دمشق تكشف عن مفاوضات أمنية سرية مع أنقرة

دمشق - كشف نائب وزير الخارجية السورية بشار الجعفري السبت عن عقد اجتماعات سرية مع حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال الجعفري في حوار على قناة "الميادين" المقربة من النظام السوري إن اللقاءات كانت أمنية بين مسؤولين من النظام ومسؤولين أتراك، لكنها لم تسفر عن شيء.
وأضاف "تركيا تحتل أراضي في سوريا تعادل مساحتها أربعة أضعاف مساحة الجولان".
وتوترت العلاقات بين النظام السوري ونظيره التركي مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، بسبب موقف تركيا المساند للحراك آنذاك، ما استدعى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين.
وتعتبر تركيا من الدول الداعمة للمعارضة السورية والفصائل المقاتلة إلى جانب نشر نقاط عسكرية لها داخل محافظة إدلب وريف حلب، وفي منطقة شرق الفرات.
ويتهم النظام السوري تركيا بأنها تدعم ما يطلق عليه "مجموعات إرهابية" وتسعى إلى تقسيم سوريا.
وسبق أن تحدثت بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد عن عقد لقاءات أمنية بين النظام وتركيا، لكنها لم تقدم شيئا، بحسب تعبيرها.
وفي عام 2019 أعلن الرئيس التركي عن وجود قنوات استخباراتية مع النظام السوري على مستوى منخفض.
وحمّل الجعفري تركيا مسؤولية قطع المياه عن السوريين في شمال البلاد، معتبرا أنه "لا يعبر عن حسن الجوار".
وطالب الجعفري تركيا بالالتزام باتفاقية أضنة، واتفاق تقاسم المياه، قائلا إنّ الأتراك "يلحسون توقيعهم بكل سهولة".
ويعود اتفاق "أضنة" الذي جعله أردوغان مرجعية لوجوده العسكري في سوريا إلى العام 1998، أيام الرئيسين الراحلين، السوري حافظ الأسد، والتركي سليمان ديميريل، إثر أزمة سياسية حادة بين الدولتين، سببها اتهام تركيا لسوريا بإيواء ودعم حزب العمال الكردستاني، واستضافة زعيمه عبدالله أوجلان، والذي أبعده نظام حافظ الأسد من سوريا إرضاء لتركيا التي كانت هددت باجتياح الأراضي السورية، قبل توقيع الاتفاق.
وفي حديثه عن الانتخابات السورية، اعتبر الجعفري أنه ثبت للجميع أن هذه الانتخابات مقياس الانتصار والهزيمة عند البعض، مضيفا أن تصويت بشار الأسد في دوما "هو ذروة الإعلان عن النصر".
وأضاف الجعفري أن "الغرب يخطئ معنا عندما يفرض معاييره الانتخابية علينا ولا يمكن لأحد أن يقبل بهذا"، وأن "دمشق عادت لتلعب دورا في المشهد الإقليمي، ولتفرض نفسها كرقم لا يمكن تجاوزه".
وأجريت الانتخابات السورية في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وسط رفض غربي وأممي، إذ يعتبرها الموقف الغربي غير شرعية طالما لم تنفذ في إطار قوانين الأمم المتحدة.
وفاز في الانتخابات بشار الأسد بنتيجة 95.1 في المئة أمام مرشحين مغمورين.
ويرى الجعفري أن الكثير من القوى التي طرحت نفسها على أنها معارضة، "تفككت"، وأن إعادة فتح السفارات في دمشق مؤشر على أن سوريا لم تعد كما كانت منذ 10 سنوات.
واعتبر أن "السبب الرئيسي للصدام مع المصالح الغربية هو المشروع الإسرائيلي في المنطقة"، لافتا إلى أن "مفردات الطائفية والمذهبية لم تعد تؤثر في السوريين، والوعي السوري هو أحد أسباب انتصارنا".
وأكد أنه "لولا وجود روسيا والصين في مجلس الأمن لكانت الأمور أسوأ مما هي عليه اليوم"، وأن "الغربيين شكّلوا خلال 9 سنوات 8 لجان للتدخل في الشؤون السورية".
وعن الاقتصاد السوري، قال الجعفري إن الواقع الاقتصادي يفرض نفسه على القيادة في سوريا، من حيث إزالة العقوبات التي ستكون أولوية الحكومة في المرحلة المقبلة.
وتتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرا في العالم للعام الفائت 2020 بنسبة بلغت 82.5 في المئة من السكان، الذين يصنفون تحت خط الفقر ويعانون من صعوبة في الحصول على الغذاء والدواء، ويفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية.
ويعاني السوريون من عدة أزمات اقتصادية ومعيشية تثقل كاهلهم، في ظل غياب التغيير في سياسات حكومة النظام الاقتصادية والمالية، رغم استمرار وعودها بانفراج الأزمات منذ سنوات.
ومع رفض النظام السوري أي حلول سياسية مقترحة، وعدم التزامه بقرارات الأم المتحدة لإنهاء النزاع في سوريا، ضيّقت العقوبات الأميركية والأوروبية خلال السنوات السابقة الخناق عليه، واستنزفت الاقتصاد الذي يديره، ورافق ذلك تفشي جائحة فايروس كورونا وما خلّفته من آثار اقتصادية.