"دم النخل" يعيد الحياة إلى صالات سينما دير الزور

احتضنت صالات السينما في دير الزور عرضا لفيلم “دم النخل” في خطوة لإعادة العروض السينمائية إلى قاعات هذه المحافظة السورية بعد سنوات من غياب الفن السابع عنها، وسط تفاعل جماهيري كبير يبارك ذلك.
دير الزور (سوريا) – أعاد الفيلم السينمائي الطويل “دم النخل” الذي يبحث مخرجه نجدة إسماعيل أنزور من خلاله عن فرصة تعرّف العالم بأسره على حجم الدمار الذي لحق مدينة تدمر الأثرية، العروض السينمائية إلى قاعات محافظة دير الزور (شرق سوريا)، بعد غياب لأكثر من عشر سنوات.
وعُرض “دم النخل” على امتداد ساعتين وسط حضور جماهيري لافت في قاعة المحافظة، والفيلم يروي قصة حياة عالم الآثار خالد الأسعد مع ما تعرضت له مدينة تدمر الأثرية من تخريب ممنهج على أيدي إرهابيي تنظيم داعش.
ووفقا لوكالة الأنباء (سانا)، قال مضحي محيمد، عضو المكتب التنفيذي لمحافظة دير الزور، إن العرض يأتي في إطار خطة المحافظة لإعادة الحياة للمشهد الثقافي ولاسيما أنه من الأفلام المميزة التي وثّقت جرائم الإرهابيين.
وأضاف محيمد أن عرض الفيلم سيتواصل في دير الزور عدة أيام لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من أبناء المحافظة لمتابعته.
ويعد هذا الفيلم رسالة إيجابية يؤكد من خلالها أنزور إمكانية إعادة بناء المواقع الأثرية في مدينة تدمر التي تعرضت للتدمير إبان الحرب السورية.
وجعل المخرج السوري مدينة تدمر في الفيلم كخلفية لقصة ثلاثة جنود ينتمي كل فرد منهم إلى مدينة سورية مختلفة وقد تم تكليفهم بنقل آثار مهمة من تدمر إلى دمشق.
وأثناء مهمتهم يلتقون بعالِم الآثار خالد الأسعد، مقتبسا في ذلك قصته كعالم الآثار، والذي قُتل في تدمر، فيسلّم كل واحد منهم دفترا صغيرا لكتابة ما يرونه ويفعلونه خلال فترة تكليفهم.
الفيلم يروي قصة حياة عالم الآثار خالد الأسعد مع ما تعرضت له مدينة تدمر الأثرية من تخريب ممنهج على أيدي داعش
وبعد أن ينتهي مصير الثلاثة بالموت تصل دفاتر الملاحظات إلى يد صبي صغير قُتل والده لأنه كان يخبّئ جنديا في منزله.
وتظهر خلال جميع مشاهد القتل امرأة مرتدية السواد أمام الضحايا والآثار المدمّرة ليكتشف المشاهد في وقت لاحق أن هذه السيدة هي زنوبيا ملكة تدمر التي تمسك بيد الطفل الصغير نحو المستقبل.
وتعيش سوريا التي تضم آثارا من الحضارات البابلية والآشورية والحيثية واليونانية والرومانية على وقع حرب متعددة الأطراف منذ 2011، ما أغرى البعض بنهب المتاحف والمواقع الأثرية أو تدميرها.
واحتل تنظيم داعش في 2015 تدمر التي تدرجها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على قائمتها لمواقع التراث العالمي.
وفي أغسطس من العام نفسه أعدم التنظيم مدير الآثار خالد الأسعد وعلّق جثته على عمود أثري.
وتم تدمير الكثير من الآثار والمباني علنا باعتبارها أوثانا بينما انتفع التنظيم سرّا من بيع قطع أخرى بشكل غير مشروع. وإبان فترة سيطرتهم الأولى على تدمر خرب المتشددون الآثار بما فيها القوس الضخم الذي يعود تاريخه إلى 1800 عام.
وأكد أحمد العلي، مدير الثقافة، أن فيلم دم النخل من الأفلام التي حازت اهتماما كبيرا لما فيه من تفاصيل تصور الواقع من خلال تجسيد جرائم تنظيم داعش الإرهابي.
كما أشار عدد من الحضور إلى أهمية دور الفن بمختلف أنواعه في التوثيق لمجريات الحرب وما عاشته دير الزور جراء الإرهاب.
ويقوم بأدوار البطولة في دم النخل، الذي استغرق تصويره ستة أشهر، كل من لجين إسماعيل وجوان خضر ومصطفى سعدالدين وجهاد الزغبي ومحمد فلفة وعدنان عبدالجليل ومجد نعيم وعامر علي وقصي قدسية إلى جانب العديد من الممثلين الآخرون.