"دكة العبيد".. شاهد تريد حصة من سوق البث عالميا

تعمل مجموعة “إم.بي.سي” الإعلامية السعودية على زيادة المحتوى الأصلي على منصتها “شاهد”، وبدأت في السنوات الأخيرة التحضير لإنتاجات ضخمة ومنها “دكة العبيد”، لتثبيت نفسها كأبرز وأكبر مزوّد للمحتوى الأصلي النوعي للجمهور العربي وحجز مكان لها عالميا.
الرياض - تستعد منصة “شاهد” التابعة لمجموعة “إم.بي.سي” السعودية لإطلاق إنتاجها الأصلي مسلسل “دكة العبيد” هذا الشهر، وهو من إنتاج أستوديوهات “إم.بي.سي”.
ويتكون المسلسل من تسع حلقات. ويروي خمس قصص تدور أحداثها في وقت واحد في أنحاء مختلفة من العالم، وهو من إخراج التونسي الأسعد الوسلاتي وتأليف الكويتية هبة مشاري حمادة اقتباسا عن رواية الخيال العلمي “حوجن” للكاتب السعودي إبراهيم عباس التي حققت نجاحا كبيرا.
وتم دمج جميع القصص الخمس التي تدور أحداثها في القرن العشرين معًا عندما يقع بطل كل قصة في العبودية. ويضم المسلسل ممثلين عالميين من بينهم فايز بن جريس والعنود سعود وهاشم نجدي وحنين تركستاني ونواف الضفيري ونغم المالكي ومرزوق الغامدي وسعيد القحطاني وشيام كيشور وجانيك تشارلز وكريس جوردون، بالإضافة إلى ملكة جمال الهند السابقة أبكشا بوروال وآخرين.
وقد تم تصوير فيلم “دكة العبيد” في 104 مواقع تصوير في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا. وتم بناء أكثر من 35 تصميمًا داخليًا وخارجيًا تصور السفن من القرن العشرين حصريًا للمسلسل لتمثيل المشاهد في البحر بدقة. كما تم إنشاء ما مجموعه 4700 زي مخصص حصريا للمسلسل.
يذكر أن مجموعة “إم.بي.سي” البارزة في العالم العربي والتي تعد حجر الزاوية في القوة الناعمة السعودية، تعمل على زيادة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، حيث من المقرر أن تنضم مجموعة كبيرة من المشاريع الكبيرة قيد الإعداد حاليا إلى البث بعد انتهاء “دكة العبيد”.
وتعد “إم.بي.سي” في طليعة الازدهار الحالي في صناعة الإعلام السعودية، والتي تسارعت من خلال النمو في عدد المشتركين في منصة “شاهد”.
وقالت زينب أبوالسمح المدير العام لأستوديوهات “إم.بي.سي” في السعودية إن لدى المؤسسة ما يقرب من 20 مشروعا تلفزيونيا وسينمائيا في مراحل مختلفة تتطلع إلى الضوء الأخضر لإنتاج البعض منها. وأضافت أنه “في ما يتعلق بالمحتوى، ‘إم.بي.سي’ بشكل عام ترفع سقف التوقعات حول المنطقة”.
وتستعد أستوديوهات “إم.بي.سي” لإنتاج فيلم عن سفينة نوح بعنوان “فلك” بميزانية تفوق الـ100 مليون دولار. ويخطط لتصوير الفيلم في نيوم، المدينة السعودية المستقبلية قيد الإنشاء على حافة البحر الأحمر. وتستعد “إم.بي.سي” أيضا لإنتاج عمل بعنوان “أرامكو - صعود النفط” يروي “القصة الأصلية للأميركيين الأوائل الذين جاؤوا ليجدوا النفط، وصداقتهم مع البدو”. كما تستعد “إم.بي.سي” لإنتاج عمل يروي السيرة الذاتية للمحارب/ الشاعر في فترة ما قبل الإسلام عنترة بن شداد الذي يتم الاحتفال به في الذاكرة العربية الجماعية كشخصية أسطورية.
وسبق للرئيس التنفيذي للمجموعة مارك أنطوان داليوين أن كشف عن رؤية “إم.بي.سي” لـ”شاهد” على مدى العامين المقبلين وأهدافها المتوخّاة، وهي على حدّ قوله “مضاعفة حجم استثماراتنا على نحو ضخم في مجال المسلسلات بوتيرة 4 أضعاف، بحيث يكون جلّها من الأعمال الأصلية والحصرية”. كما كشف داليوين بالأرقام أنه خلال السنوات العشر الأخيرة أنتجت “إم.بي.سي” واستحوذت على نحو 46000 ساعة من المحتوى الترفيهي العربي، بقيمة إجمالية تُقدَّر بنحو 1.3 مليار دولار أميركي، وهو ما يتضمن 26000 ساعة من الإعلام والترفيه وغيره من أنماط المحتوى، و20000 ساعة من المسلسلات التلفزيونية التي يفوق عددها الـ600 مسلسل.
ومع زيادة الاستثمار في الإنتاجات المحلية والإقليمية عبر “مسلسلات شاهد الأصلية” و”عروض شاهد الأولى”، تحاول “شاهد VIP” تثبيت نفسها كأبرز وأكبر مزوّد للمحتوى الأصلي النوعي العربي للجمهور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وما ورائهما.
