دمشق تلتزم الصمت حيال موقف إسرائيل الرافض لانتشار قوات سورية في الجنوب

دمشق - شهدت محافظات في جنوب سوريا، الاثنين، وقفات شعبية احتجاجا على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالب فيها بـ”نزع السلاح في المنطقة ومنع انتشار الجيش السوري الجديد فيها”، في المقابل التزمت الإدارة السورية الجديدة الصمت.
ويقول مراقبون إن موقف السلطة الانتقالية في سوريا والتي تقودها هيئة تحرير الشام، من تصريحات نتنياهو ليست بالمفاجئة، فهي تغافلت خلال الشهرين الماضيين على تقدم القوات الإسرائيلية في المنطقة.
ويشير المراقبون إلى أن السلطة السورية تريد تجنب استفزاز إسرائيل بالواضح، حيث تدرك هشاشة وضعها الداخلي والدولي بالنظر لخلفيتها الجهادية، وتخشى من أن أي اندفاعة قد تكلفها الكثير.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي الأحد “نطالب بجعل المنطقة إلى الجنوب من دمشق منزوعة السلاح.” وأضاف “ولن نسمح للجيش السوري الجديد بالانتشار في هذه المنطقة، كما لن نقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا.”
وأثارت التصريحات ردود فعل غاضبة في المحافظات الجنوبية وخرج العشرات من السوريين للمشاركة في وقفات احتجاجية، وفق ما نشرته حسابات سورية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ففي القنيطرة، شارك العشرات في وقفة قرب دوار خان أرنبة، رفعوا خلالها لافتات منددة بالتصريحات الإسرائيلية، وكُتب على بعض تلك اللافتات “لا للتوغل الإسرائيلي” و “الجنوب السوري جزء من سوريا الحرة” و”نعم لوحدة سوريا.”
كما شهدت ساحة الكرامة بمحافظة السويداء وقفة لعشرات السوريين أكدوا خلالها رفضهم لأي تدخل في شؤون بلادهم، فيما شددوا على هويتهم السورية.
أما بمحافظة درعا، فقد شهدت مدينة بصرى الشام بريفها الشرقي وقفة شارك فيها عشرات السوريين ورفعوا خلالها لافتات كُتب على بعضها “من درعا إلى حلب.. سوريا على قلب واحد”، و “كل شبر سوري تراب مقدس.. لا للاحتلال”، و “لا للتدخل الأجنبي.. سوريا للسوريين.”
وقال نتنياهو ضمن تصريحاته إن قواته “ستبقى في قمة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة (السورية) إلى أجل غير مسمى.”
وخلال ذات المؤتمر، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن “الجيش سيبقى متمركزًا لفترة طويلة في المنطقة العازلة مع سوريا.” وتابع “الجيش يسمح لقوات معادية بالتمركز في المنطقة الأمنية الواقعة جنوب سوريا.” وأردف كاتس: “لن نسمح بتموضع أي قوة تهدد أمن إسرائيل في المنطقة الممتدة من هنا حتى طريق السويداء – دمشق، والجيش سيتحرك ضد أي تهديد محتمل.”
وشدد على أن “قوات الجيش ستظل متمركزة في “جبل الشيخ” السوري، بزعم “ضمان أمن (مستوطنات) الجولان وشمال إسرائيل وسكان الدولة كافة”، وفق تعبيره.
ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا واحتلت المنطقة السورية العازلة، كما شنت غارات جوية دمرت مواقع عسكري وآليات وذخائر للجيش السوري.
وبسطت فصائل سوريا تقودها هيئة تحرير الشام سيطرتها على العاصمة دمشق، في 8 ديسمبر 2024، منهيةً 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.