دعوات متزايدة لمكافحة الفساد في قطاع النفط بليبيا

مقال بجريدة "ذا تلغراف" البريطانية يتحدث عن استغلال الثروة النفطية الهائلة التي تملكها ليبيا لإحباط أي سعي للانتقال الديمقراطي.
الأحد 2024/08/04
في دائرة الاتهام

لندن - تصاعدت الدعوات المطالبة بضرورة وضع حدّ لممارسات الفساد التي تطال قطاع النفط في ليبيا في الفترة الأخيرة، حيث أكد عضو مجلس اللوردات البريطاني وزير القوات المسلحة اللورد نيكولاس سومز أن مكافحة الفساد النفطي في ليبيا ينبغي أن تكون أولوية للقوى الغربية مثل بريطانيا، وأن تجاهل هذا الفساد “يضع ليبيا على طريق الدمار”.

وحذر عضو مجلس اللوردات البريطاني، في مقال نشرته جريدة “ذا تلغراف” البريطانية، الجمعة من تركيز روسيا على القارة الأفريقية كجبهة جديدة لتوسيع نطاق نفوذها ومصالحها خارج أوكرانيا، ويؤكد أنه “لا يمكن للغرب غض الطرف”.

وأفاد اللورد سومز، وهو حفيد ونستون تشرشل، بأنه “على الرغم من التداعي على الجبهة الأوكرانية، لا يمكن أبدا الاستهانة بفلاديمير بوتين، ورغم أن المجهود الحربي دفعه إلى إبرام صفقات مع دكتاتوريين أمثال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلا أنه لا يزال خبيرا تكتيكيا”.

ويشير إلى أن فلاديمير بوتين الذي قضى 24 عاما في رئاسة روسيا يواصل تعزيز توغل روسيا مستخدما العديد من الطرق السرية، ومستغلا الأحداث الدولية لضمان منافع لبلده روسيا في كل مناسبة.

وبعد تعثره في أوكرانيا تحول بوتين إلى أفريقيا باعتبارها جبهة جديدة يمكن من خلالها تحدي المصالح والقيم الغربية، ملوحا بما وصفه بـ”جزرة الفساد” لدعم الفصائل السلطوية داخل الأنظمة الديمقراطية المتعثرة.

ويقول اللورد سومز إنه في منطقة الساحل ودول مثل جمهورية أفريقيا الوسطى “تمكن بسرعة من تكوين صداقات مع أولئك الذي يحتقرون حقوق الإنسان والديمقراطية، في حين يستخدم التكنولوجيون السياسيون من مجموعة فاغنر الحملات المضللة لإثارة الفتنة بين الشعوب العادية والغرب”.

سومز حذر من تركيز روسيا على القارة الأفريقية كجبهة جديدة لتوسيع نطاق نفوذها ومصالحها خارج أوكرانيا

ويشير المقال إلى استغلال روسيا للتوترات الأهلية المستمرة في ليبيا والمناوشات بين حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من الأمم المتحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، ولفت إلى “الدعم الكامل الذي قدمه بوتين لمحاولة حفتر إنشاء سلالة حاكمة جديدة تعيد ليبيا مجددا إلى الحكم الدكتاتوري”.

ومكنت تلك الصداقة الناشئة، حسب مقال اللورد سومز، بوتين من إرسال قواته المرتزقة إلى ليبيا وما بعدها، ما تسبب في زعزعة استقرار العديد من بلدان منطقة الساحل في أفريقيا، كما أنها سمحت ببدء النقاشات حول إقامة قاعدة جديدة للغواصات النووية الروسية في ميناء طبرق.

ونبه اللورد سومز إلى أن هذا يضع الاتحاد الأوروبي في مرمى النيران الروسية، ويجعل من البحر المتوسط ساحة معركة جديدة محتملة، قائلا “في اعتقادي، يستحضر هذا في ذهني سيناريو أزمة الصواريخ الكوبية، ولكن هذه المرة مع وجود أوروبا في مرمى النيران وتحول البحر المتوسط إلى ساحة معركة جديدة محتملة لأوروبا الغربية”.

وأضاف “يتعين على قادتنا أن ينتبهوا إلى هذه الألعاب السياسية التي يمارسها بوتين. ورغم أهمية أوكرانيا التي تحتاج إلى دعمنا الكامل، فلا يجوز لنا أن نعتقد أن بوتين لا يفكر إلا في حملة عسكرية واحدة”.

وتابع “من بين الأمور التي ينبغي علينا أن نبدأ بها الآن أن ننظر إلى مصادر القوة بالنسبة إلى حلفاء بوتين الجدد والتأكد من عدم قدرتهم على الازدهار وتشجيع طموحات الكرملين الخطيرة”.

وبخصوص القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر قال اللورد البريطاني إن “الأموال نفسها التي كانت تتدفق إلى الحسابات المصرفية لمعمر القذافي، يتم الآن تحويلها إلى التشكيلات المسلحة التابعة له شخصيا”.

وتحدث المقال عن استغلال الثروة النفطية الهائلة التي تملكها ليبيا لإحباط أي مساعٍ للانتقال إلى الدولة الديمقراطية، مؤكدا “نظريا، من الممكن أن تسهّل الثروة النفطية في ليبيا المسار صوب الرخاء الاقتصادي والدولة الفاعلة في أعقاب ثورة عام 2011، لكن عوضا عن ذلك تم استخدامها لإحباط أي طموح ديمقراطي للشعب الليبي عند كل منعطف”.

ويحمّل اللورد سومز المؤسسة الوطنية للنفط ورئيسها فرحات بن قدارة مسؤولية ما وصفه بـ”فرص ضائعة”، وقال “تلعب المؤسسة الوطنية للنفط، بقيادة فرحات بن قدارة، دورًا محوريًا في تلك الفرص الضائعة، إن الفساد المتزايد وسوء الإدارة مستوطنان داخل المؤسسة الوطنية للنفط وموثقان بشكل جيد”.

2