دعوات لتحويل المساعدات إلى مشاريع صغرى تساعد في إعادة إعمار سوريا

جنيف – قال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاجان شاباجين الجمعة، إن الوقت قد حان لتجاوز العمل الإنساني المباشر المتمثل في توفير الغذاء والأدوية، بالرغم من أن ذلك سيستمر، وتحويل المساعدات الإنسانية إلى مشاريع صغرى لكسب العيش.
وبينما تخرج سوريا من حرب استمرت عشر سنوات، تتحول المساعدات إلى مشاريع أصغر لمساعدة العائلات على زراعة البذور وتربية الأغنام وإيجاد سبل لكسب العيش، وسط عمليات إعادة بناء الاقتصاد المدمر.
وقال شاباجين خلال مقابلة في جنيف بعد عودته من رحلة إلى حمص ودوما، وهما معقلان سابقان لمقاتلي المعارضة استعادت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد السيطرة عليهما، "نريد أن نبدأ الانتقال نحو دعم سبل العيش".
وخلفت عشر سنوات من الحرب السورية أضرارا هائلة بالبنى التحتية واستنزفت الاقتصاد وقطاعاته المنهكة، عدا عن دمار كبير لم يميز بين منزل ومرفق عام أو منشأة طبية أم تعليمية وعملة محلية متدهورة.
وحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة في تقرير صدر في سبتمبر 2020، بلغ إجمالي الخسائر المالية التي مُني بها الاقتصاد السوري بعد ثماني سنوات من الحرب فقط، نحو 442 مليار دولار.
ولقي مئات الآلاف حتفهم في الصراع الذي دفع 11 مليونا، أي حوالي نصف السكان، إلى الفرار من ديارهم.
ويمثل الاقتصاد المنهك التحدي الأكبر الذي يواجه الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما استعاد السيطرة على حوالي 70 في المئة من البلاد.
وعبّر بعض المانحين الغربيين عن ترددهم في تمويل إعادة الإعمار في ظل حكم الأسد، الذي فاز بولاية رابعة الشهر الماضي في انتخابات يقول الغرب إنها اتسمت بالتزوير.
وقال شاباجين إن الدمار هائل في دوما، حيث أدلى الأسد بصوته. وأضاف "ذهبت لرؤية المستشفى، ولم يتبق شيء سوى أعمدة صغيرة للغاية لما كان يستخدم في السابق بوابة للمستشفى".
وأضاف أن السكان يبنون مستشفى بطاقة استيعابية 40 سريرا ويسعون للحصول على المعدات الطبية في صورة تبرعات بدلا من الأموال النقدية، مشيرا إلى أن الاتحاد يعمل مع الهلال الأحمر العربي السوري.
وقال "في دوما جميع مرافق الهلال الأحمر العربي السوري تحت الأرض حتى الآن، لأنهم أنشأوا هذه المرافق أثناء الحصار من أجل الحماية… لا يزال مركز توزيع الغذاء تحت المسجد".
وأوضح أن الهلال الأحمر العربي السوري والاتحاد الدولي قدما البذور والأغنام ومعدات تغيير الحياة إلى 15 عائلة ريفية، حوالي 100 شخص، في دير بعلبة وهي قرية في حمص.
وقال "فقط بمضخة مياه غاطسة وألواح شمسية تمكنت هذه العائلات من تحويل أراضيها إلى أرض زراعية منتجة. حصلوا للتو على محصول جيد جدا من القمح، ورأيتهم وهم يزرعون البطاطس، وثمة 50 عائلة أخرى تريد الانضمام إلى هذا المشروع".
وبلغ متوسط الراتب الشهري للموظفين في القطاع العام في مناطق سيطرة الحكومة السورية مطلع العام 2021، حوالي عشرين دولارا وفق سعر الصرف في السوق السوداء، فيما بلغ متوسط راتب الموظفين في القطاع الخاص حوالي خمسين دولارا، وهو ما زاد من اعتماد السوريين على المساعدات وبحثهم عن سبل لزيادة دخلهم.