دعوات إلى تغليظ عقوبة عمل الأطفال في الأردن

إحصائيات حكومية تؤكد تسجيل 1081 حالة عمل أطفال مكتشفة في العام 2021 وتوجيه 376 إنذارا و112 مخالفة.
الخميس 2022/06/09
الخصاصة تجبر الأطفال على ترك مقاعد الدراسة

عمّان - دعا خبراء ومختصون أردنيون إلى ضرورة تغليظ العقوبات في القوانين وتوسيع دائرة التطبيق للحد من عمل الأطفال وتبعاته وزيادة التشبيك بين الجهات المسؤولة، فيما ينتمي الأطفال العاملون في الأردن إلى الفئات الأكثر تضررًا في المجتمع، حيث يدفعهم الفقر المدقع الذي يعيشونه وعائلاتهم إلى الدخول إلى سوق العمل، ويعملون لزيادة دخل أسرهم الذي لا يلبي كافة احتياجاتهم، أو لأنهم المعيلون الوحيدون لها.

ورغم إطلاق الحكومة الأردنية لعدة خطط لمكافحة الظاهرة، إلا أنها آخذة في الارتفاع مع تدهور المقدرة الشرائية للأردنيين. وكشفت رئيسة قسم تفتيش الحد من عمل الأطفال في وزارة العمل الأردنية هيفاء درويش أنه تم عام 2021 تسجيل 1081 حالة عمل أطفال مكتشفة، وتوجيه 376 إنذارا و112 مخالفة.

وتتراوح الغرامات على أصحاب العمل المشغلين للأطفال بين 300 و500 دينار أردني وفي حين تكراراها تتم مضاعفتها، فيما ترى الحكومة الأردنية أن هذه العقوبة كافية ولا داعي لتغليظها.

وقالت درويش إنّ الوزارة خاطبت رئاسة الوزراء لاعتماد الاستراتيجية الوطنية المحدثة للحد من عمل الأطفال 2022 - 2030 لإطلاقها قريبا. وأكدت أن هذه الاستراتيجية شملت خطة تنفيذية توزع الأدوار والمسؤوليات بنفس الوقت والفترات الزمنية، بحيث يصبح تطبيقها من الجهات المشتركة واضحا وأسهل.

الإحصائيات تكشف عن وجود 76 ألف طفل عامل في المملكة بينهم 9 آلاف طفلة، ويشتغل 45 ألفا منهم في أعمال خطرة

كما بيّنت أن هناك نظاما إلكترونيا للحظة اكتشاف حالة عمل لأطفال لإحالتها إلى وزارة التنمية الاجتماعية والتأكد من قوائم المتسربين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لمعرفة وجودها على مقاعد الدراسة من عدمه.

ويمنع قانون العمل الأردني تشغيل الحدث إذا لم يكمل السادسة عشرة من عمره، ويحظر تشغيله في الأعمال الخطرة أو المرهقة أو المضرة بالصحة قبل بلوغه الثامنة عشرة من عمره، على ألّا تزيد مدة عمله عن 6 ساعات، وألا يتم تشغيله ليلا وفي الأعياد والعطل الرسمية والأسبوعية.

ويعمل عدد من الأطفال في بيئة خطرة بعدد من القطاعات العمالية، منها قطاع الإنشاءات والحدادة والميكانيك التي تعتبر بيئة عمل غير مناسبة حتى بالنسبة إلى أولئك الذين تتجاوز أعمارهم 16 عاما.

وأظهرت النتائج أن الأطفال يعملون ستة أيام في الأسبوع وأحياناً 7 أيام في حال كان الراتب يوميا، ولأكثر من 8 ساعات بل يصل عدد ساعات العمل إلى 16 أحياناً.

ويحذر مراقبون من أن مشكلة عمل الأطفال باتت تشكل تهديدا واضحا مع ارتفاع نسبة البطالة إلى مستوى قياسي (24.7 في المئة) وانضمام أكثر من 80 ألف معطل عن العمل إلى صفوف البطالة خلال عام 2020، وانخفاض رواتب أكثر من 500 ألف عامل مما أثر سلبا على دخل ما يقرب من مليونين ونصف مليون مواطن، وتوقف أعمال معظم العاملين في القطاع غير المنظم لفترات طويلة نتيجة الإغلاق في مواجهة فايروس كورونا وهم يمثلون ما يقرب من نصف العمالة في الأردن ومنهم عمال المياومة والعاملون لحسابهم الخاص، وارتفاع معدل الفقر حسب بعض التقديرات إلى 26 في المئة، ونقص الخدمات والحماية الاجتماعية، الأمر الذي دفع العديد من الأسر التي فقدت عملها ومصدر رزقها أو تعرضت لتخفيض دخل معيلها إلى الزجّ بأطفالها في سوق العمل من أجل توفير قوتها اليومي.

2