دمشق وطهران يبحثان خطة لردع الهجمات الإسرائيلية على سوريا

غير بيدرسون يدرس في دمشق مع مسؤولي النظام السوري وممثلين عن روسيا وإيران سبل عقد الجولة التاسعة من اللجنة الدستورية.
الأحد 2024/03/17
إسرائيل تستمر في استهداف الفصائل الموالية لإيران في سوريا

طهران - بحث وزير الدفاع السوري علي عباس مع نظيره الإيراني محمد رضا أشتياني، خطة مشتركة وإجراءات وصفها بالعاجلة لردع الغارات الإسرائيلية على سوريا.

ويأتي هذا اللقاء، قبيل ساعات من عقد المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون مباحثات مع مسؤولي النظام السوري وممثلين عن روسيا وإيران حول سبل المضي قدماً في المسار السياسي بسوريا، وخاصة اجتماعات اللجنة الدستورية.

ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن أشتياني خلال لقائه عباس مساء السبت، في زيارة غير معلنة لطهران قوله "الوجود العسكري الأميركي في سوريا هو احتلالي وغير قانوني وغير مبرر، وينتهك بشكل واضح الأعراف والمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وأضاف أن "أداء الولايات المدمر في منطقة غرب آسيا، وخاصة في سوريا أدى إلى زعزعة الاستقرار وانعدام الأمن وتشريد ملايين السوريين".

ودان أشتياني الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف قوات النظام والميليشيات الإيرانية في سوريا، مشيرا إلى أن "أي خطأ أو مغامرة استراتيجية من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل ستؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة".

ولفت إلى أن طهران جاهزة لاستخدام كل قدراتها وصلاحياتها للوقوف إلى جانب النظام السوري، من أجل تحسين القوة الدفاعية والرادعة.

وأضاف أن "الولايات المتحدة وإسرائيل يسعيان إلى تصعيد الأزمة والتوتر في المنطقة" وأشار إلى أن "إسرائيل تواصل جرائمها في غزة من خلال تصعيد التوترات في المنطقة وتحويل الرأي العام نحو هذه التوترات.. التطورات الإقليمية وأهمية العلاقات بين البلدين تتطلب من الجانبين التشاور في ما بينهما بشكل مستمر".

من جهته، قال عباس إن "الوجود الأميركي في سوريا غير قانوني وأصبح قاعدة لدعم الجماعات الانفصالية والإرهابية"، مشيرا إلى ضرورة زيادة القدرات الدفاعية وتعزيز التعاون الثنائي بين طهران ودمشق، "لردع الأعداء".

وذكر الجيش السوري أن صواريخ إسرائيلية أطلقت من هضبة الجولان المحتلة باتجاه سوريا أسفرت عن إصابة جندي سوري في الساعات الأولى من اليوم الأحد.

وقال الجيش السوري في بيان إن الضربات الإسرائيلية استهدفت "عددا من النقاط في المنطقة الجنوبية"، لكنه لم يحدد موقعا بعينه. وذكرت تقارير إعلام محلي أن الهجوم استهدف ريف دمشق.

وورد في البيان "تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها وأسفر العدوان عن إصابة عسكري بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية".

ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من الجيش الإسرائيلي الذي يمتنع عادة عن التعليق على التقارير الخارجية.

وإيران داعم كبير للرئيس بشار الأسد خلال الصراع السوري المستمر منذ قرابة 12 عاما. وأدى دعمها لدمشق وحزب الله اللبناني إلى شن إسرائيل غارات جوية متكررة بهدف كبح قوة إيران العسكرية خارج حدودها.

ومنذ الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر، تصعد إسرائيل هجماتها على جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في سوريا، كما قصفت أيضا الدفاعات الجوية للجيش السوري وبعض القوات السورية.

وقتل أكثر من 6 من ضباط الحرس الثوري الإيراني فيما يشتبه أنها ضربات إسرائيلية في سوريا منذ ديسمبر.

وذكرت رويترز في فبراير أن الحرس الثوري الإيراني قلص انتشار كبار ضباطه في سوريا بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي أسفرت عن سقوط قتلى، وأصبح يعتمد بشكل أكبر على فصائل شيعية متحالفة معه للحفاظ على نفوذه هناك.

ووصل المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا مساء السبت إلى دمشق في إطار سعيه لعقد الجولة التاسعة من اللجنة الدستورية. وفق ما أفادت صحيفة "الوطن" شبه الرسمية، الأحد.

ومسار "اللجنة الدستورية" هو واحد من مسارات العمل السياسي التي نتجت بعد الحرب السورية، وهي عملية سياسية بموجب قرار مجلس الأمن 2254.

ومهمة هذه العملية هي إعداد وصياغة وضع دستور جديد للبلاد كإسهام في التسوية السياسية في سوريا وفي تطبيق لقرار مجلس الأمن 2254".

ومنذ أكتوبر 2019، عقدت العديد من الجولات في هذا المسار، بيد أن جميعها لم تخرج بأي نتائج، فيما وصف بيدرسون القسم الأعظم منها بأنها "مخيبة للآمال".

ورغم رفض كل من دمشق موسكو لعقد الجولة التاسعة في جنيف بدعوى عدم حيادتيها، إلا أن بيدرسون يعقد اجتماعاته مع الأطراف المعنية لعقد الجولة المقبلة من الدستورية في جنيف الأمر الذي يبدو أنه إحراج لروسيا الرافضة لإجراء هذه المحادثات.

ومن المقرر أن يلتقي بيدرسون، وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، والسفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف، والسفير الإيراني في سوريا حسين أكبري.

وفي وقت سابق، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين على هامش الدورة الـ67 للجنة الأمم المتحدة المعنية بالمخدرات، إن "اختيار منصة جديدة للجنة مناقشة الدستور لم يتم حتى الآن".

وتعتبر روسيا أن جنيف أرضاً غير محايدة ما أدى لتوقف أعمال اللجنة، في حين أعلن بيدرسون أن الجولة التاسعة ستعقد في مايو المقبل، من جهتهم يقول الروس إن "استمرار البحث عن اختيار مكان آخر جار".