دمشق تسمح للمرة الأولى منذ الزلزال بدخول مساعدات لإدلب

النيرب (سوريا) - دخلت قافلة مساعدات من الأمم المتحدة الجمعة إلى آخر أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا قادمة من مناطق سيطرة الحكومة للمرة الأولى منذ الزلزال المدمر، وفق مصادر إعلامية.
وتأتي هذه الخطوة بينما تسعى دمشق لتفكيك عزلتها الدولية بعدما تفككت عزلتها في محيطها العربي واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية وحضر الرئيس بشار الأسد القمة العربية التي استضافتها السعودية.
وتتمسك الحكومة السورية بأن مرور أي شحنة مساعدات دولية لمناطق سيطرة المعارضة يجب أن تمر عبرها وبالتنسيق معها لكسر حلقة العزلة الدولية ولفرض الاعتراف الدولي بشرعيتها.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد أعلنا رفضهما لأي تطبيع للعلاقات مع دمشق وعبرا عن رفضهما أيضا للانفتاح العربي والتركي على سوريا بعد سنوات من القطيعة.
واليوم الجمعة عبرت عشر شاحنات محملة بالمساعدات وقد علقت عليها لافتات لبرنامج الأغذية العالمي من مدينة سراقب، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي إلى مدينة النيرب قبل أن تتوجه إلى مراكز تخزين المساعدات قرب الحدود التركية.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي في 13 يونيو/حزيران أنه اضطر إلى تخفيض مساعداته للسوريين الذين يعتمدون عليها من 5.5 ملايين شخص إلى 2.5 مليون شخص جراء أزمة تمويل.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة على تويتر أن قافلة الجمعة هي الحادية عشر التي تعبر إلى شمال غرب سوريا "عبر الخطوط" الداخلية.
وقال مصدر إنساني في إدلب إنها قافلة المساعدات الأولى التي تدخل من مناطق سيطرة دمشق عبر معابر داخلية منذ يناير.
وتدخل مساعدات الأمم المتحدة إلى مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في شمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بموجب قرار صادر من مجلس الأمن الدولي ومن مناطق سيطرة الحكومة عبر معابر داخلية.
وقد وافقت الحكومة السورية على فتح معبرين حدودين آخرين مع تركيا لفترة مؤقتة بعد وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير.
لكن المساعدات الأممية لم تدخل عبر المعابر الداخلية إلى إدلب منذ ما قبل الزلزال. وكانت هيئة تحرير الشام في حينه رفضت استقبال أي مساعدات من مناطق سيطرة الحكومة.
وتسيطر الهيئة على نحو نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. وتؤوي المنطقة ثلاثة ملايين شخص، غالبيتهم من النازحين.
ومنذ مارس 2020، يسري وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو حليفة دمشق وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة، بعد هجوم واسع لقوات النظام تمكنت خلاله من السيطرة على نصف مساحة إدلب.
وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفا متبادلا تشنه أطراف عدة. كما تتعرض لغارات من جانب قوات النظام وروسيا رغم أن وقف إطلاق النار لا يزال صامدا إلى حدّ كبير.
وتشهد المنطقة منذ أيام تبادلا للقصف عند خطوط التماس أودى لسقوط قتلى وجرحى بينهم مدنيون.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.