات اغتيال