دمشق تطالب أنقرة بسحب قواتها قبل بدء الحوار

موسكو - أكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن لا شروط لدى سوريا للإقدام على خطوة التقارب مع تركيا، ولكن على أنقرة أن تنهي وجودها في الأراضي السورية ووقف دعمها لـ"الإرهاب" في سوريا.
ويعتبر تصريح المقداد حول التقارب مع تركيا أول تصريح رسمي، منذ أن أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن نية بلاده للتقارب من دمشق، ليؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن على بلاده تنفيذ خطوات إيجابية باتجاه سوريا.
وقال المقداد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو الثلاثاء "نؤكد على المبادرات التي تقوم بها روسيا وإيران لإصلاح ذات البين بين سوريا وتركيا، ولكن يجب أن يكون على أساس احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤون سوريا ووقف دعم المسلحين والانسحاب من الأراضي السورية وحل قضايا المياه".
وأضاف أن "هناك استحقاقات يجب أن تتم لإصلاح العلاقات مع تركيا وليست لدينا شروط، ولكن يجب إنهاء الاحتلال التركي"، متابعا "إذا قررنا الاتفاق نحن وتركيا فيعني أنه يجب ألا يكون هناك إرهاب في تركيا ولا إرهاب في سوريا".
وأكد لافروف أن أي تصعيد في العمليات العسكرية في سوريا، سيكون أمرا "غير مقبول".
وتأتي هذه التصريحات بهدف إقناع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتراجع عن شن حملة عسكرية جديدة في شمال سوريا.
وأضاف لافروف أن روسيا وسوريا تتطلعان إلى التفاوض مع تركيا "لمنع أي عمل عسكري جديد". وتابع "ممكن العودة إلى الاتفاقات بين سوريا وتركيا عام 1998".
وجاء ذلك بعد ساعات قليلة على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية التركي بأن بلاده ليست لديها شروط مسبقة لإجراء حوار مع الحكومة السورية، في إشارة إلى المزيد من التخفيف في موقف أنقرة تجاه دمشق بعد عقد من العداء.
ودعمت تركيا مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري، وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في بداية الصراع المستمر منذ 11 عاما.
لكن قادة المخابرات في البلدين حافظوا على اتصالاتهم، وتشير التعليقات الأخيرة من حكومة أردوغان إلى تحرك نحو الاتصالات السياسية، مما يثير قلق خصوم الأسد في الجيب المتبقي من سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة.
وقبل أسبوعين، قال جاويش أوغلو إنه يتعين جمع المعارضة السورية والحكومة للمصالحة بينهما، وقال أردوغان إن العلاقات الدبلوماسية لا يمكن قطعها بالكامل.
وبعد زيارة روسيا، التي تدعم الأسد بقوة، قال أردوغان إن الرئيس فلاديمير بوتين اقترح أن تتعاون تركيا مع الحكومة السورية على طول حدودهما المشتركة، حيث يخطط أردوغان للمزيد من التوغل العسكري ضد المقاتلين الأكراد السوريين الذين يقول إنهم يشكلون تهديدا أمنيا.
وتقول تركيا، التي نفذت أربع عمليات عسكرية في شمال سوريا منذ عام 2016، إنها تنشئ منطقة آمنة يمكن أن يعود إليها حوالي 3.6 مليون لاجئ سوري تستضيفهم حاليا.
وردا على سؤال حول احتمال إجراء محادثات، قال جاويش أوغلو إن المحادثات لا بد أن تكون لها أهداف محددة.
وأضاف جاويش أوغلو لقناة "خبر غلوبال"، "لا يمكن أن يكون هناك شرط للحوار، لكن ما الهدف من هذه الاتصالات؟ البلاد تحتاج إلى التطهير من الإرهابيين... الناس بحاجة إلى العودة".
وتابع "لا شروط للحوار، لكن ما الهدف منه؟ من الضروري أن تكون له أهداف".
وكشف جاويش أوغلو في وقت سابق من هذا الشهر أنه تحدث لفترة وجيزة مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في العام الماضي على هامش اجتماع دولي، رغم أنه قلل من أهمية اجتماعهما.
وردا على سؤال الأسبوع الماضي حول احتمال إجراء محادثات مع دمشق، نقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله إنه لا يمكن قطع الدبلوماسية بين الدول بالكامل، وإن هناك "حاجة إلى اتخاذ المزيد من الخطوات مع سوريا".
وتظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص يوم الثاني عشر من أغسطس في بلدة أعزاز، التي تسيطر عليها قوات المعارضة المدعومة من تركيا، وتعهدوا بمواصلة معارضتهم للأسد.