دواء لمعالجة السرطان يحقق نتائج إيجابية

يسعى الأطباء والمتخصصون إلى محاربة السرطان باكتشافات طبية جديدة ومن ذلك شركة الأدوية البريطانية “أسترازينيكا” التي طورت دواء مضادا لسرطان الرئة تجاوب معه المرضى وحقق نتائج أفضل بالمقارنة مع العلاج الكيميائي. ويعد تدخين السجائر أكثر عوامل الخطر شيوعًا التي تؤدي للإصابة بسرطان الرئة وقد يستغرق سرطان الرئة عدة سنوات لكي يتطور ويظهر كمرض.
لندن- أظهر دواء لمعالجة السرطان خاص بشركة “أسترازينيكا”، تحسنا ملحوظا لدى المرضى من الناحية الإحصائية، بالمقارنة مع العلاج الكيميائي الاعتيادي، في إطار دراسة عالية المستوى.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” للأنباء عن شركة الأدوية البريطانية القول إن الدواء ساعد المرضى الذين يعانون من النوع الأكثر شيوعا من سرطان الرئة على العيش لفترة أطول، دون أن تتفاقم حالتهم، بالمقارنة مع العلاج الكيميائي الاعتيادي.
ولم توضح شركة “أسترازينيكا” مدة الفترة الأطول التي يعيشها المرضى بشكل عام، فيما تستمر التجربة لأن البيانات لم تكتمل بصورة نهائية بعد.
وينشأ سرطان الرئة شأنه شأن بقية أنواع السرطانات، عندما يصيب الخلل والاضطراب الفعاليات الطبيعية لانقسام الخلايا وتكاثرها وهو الأمر الذي يفسح المجال لحدوث نمو غير طبيعي وخارج عن السيطرة لبعض تلك الخلايا بحيث تنمو لتكون ما يشبه الكتلة أو الورم. وتجدر الإشارة إلى أن أيّ نموٍ غير طبيعي يتكون في الجسم ويبدأ باجتياح أو غزو الأنسجة والأعضاء المجاورة له ويبدأ بالانتشار في أجزاء أخرى من الجسم أو إذا تميز ذلك التكتل أو الورم بالقابلية على العودة والنمو مجددًا بعد استئصاله فيسمى عندئذٍ ورمًا خبيثًا أو سرطانيًا.
وقد يستغرق سرطان الرئة عدة سنوات لكي يتطور ويظهر كمرض. ويعد تدخين السجائر أكثر عوامل الخطر شيوعًا التي تؤدي للإصابة بسرطان الرئة. ومن المعلوم بأن الكثير من الأفراد الذين يتعرضون لدخان السجائر أو يستنشقون بعض مكوناته ينتهي بهم الأمر إلى حدوث تغييراتٍ غير طبيعية ومزمنة في الرئتين ويمكن لتلك التغييرات أن تتسبب في نشوء أورامٍ سرطانية تنمو داخل الرئة.
وقد لوحظ أن 25 في المئة من المجموع الكلي لحالات سرطان الرئة في عموم العالم يتم تشخيصها واكتشافها في أفرادٍ لم يسبق لهم أن دخنوا السجائر. أما السبب الكامن وراء إصابة هؤلاء الأفراد بهذا المرض فليس معروفًا على وجه التحديد.
ووجد أيضًا بأن فردين من بين كل ثلاثة أفراد من المصابين بسرطان الرئة تبلغ أعمارهم أكثر من 65 سنة. ومن المعلوم أيضًا أن الفئة العمرية الأوسع ممن يتم تشخيص إصابتهم بهذا المرض هي فئة 70 عامًا.
ويعتبر سرطان الرئة أكثر الأمراض الخبيثة شيوعًا في مختلف أنحاء العالم، حيث يتم تشخيص أكثر من مليون حالة منه سنويًا، وتشير الإحصائيات إلى أن أعداد الذين يتوفون بسبب سرطان الرئة يشكلون أكبر نسبة بين المتوفين نتيجة أنواع السرطان الُأخرى سواء أكانوا من الرجال أو النساء. ويتم تشخيص فرد واحد من بين كل 14 فردا ولدوا حديثًا بسرطان الرئة والقصبات الهوائية في مرحلة ما في حياتهم بغض النظر عن نوع جنسهم. ويقصد بالقصبات الهوائية تلك الأنابيب أو القصيبات التي تتفرع من القصبة الهوائية لتمتد إلى الرئتين.
25
في المئة من حالات سرطان الرئة يتم تشخيصها في أفرادٍ لم يسبق لهم أن دخنوا السجائر
وبشكلٍ عام يبدأ القلق والشك من احتمال إصابة فردٍ ما بسرطان الرئة عندما يتم ملاحظة نتائج غير طبيعية تظهر عند فحص ودراسة الصور الشعاعية المأخوذة لمنطقة صدر الفرد المعني كصور الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب، أو عندما يكون المرض قد وصل مرحلةً متقدمة بحيث تبدأ بعض أعراض المرض بالظهور، مثل السعال وضيق التنفس وآلام الصدر والشعور بالتعب وفقدان الوزن.
