دمشق تخلي موقعا عسكريا يستخدمه حزب الله في مهاجمة إسرائيل

إخلاء موقع تمركز القوات السورية بالقرب من خط اتفاق وقف إطلاق النار بريف القنيطرة على الحدود مع الجولان تلبية لطلب قوات اليونفيل.
السبت 2024/02/24
انسحاب لعدم التورط في حرب غزة

دمشق /لندن - أخلت القوات السورية موقعاً عسكرياً بالقرب من خط اتفاق وقف إطلاق النار بريف القنيطرة على الحدود مع الجولان السوري وذلك بطلب من القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن في بيان صحافي اليوم السبت، إن "قوة عسكرية من اللواء 90 التابع لقوات النظام برفقة قوات يونيفيل توجهت لإخلاء الموقع في منطقة تل الكروم بريف القنيطرة وإعادة تموضعها في منطقة قريبة منه".

ومن جانبه، نقل موقع "صوت العاصمة" عن مصادر تأكيدها أن عملية إخلاء الموقع تمت خلال اليومين الماضيين، مضيفة أن العملية جاءت تلبية لطلب قوات حفظ السلام "يونيفيل"، والتي طالبت قوات النظام بعدم التواجد في الموقع مجدداً بسبب تكرار زيارات عناصر من حزب الله اللبناني.

وبدأت مجموعات تابعة لحزب الله اللبناني باستخدام مواقع قوات النظام القريبة من الحدود مع الجولان في ريفي القنيطرة ودرعا الغربي، لا سيما تلي الجموع والكروم، من أجل إطلاق صواريخ نحو مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل، وذلك منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما يرد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي وجوي على مواقع عسكرية للنظام.

واستهدفت مسيّرة إسرائيلية في ديسمبر الماضي سيارة تقل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة قياديين بميليشيا حزب الله في محافظة القنيطرة، تسبّبت في مقتلهم جميعاً.

والأسبوع الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مستودع أسلحة لقوات النظام السوري في ريف درعا، عبر غارة جوية، ما أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة داخله.
وبحسب تجمع "أحرار حوران"، فإن الموقع المستهدف هو "مستودعات الكم" للأسلحة والذخائر الواقعة شرقي جسر بلدة محجّة في ريف درعا الشمالي، والتابعة لقوات النظام السوري.

وسبق الهجوم، قيام الميليشيات الإيرانية، بقصف مواقع في الجولان المحتل برشقة من صواريخ "كاتيوشا" لكنها سقطت في أماكن مفتوحة من دون تسجيل أضرار، فيما رد الجيش الإسرائيلي على مصادر النيران ومواقع تل الجابية في محيط مدينة نوى، ومنطقة الحرش الواقعة غربي بلدة تسيل في ريف درعا الغربي، وفق التجمع.

وقال المرصد السوري إن الشرطة العسكرية الروسية سيرت الجمعة دورية تفقدية في ريف القنيطرة بالقرب من الجولان السوري المحتل"، مشيرا إلى أن الدورية تتألف من ثلاث عربات عسكرية، تجولت في المنطقة تزامنا مع تحليق الطيران المروحي الروسي على علو منخفض في سماء المنطقة لتأمين الحماية لها.

وأشار إلى أن الدورية انطلقت من نقاط تمركز القوات الروسية في بلدة المعلقة وجابت قرى وبلدات المعلقة والتلول الحمر والرفيد والأصبح ومن ثم عادت أدراجها لنقاط تمركزها في المعلقة".

وكانت القوات الروسية أعلنت بداية أكتوبر الماضي، عن خلو منطقة فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان المحتل، من كامل الأسلحة الثقيل عقب تهديدات إسرائيلية سبقها ضربات جوية على مواقع داخل الأراضي السورية.

وجاءت التطمينات الروسية حول المنطقة، بالتزامن مع التصعيد العسكري الإسرائيلي والذي تمثل باستهداف مواقع لقوات الأسد في طرطوس بالساحل السوري في 4 من أكتوبر الحالي، والتهديدات الإسرائيلية اليومية بملاحقة إيران داخل الأراضي السورية.

وأكدت القوات الروسية حينها أن خبراء الألغام السوريين بدأوا بإزالة الألغام من المنطقة الفاصلة بين الجانبين، بعد أن تم تحريرها ممن أسماهم "الإرهابيين"، في إشارة لفصائل المعارضة السورية.

وتحاول روسيا أن تلعب دور الوسيط بين إسرائيل وقوات الأسد في تهدئة الجبهة الجنوبية الفاصلة بين البلدين، رغم التهديدات الإسرائيلية التي تطال النظام السوري للضغط من أجل خروج القوات الإيرانية من سوريا.

واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان التابعة لسوريا في حرب 1967، ونقلت بعدها مستوطنين إلى المنطقة ثم أعلنت ضمها إليها في 1981، وتحاول الحصول على تأييد دولي يضمن الاعتراف بسيادتها على الجولان.