دوافع اقتصادية تحول دون فرض الإغلاق التام في تونس لمجابهة كورونا

تمديد حظر التجوال الليلي مع حصيلة إصابات جديدة قياسية بالفايروس فاقت 5 آلاف.
الأربعاء 2021/06/30
منظومة صحية توشك على الانهيار

تونس - حالت الدوافع الاقتصادية دون فرض الإغلاق التام في تونس رغم تسجيل أرقام قياسية في عدد الإصابات بفايروس كورونا، وضغوط الأطباء لاتخاذ هذا الإجراء في ظل تحذيرات من انهيار المنظومة الصحية.

وعزت الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة نصاف بن علية في تصريح الثلاثاء، عدم فرض الإغلاق التام في البلاد إلى "صعوبة الوضع الاقتصادي والأمني والنفسي".

وكان العزل العام السابق العام الماضي قد نجح في احتواء الفايروس، لكنه سبب ألما اقتصاديا كبيرا في بلد قوضت فيه المصاعب الاقتصادية الثقة في حكومات متعاقبة.

وتشهد تونس وضعا اقتصاديا صعبا فاقمته تداعيات الجائحة وانكمش النمو الاقتصادي بـ3 في المئة خلال الفصل الأول من العام الحالي، بينما ارتفعت نسبة البطالة إلى 17.8 في المئة، وفقا لإحصاءات رسمية.

وقررت السلطات التونسية الثلاثاء تمديد ساعات حظر التجول الليلي في كامل البلاد، في مسعى لكسر حلقات العدوى بفايروس كورونا في ظل حصيلة يومية قياسية لإصابات كورونا تخطت لأول مرة 5 آلاف.

وأوضحت رئاسة الحكومة في بيان الثلاثاء أنه ستمدد ساعات حظر التجول الليلي، ليصبح من الساعة 20:00 إلى حدود الخامسة صباحا، إضافة إلى "تأجيل أو إلغاء جميع التظاهرات الجماهيرية"، وذلك حتى 11 يوليو.

وأقرت اعتبارا من منتصف ليل الخميس ضرورة أن يقدم جميع الوافدين إلى تونس فحص "بي.سي.آر" سلبيا لا تتجاوز مدته 72 ساعة.

والاثنين أعلنت وزارة الصحة أن نتائج فحوصات لعينات من مصابين بالفايروس كشفت تسجيل أول حالة إصابة بالسلالة النيجيرية في ولاية مدنين (جنوب) لشخص وافد من ليبيا، بالإضافة إلى حالات أخرى بالسلالة نفسها في ولاية نابل (شمال شرق).

وأعلنت السلطات نهاية الأسبوع الماضي اكتشاف حالات إصابة بالمتحور الهندي من الفايروس، والمعروف باسم "دلتا"، في ولاية القيروان (وسط)، إلى جانب السلالة البريطانية، وهي الأكثر انتشارا في تونس، بحسب الوزارة.

وتشهد تونس موجة هي الأخطر لتفشي الفايروس منذ 2020 مع معدل إصابات ناهز 3500 إصابة خلال أسبوع،  فيما أحصت وزارة الصحة الثلاثاء 106 حالات وفاة و5251 إصابة، في أعلى حصيلة يومية على الإطلاق تشهدها البلاد.

وفاقت نسبة الضغط على أسرّة الأكسجين 73 في المئة وعلى أسرّة الإنعاش 89 في المئة في المستشفيات الحكومية في كامل البلاد، وبلغ معدل الوفيات اليومي خلال الأسبوع الفائت 83 وفاة، حسب وزارة الصحة.

وقامت السلطات الصحية بتوزيع المرضى بين المستشفيات المكتظة في بعض المناطق وأقامت مستشفيات ميدانية.

ورغم تدهور الوضع الصحي في البلاد، أطلقت تونس موسمها السياحي نهاية أبريل الفائت واستقبلت أكثر من 42 ألف سائح عبر رحلات مستأجرة.

وقرّر الرئيس التونسي قيس سعيّد إرسال طائرة عسكرية إلى ألمانيا لجلب 25 جهاز تنفس اصطناعي إلى بلاده، فضلا عن تنسيق مع السلطات الإيطالية لنقل معدات طبية إلى تونس، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية.

وفرضت السلطات منذ أكثر من أسبوع إغلاقا تاما في أربع ولايات حتى 11 يوليو، وشددت القيود في 28 منطقة.

وأحصت السلطات الصحية التونسية إجمالا أكثر من 400 ألف إصابة مؤكدة بكورونا وأكثر من 14.600 ألف وفاة منذ مارس 2020.

ومنذ انطلاق حملة التطعيم أواخر مارس، تمكنت السلطات من تلقيح حوالي 1.8 مليون شخص بجرعة واحدة على الأقل في بلاد يقطنها نحو 12 مليون نسمة.

وقررت الحكومة الانطلاق في حملات تطعيم ميدانية عن طريق فرق متنقلة تابعة لوزارة الصحة حول البؤر.