وتواصَلَ القيّمون على منصتي “شاهد” و”شاهد VIP” مع المستخدمين، وأصغوا بعنايةٍ إلى ملاحظاتهم وآرائهم، وذلك من أجل توفير أفضل تجربة استخدام لجميع روّاد المنصة ومشتركيها. وتماشياً مع إستراتيجيتها في تمكين المستخدمين من الولوج إلى المنصة من أي مكان حول العالم، طرحت “شاهد” خياراً يمكّن المستخدم من تصفح المنصة بـ”اللغة الإنجليزية”، وذلك بهدف استقطاب شريحة أوسع من الجمهور العالمي.
وقال جاكوب ميجلهد أندرسن رئيس المحتوى في “شاهد” إن الاختلاف الذي يطرأ يوميا على كيفية استخدامنا للمحتوى الإعلامي كمشاهدين يقابله ازدياد في الطلب على المحتوى المرتبط تحديدا بقصص المنطقة، ويستطرد قائلا “تشهد المجتمعات في العموم تطورا مستمرا. من هنا، نجد أن المشاهد العربي بات اليوم توّاقا لمتابعة تشكيلة واسعة من الإنتاجات النوعية الناطقة باللغة العربية، وأعني بذلك الإنتاجات التي تحمل أبعادا وعناوين ورسائل ترتبط بواقع المنطقة وحاضرها وحضارتها وتاريخها وكذلك مستقبلها.. تلك القصص الاجتماعية والثقافية الفريدة بنوعيتها وأنماطها الدرامية، والتي لم يَسبق لها أن رُوِيَت أو عُرضت على الشاشات”.
وأكد أندرسن “نحن الروّاد في تقديم هذا النمط من الإنتاجات الأصلية النوعية التي تتمتع بمستوى عال فنيا ودراميا، ناهيك عن قدرتها على الولوج إلى عقول وقلوب الجمهور العربي في مختلف البلدان والمناطق”.
يذكر أن اشتراكات البث حسب الطلب تلقى رواجا واسعا في دول الخليج، حيث يشترك المستخدمون في ما معدله ثلاث خدمات بث فيديو حسب الطلب، وفقًا لتقرير جديد صادر عن شركة الاستشارات العالمية أوليفر وايمان.
واستطلعت شركة الاستشارات العالمية 13500 مستهلك في 10 دول بما في ذلك السعودية والإمارات والكويت.
وخلصت النتيجة إلى أن الجمهور في الإمارات يشترك في معظم خدمات الفيديو حسب الطلب (VOD) بمتوسط 3.1 خدمات لكل شخص، تليها السعودية بـ3 ثم الكويت بـ2.5.
وفي البلدان الثلاثة، قال أقل من ربع المستجوبين إنهم لا يصلون إلى أي خدمة بث. وكان هذا الرقم هو الأدنى في الإمارات بنسبة 12 في المئة وأعلى في السعودية بنسبة 20 في المئة والكويت بنسبة 22 في المئة.
ويعتبر المستهلكون الخليجيون من بين الأكثر تقدمًا في العالم حيث يشتركون في المتوسط بـ2.9 خدمة للفرد، أي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة حيث يمتلك كل شخص 4.7 اشتراكات في المتوسط.
وعلاوة على ذلك، تتقدم منطقة الخليج على أوروبا وكندا حيث يمتلك الأفراد 2.6 و2.8 اشتراك في المتوسط على التوالي. وهي أيضًا المنطقة التي تتمتع بأعلى إمكانات نمو لخدمات الفيديو حسب الطلب، حيث قال 75 في المئة إنهم يتوقعون زيادة عدد هذه الخدمات التي يشتركون بها مقارنة بنسبة 37 في المئة في أوروبا و29 في المئة في الولايات المتحدة.
وفي منطقة الخليج، أظهرت السعودية أعلى رغبة في النمو من بين الدول العشر التي شملها الاستطلاع مع احتمال زيادة الاشتراكات بنسبة 80 في المئة.
80
في المئة من السعوديين سيزيدون اشتراكات البث متجاوزين الولايات المتحدة
وقال نادر كوبروسلي شريك أوليفر وايمان لممارسات الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا في تصريح لـ”عرب نيوز” إن “من الواضح أن هذا يمثل فرصة كبيرة لخدمات البث في البلاد”. وعزا إمكانات النمو في المملكة إلى “الشعور العام الإيجابي في الدولة، مدفوعًا بالتوقعات الاقتصادية القوية والتحول”، فضلاً عن أن “الشباب والسكان المرتبطين رقميًا سيتجهون أيضًا لاعتماد خدمات بث الفيديو في البلاد في المستقبل”.
وتعتبر الفئة العمرية الأقل من 25 عامًا هي الأكثر احتمالًا لزيادة الاشتراكات. وأضاف كوبروسلي “على الرغم من وجود شريحة دخل منخفضة، إلا أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا هم عمومًا المحركون الأوائل في التحول إلى الرقمية، لذلك نتوقع أن يظلوا المحرك الرئيسي لنمو اشتراكات الفيديو حسب الطلب في دول مجلس التعاون الخليجي”.
وشمل استطلاع أوليفر وايمان العالمي لوسائل الإعلام المنزلية أكثر من 13500 شخص في 10 دول هي السعودية والإمارات والكويت وأستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
ومن المرجح أن يزيد الطلب على اشتراكات بثّ المحتوى عبر الإنترنت ليتجاوز الاشتراكات التلفزيونية بحلول عام 2025.