دعوة العاهل المغربي إلى تعزيز العلاقات تخلف أصداء إيجابية في إسبانيا
مدريد - لاقت دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى تعزيز العلاقات مع إسبانيا وأوروبا أصداء إيجابية واسعة في مدريد ودول الاتحاد الأوروبي اللتين وجهتا بدورهما دعوة إلى ترسيخ الروابط مع المغرب.
وساد التوتر في الأشهر الأخيرة العلاقات بين إسبانيا والمغرب، خصوصا بسبب استضافة مدريد زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، ما أثار غضب الرباط. وزاد من تعميق الأزمة تدفق نحو 8 آلاف مهاجر غير نظامي منتصف مايو الماضي، بينهم قاصرون، من المغرب إلى جيب سبتة وهو ما اعتبره مسؤولون إسبان وأوروبيون محاولة من الرباط للضغط على مدريد، بعد استقبالها غالي، فيما نفى المغرب نفيا قاطعا استخدام قضية الهجرة غير النظامية، كورقة ضغط وابتزاز لإسبانيا.
وقال رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز إنّه يودّ "شكر ملك المغرب على تصريحاته"، مضيفا "اعتبرنا المغرب حليفا استراتيجيا على الدوام"، وواصفا البلدين بأنهما "حليفان وصديقان وجاران" تجمعهما علاقات "متفردة وعميقة".
وسعت مدريد إلى التصعيد من خلال العديد من التحركات، على غرار محاولة انتزاع إدانة من الاتحاد الأوروبي للمغرب بسبب دخول مهاجرين مغاربة إلى البلاد.
والجمعة أعرب الملك محمّد السادس في خطاب بمناسبة الذكرى الثامنة والستّين لثورة الملك والشعب عن رغبته في "إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار"، متحدثا عن إسبانيا وفرنسا على وجه الخصوص.
وقال العاهل المغربي إن العلاقات مع إسبانيا "مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها، غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية".
وقال رئيس الحكومة الإسبانية خلال مؤتمر صحافي جمعه مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل "في الواقع، فإنه على الثقة والاحترام والتعاون الحاضر والمستقبلي يمكننا بناء علاقات أقوى من التي تجمعنا حاليا"، مشددا على تفرد وعمق العلاقات التي تجمع المغرب وإسبانيا.
ويدلّ خطاب الملك محمّد السادس وتصريحات رئيس وزراء إسبانيا على تحسن ملموس قد تشهده العلاقات بين البلدين، ورغبتهما في إنهاء الأزمة الدبلوماسية.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل "نعرب عن ترحيبنا بما قاله ملك المغرب"، مضيفا أنّ "المغرب شريك لإسبانيا، ولكن أيضا للاتحاد الأوروبي".
