دعوة إلى مناظرة علنية في المغرب تفتح باب النقاش حول أكاذيب التعذيب

معتقل سابق يكشف أساليب مدان بالإرهاب في خداع الرأي العام.
الاثنين 2024/10/21
الابتزاز لا ينجح

فتح معتقل مغربي سابق في قضايا الإرهاب النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي حول زيف الادعاءات التي يتم الترويج لها بشأن التعذيب في السجون، داعيا صحافية حاورت أحد المدعين إلى تنظيم مناظرة علنية معه لكشف التضليل للرأي العام وإثبات زيف هذه القصص.

الرباط - دعا إبراهيم عقراش المعتقل السابق في قضايا الإرهاب في المغرب، الصحافية هاجر الريسوني التي حاورت علي أعراس المدان السابق بالإرهاب إلى تنظيم مناظرة علنية بينهما، لإثبات زيف ادعاءاته بشأن التعذيب في السجون، التي أثارت جدلا واسعا مؤخرا بسبب انتشار التضليل والأخبار الكاذبة بشأنها.

وأكد عقراش رغبته في تفنيد ما وصفه بـ“الأكاذيب” التي تم تداولها حول قضيته. ووجه نداءه إلى الريسوني، مشيرا إلى أن تنظيم هذه المناظرة سيسمح له بممارسة حقه في الرد.

ويهدف عقراش من خلال هذه الدعوة إلى فتح نقاش شفاف حول الملابسات التي أحاطت بفترة سجنه، وما يراه من اتهامات باطلة يروج لها أعراس. وأضاف أن هذه المناظرة ستشكل فرصة لكشف التفاصيل الحقيقية وتبديد الشكوك التي أثيرت حوله، سعيا لإزالة أي لبس قد يلتبس على الجمهور بعد أن تحولت قصته إلى قضية رأي عام.

وتأتي هذه الدعوة في سياق محاولات عقراش لإعادة صياغة روايته للأحداث والدفاع عن صورته أمام ما يصفه بالحملات التضليلية، ما جعل مواقع التواصل تنتظر تفاعلات محتملة من أطراف القضية، ومدى استجابتهم لهذه المناظرة المقترحة، وعلق ناشط:

وطلب عقراش من خلال هذا الفيديو إجراء حوار بسيط مع هاجر الريسوني مؤكدا لها أنه سيكتفي بـ20 دقيقة حتى ساعة واحدة عكس ما خصصته للمدعو أعراس بعد أن حاورته لمدة ساعتين.

يا ترى هل ستقبل #هاجر_الريسوني هذا الطلب، خاصة وأنها تعتبر نفسها صحافية حرة ومستقلة؟ فعدم استدعاء #عقراش سيعتبر تحيزا كبيرا لطرف على حساب آخر، وسيضعها في إحراج كبير.

وانتقد العديد من المتابعين خطوة الريسوني في محاورة إرهابي معروف بعدائه للبلاد والترويج للمعلومات المضللة بهدف تشويه صورة المملكة، وقال أحد المعلقين:

وأفادت ناشطة:

وكانت المقابلة التي أجرتها الصحافية الريسوني قد أثارت الجدل منذ الإعلان عنها، فكتبت ناشطة:

وخلال الأيام الماضية، كشف عقراش في شريط مقطع فيديو على حساباته في موقع للتواصل الاجتماعي، “طريقة رسم وافتعال بعض المعتقلين السابقين في قضايا الإرهاب آثار تعذيب وهمية على أجسادهم لتقديم شكايات كيدية في مواجهة السلطات المغربية”.

وفضح عقراش بشكل مباشر المعتقل السابق في قضايا الإرهاب أعراس، الذي كان المسؤول الأول عن التجهيز بالسلاح واللوجستيك لحركة المجاهدين بالمغرب.

واعترف المعتقل السابق بأنه هو من رسم آثار التعذيب الوهمية على ظهر علي أعراس، مستعملا قلم حبر جاف ومنديلا ورقيا، وبأن تلك الآثار المزعومة كانت جزءًا من “مسرحية درامية محبوكة مثّلها علي أعراس لتضليل الرأي العام واستهداف صورة المغرب”.

وتأكيدا لكلامه قدّم عقراش تجربة قصيرة عبارة عن مشهد تمثيلي، رسم من خلاله آثارا وهمية للتعذيب على ظهر رفيق له تطوع لهذا الدور، مؤكدا أن هذه الطريقة هي نفسها التي اعتمدها للرسم على ظهر أعراس، وتناقلت مواقع التواصل هذه الفيديوهات وعلق مدون عليها:

@AdMeghribi

بالصوت والصورة، المعتقل السابق #إبراهيم_عقراش يكشف مرة أخرى التمثيلية الخبيثة التي استخدمها #علي_أعراس لإظهار آثار التعذيب على جسمه.

وكذلك كشف معتقلون سابقون معه بنفس السجن كذبه حول عدم معرفته إبراهيم عقراش وأنه لم يلتقيه من قبل فيديوهات توثق كذب المهرج علي أعراس.

وخلال الفيديوهات هاجم عقراش زميله السابق في الزنزانة علي أعراس، إذ وصفه بـ“المنافق والكذاب والانتهازي وناكث العهد”، كما اتهمه بـ“الارتماء في خدمة أعداء المغرب وتصريف أجندات الانفصال”.

يذكر أن النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط تفاعلت مؤخرا مع تصريحات سابقة لعقراش، اتهم فيها علي أعراس بافتعال آثار وهمية للتعذيب والتبليغ عن جريمة غير واقعية يعلم بعدم حدوثها، إذ أمرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بفتح بحث قضائي وترتيب المسؤوليات القانونية في مواجهة أعراس الهارب ببلجيكا.

واستغلت وسائل إعلام جزائرية هذه الضجة لتبني تصريحات أعراس والترويج لها رغم أن الأخير لديه سجل إرهابي، حيث تورّط في دعم وإسناد الحركات الانفصالية التي تُموّلها الجزائر، هو تطرف جديد من مظاهر الراديكالية، الذي كان أول من أغرق المغرب بالأسلحة النارية بغرض استخدامها في تنفيذ أعمال إرهابية، كانت تنشد تحويل المغرب إلى بؤرة إقليمية من بؤر التوتر الإرهابي عبر العالم.

وقد فضح عبدالقادر بلعيرج، الذي تم تفكيك خليته الإرهابية العابرة للحدود الوطنية في فبراير 2008، تورط علي أعراس في تهريب الأسلحة والذخائر لفائدة تنظيمه الإرهابي، وكشف أن هذا الأخير كان هو “العنصر المسؤول عن التواصل والتنسيق مع قادة تنظيم الجماعة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال”.

وحاول أعراس في الكثير من المناسبات تبييض ماضيه الإرهابي وحاضره الانفصالي، عبر حملة ممنهجة من الكذب والتحريف ونشر الأخبار الزائفة.

فقد راهن في البداية على مزاعم “تعرضه للتعذيب خلال مدة سجنه بالمغرب”، وهي الادعاءات التي تم إثبات زيفها من خلال الخبرة الطبية المشتركة التي عهد بها لخمسة أساتذة في الطب، في تخصصات مختلفة، والذين أكدوا أن الفحص الطبي الذي باشروه طبقا لأحكام بروتوكول إسطنبول، أوضح انتفاء وجود أي آثار أو علامات للعنف على علي أعراس.

5