وتتطلب عملية تشخيص مرض سرطان الرئة أخذ عينة أو خزعة وتحليلها أو استئصال قسم من خلايا أو نسيج الكتلة أو الورم المشكوك بأمره. ومن الممكن أخذ الخزعة المطلوبة بواسطة المنظار المزود بكاميرا ويتم إيلاجه عبر القصبات الهوائية وذلك ضمن إجراءٍ يسمى تنظير القصبات والشعب الهوائية. أو يمكن استخدام إبرة خاصة يتم إدخالها عبر الجلد وصولًا إلى موضع الورم في الرئة. وأما في حالة عدم نجاح هذه الإجراءات الطبية فيتم اللجوء إلى التدخل الجراحي بهدف تحقيق عملية التشخيص بالشكل المطلوب. وهكذا فإن أخذ الخزعة ودراسة تركيبها تغدوان عملية ضرورية للتأكد من وجود السرطان من عدمه وكذلك لتحديد نوع سرطان الرئة لدى المريض المعني.
ووفق خبراء “مايو كلينيك” لا يتسبب سرطان الرئة عادةً في ظهور علامات وأعراض في مراحله الأولى. وتظهر عادةً علامات سرطان الرئة وأعراضه عند تقدم المرض.
وقد تتضمن علامات سرطان الرئة سعالا شديدا لا يزول وسعال الدم، ولو بكمية قليلة، وضيق النفس وألما في الصدر وبحّة الصوت وفقدان الوزن دون محاولة وألم العظام وصداع.
ويرى الأطباء أن التدخين يسبب سرطان الرئة من خلال إتلاف الخلايا المُبطّنة للرئتين. فعندما يستنشق المريض دخان السجائر المليء بالمواد المسببة للسرطان (المواد المسرطنة)، تبدأ تغيرات في أنسجة الرئة على الفور تقريبًا.
وفي البداية، قد يكون الجسم قادرًا على علاج هذا الضرر. ولكن مع كل تعرض متكرر، تتلف الخلايا الطبيعية التي تُبطّن الرئتين بشكل متزايد. وبمرور الوقت، يتسبب التلف في عمل الخلايا بشكل غير طبيعي وقد يتطور السرطان في النهاية.
ويُقسّم الأطباء سرطان الرئة إلى نوعين رئيسيين بناءً على مظهر خلايا هذا السرطان تحت المجهر. ويتخذ الطبيب قرارات العلاج بناءً على النوع الرئيسي الذي أصيب به الشخص من سرطان الرئة.
وينقسم سرطان الرئة إلى نوعين هما :سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة وسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة.
ولا يحدث سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة تقريبًا إلا لدى المدخنين الشَّرِهين، وهذا النوع أقل شيوعًا من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة.
أما سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة هو مصطلح شامل لعدة أنواع من سرطانات الرئة. وتشمل سرطانات الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة سرطان الخلايا الحرشفية والسرطان الغُدّي وسرطان الخلايا الكبيرة.
وهناك عدد من العوامل التي قد تَزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة. وبعض عوامل الخطورة هذه يمكن السيطرة عليها عن طريق الإقلاع عن التدخين مثلاً. لكن ثمة عوامل أخرى لا يمكن التحكم فيها مثل تاريخ العائلة المرضي.
ومن عوامل خطورة الإصابة بسرطان الرئة:
- التدخين: يزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة مع زيادة عدد السجائر التي يدخنها الشخص يوميًا وعدد سنوات التدخين. لكن الإقلاع عن التدخين في أي عمر يمكن أن يقلِّل بشكلٍ كبير فرص الإصابة بسرطان الرئة.
- التعرض للتدخين السلبي: تزداد فرص الإصابة بسرطان الرئة بتعرض الشخص للتدخين السلبي حتى ولو كان غير مدخن.
- العلاج الإشعاعي السابق: إذا كان قد خضع المريض للعلاج الإشعاعي للصدر لعلاج نوع آخر من السرطان، فقد يكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة.
- التعرُّض لغاز الرادون: ينتُج الرادون من خلال التحلل الطبيعي لليورانيوم في التربة والصخور والماء، والذي يصبح في النهاية جزءًا من الهواء الذي يتنفسه المريض. وقد تتراكم في أيّ مبنى أو منزل مستويات خطيرة من غاز الرادون.
- التعرض للأسبستوس والمواد المسرطنة الأخرى: يمكن أن يؤدي التعرض في مكان العمل للأسبستوس والمواد الأخرى المعروفة بأنها تسبب السرطان، مثل الزرنيخ والكروم والنيكل، إلى زيادة فرص الإصابة بسرطان الرئة، وخاصة إذا كان الشخص مدخنًا.
- تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الرئة: تزيد فرص الإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص الذين أصيب أحد والديهم أو إخوتهم أو أبنائهم به.