دعوات دولية لبقاء حكومة ميقاتي بعد الأزمة مع الخليج

بيروت - أكد وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب السبت أن جهات دولية طلبت من رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عدم الاستقالة بسبب الخلاف المتصاعد مع السعودية وبعض بلدان الخليج الأخرى، والذي كان من نتائجه طرد الرياض والمنامة والكويت السفراء اللبنانيين لديها، على خلفية تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي بشأن الحرب في اليمن.
وعقدت مجموعة من الوزراء اللبنانيين اجتماع أزمة السبت، لمناقشة خلاف دبلوماسي متصاعد مع السعودية وبعض دول الخليج، وذلك بناء على طلب ميقاتي.
وأكد متحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت في وقت سابق أن ريتشارد مايكلز نائب رئيس البعثة الأميركية في لبنان حضر الاجتماع، لكنه امتنع عن ذكر المزيد من التفاصيل.
ونقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية على موقعها الإلكتروني عن بوحبيب قوله بعد انتهاء اجتماع لخلية الأزمة عقد في وزارة الخارجية السبت لبحث الأزمة المستجدة مع السعودية "تواصلنا مع الأميركيين لحضور الاجتماع لأنهم قادرون على معالجة الأزمة الراهنة".
وشدد بوحبيب على "حرصنا على بقاء لبنان في الصف العربي، وأن الجهات الدولية التي تواصل معها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي طلبت منه عدم التفكير بالاستقالة".
وكان قرداحي اعتبر في مقابلة تلفزيونية بثت الاثنين وأجريت قبل توليه حقيبة الإعلام في الحكومة اللبنانية في سبتمبر، أن الحوثيين المدعومين من إيران "يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات.
من جهته، أكّد وزير التربية عباس الحلبي أن "العمل الحكومي مستمر ولا يمكن ترك البلد من دون حكومة بالنظر إلى الأزمات التي يعيشها". وأضاف "أملنا كبير في أننا قادرون على التوصل إلى حل هذه الأزمة قريبا، وأن الموضوع قيد المعالجة ونتطلع إلى ساعات قليلة لمعالجة تداعيات الأزمة".
وتسبب الخلاف الناتج عن التصريحات التي أدلى بها قرداحي في أزمة جديدة للحكومة اللبنانية، وسط دعوات إلى استقالته.
وإذا استقال قرداحي، فقد يحذو حذوه وزراء تدعمهم جماعة حزب الله وحليفتها حركة أمل الشيعية، وذلك في وقت تواجه فيه الحكومة أزمة بالفعل بسبب التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في أغسطس 2020.
ودعت مجموعة من رؤساء الوزراء اللبنانيين السابقين السبت قرداحي إلى الاستقالة، قائلين إن تصريحاته وجهت ضربة قوية للعلاقات مع دول الخليج العربية، وذلك غداة مطالبة رئيس الوزراء له بـ"تقدير المصلحة الوطنية" في التعامل مع دول الخليج.
وفي بيان أشار فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام إلى أن آراء قرداحي تعتبر ضربة للعلاقات الأخوية والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية، وتحديدا مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف البيان أن "لبنان لم يعد قادرا على تحمل الضربات والانتكاسات المتوالية نتيجة انحراف السياسة الخارجية له. لقد طفح الكيل أيّها السادة، ولبنان لا يمكن أن يكون إلاّ عربيا متمسّكا بإخوانه".
وطلب ميقاتي من قرداحي الجمعة "تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب"، لكنه أحجم عن مطالبته بالاستقالة.
ويلقى قرداحي دعما علنيا من حزب الله وامتنع عن الاعتذار أو الاستقالة بسبب التصريحات، التي وجهت أسوأ ضربة للعلاقات السعودية اللبنانية منذ احتجاز سعد الحريري عام 2017 في الرياض.
وقال الراعي السياسي لقرداحي، سليمان فرنجية من تيار المردة المتحالف مع حزب الله في مؤتمر صحافي، إنه رفض عرضا قدمه قرداحي بالاستقالة وإنه لن يسمي خليفة لقرداحي إذا فعل ذلك.
وثمة خطر من تصاعد الأزمة لتشمل المزيد من دول الخليج، إذ سارت الكويت السبت على خطى السعودية والبحرين وقرّرت الطلب من القائم بأعمال السفارة اللبنانية مغادرة أراضيها واستدعاء سفيرها في بيروت.
إلى ذلك، قالت جامعة الدول العربية في بيان إن الأمين العام أحمد أبوالغيط أعرب عن بالغ قلقه إزاء التدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية، وناشد دول الخليج "بتدبر الإجراءات المطروح اتخاذها في خضم ذلك الموقف بما يمكن أن يُجنّب المزيد من التأثيرات السلبية على الاقتصاد اللبناني المنهار".
وأضاف البيان أن "الأمين العام لديه ثقة في حكمة وقدرة الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي على السعي السريع من أجل اتخاذ الخطوات الضرورية، التي يمكن أن تضع حدا لتدهور تلك العلاقات".
وفي أبريل، حظرت السعودية جميع واردات الفواكه والخضراوات من لبنان، وقالت إن ذلك بسبب زيادة تهريب المخدرات. وزاد الحظر من المصاعب الاقتصادية للبنان الذي يعيش بالفعل في خضم واحدة من أعمق الأزمات المالية في العصر الحديث.