دعوات إلى الاحتجاج ضد النظام المصري قبيل استضافة القاهرة لقمة المناخ

القاهرة - رصد حقوقيون مصريون ممارسات وتحفظات أمنية طالت مواطنين في الأيام الماضية، وخصوصا في القاهرة، على خلفية دعوات مجهولة أطلقت عبر الإنترنت للاحتجاج ضد النظام في الحادي عشر من نوفمبر الجاري.
ويتزامن يوم الاحتجاج مع مشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة دول أجنبية آخرين في مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) الذي يستضيفه منتجع شرم الشيخ السياحي المطل على البحر الأحمر في شرق مصر، وهو ما يزيد من درجة تأهب السلطات الأمنية.
وقال المحامي الحقوقي المصري البارز خالد علي إن الحملة الأمنية بدأت قبل قرابة أسبوعين على خلفية الدعوة إلى الاحتجاج، وشملت توقيف واستدعاء بعض الأشخاص وتفتيش هواتف المارة الجوالة في الشارع.
وكتب علي الجمعة على صفحته الرسمية على شبكة فيسبوك “تقريبا كل يوم في نيابة أمن الدولة ناس تحضر مقبوض عليها للتحقيق معها بزعم الدعوة ليوم الحادي عشر من نوفمبر 2022، وهذا يجري منذ عشرة أيام على الأقل، يعنى حملة القبض بدأت مبكرا”.
وأضاف “ناس كثر تم استدعاؤهم في محافظاتهم من الأمن الوطني لسؤالهم عن اليوم (الاحتجاج)، ومن دعا له، وهل سيشاركون أم لا، فضلا عن أن تفتيش الهواتف في وسط القاهرة يتصاعد كل يوم عن ذي قبل”.
وأطلقت الدعوة إلى الاحتجاج، بينما يمر المصريون بوضع اقتصادي صعب في ظل غلاء معيشة مع بلوغ التضخم نسبة 15 في المئة، وفقد الجنيه المصري أكثر من نصف قيمته منذ بداية العام الحالي أمام الدولار الأميركي، بعدما قرر البنك المركزي المصري مؤخرا اعتماد سعر صرف مرن.
ويرى محللون أن قرار تعويم العملة المحلية كان شرطا خلال مفاوضات طويلة مع صندوق النقد الدولي حصلت الحكومة المصرية بموجبها على قرض.
وتبلغ نسبة الفقر بحسب البيانات الرسمية 30 في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ زهاء 104 ملايين نسمة.
الدعوة إلى الاحتجاج أطلقت بينما يمر المصريون بوضع اقتصادي صعب في ظل غلاء المعيشة
وحتى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال الأسبوع الماضي “لا يمكن لأي شخص يقل دخله عن 10 آلاف جنيه مصري (430 دولارا) شهريا أن يعيش” في مصر فيما ثلث السكان يعيشون بأقل من 2200 جنيه في الشهر.
ومن جهة أخرى، لا تزال المنظمات الحقوقية محليا ودوليا تتهم نظام الرئيس المصري السيسي بقمع المعارضة، إذ تقدر هذه المنظمات عدد سجناء الرأي في مصر بـ60 ألف شخص. إلا أن السيسي دائما ما ينفي ذلك.
وعلى موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تداول المستخدمون وسمين باسم “بعد الماتش (المباراة)” و”بروفة (تجربة أداء)” بشكل واسع، في إشارة إلى حث المصريين على الخروج في تظاهرات عقب مباراة دربي كرة القدم المصري بين الأهلي والزمالك الجمعة الماضي، استعدادا ليوم الحادي عشر من نوفمبر.
وعلى الرغم من عدم استجابة المصريين لدعوات الجمعة، أحكمت السلطات الأمنية قبضتها على وسط القاهرة، وخصوصا منطقة ميدان التحرير الذي شهد احتجاجات 2011 التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك.