دعوات إسرائيلية لإخلاء عشرات القرى اللبنانية وسط استعداد لعملية برية

بيروت/القدس - أصدر الجيش الإسرائيلي الخميس تحذيرات لأكثر من 20 قرية وبلدة في جنوب لبنان بالإخلاء على الفور في وقت تواصل فيه إسرائيل توغلها البري هناك إثر تكبدها أكبر خسارة في يوم واحد خلال الاشتباكات مع جماعة حزب الله المدعومة من إيران المستمرة منذ نحو عام.
وبذلك يرتفع عدد البلدات التي تلقت تحذيرات للإخلاء إلى 70 وشملت النبطية وهي عاصمة محافظة بالاسم نفسه، بما يشير إلى أن هناك عملية إسرائيلية جديدة يمكن أن تدفع آلافا آخرين من اللبنانيين إلى الفرار.
وأرسلت إسرائيل التي تقاتل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس منذ عام تقريبا في قطاع غزة، قواتها إلى جنوب لبنان بعد تنفيذ ضربات جوية مكثفة على مدى أسبوعين في تصعيد أفضى إلى شن إيران هجوما في إطار هذا الصراع ويخاطر بجر الولايات المتحدة أيضا.
وتقول تل أبيب إن هدف عملياتها في لبنان هو السماح لعشرات الآلاف من مواطنيها النازحين بسبب هجمات حزب الله من لبنان بالتوازي مع حرب غزة، بالعودة بأمان. وتقول الحكومة اللبنانية إن أكثر من 1.2 مليون لبناني نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وقال الجيش اللبناني إن اثنين من جنوده قتلا الخميس جراء الهجمات الإسرائيلية في واقعتين منفصلتين بجنوب لبنان وإن أحدهما قتل في استهداف إسرائيل لموقع عسكري والآخر في هجوم استهدف مهمة إخلاء وإنقاذ مع الصليب الأحمر اللبناني.
وأضاف الجيش اللبناني أن جنوده ردوا على الهجوم الذي استهدف الموقع العسكري، في تطور نادر بالنسبة لجيش ظل لفترة طويلة على هامش الصراعات الكبرى مع إسرائيل.
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت وهي معقل لحزب الله دوت عدة انفجارات الخميس وتصاعدت أعمدة كبيرة من الدخان بعد ضربات إسرائيلية عنيفة.
وفي الوقت نفسه، قال حزب الله إنه فجر عبوة ناسفة مستهدفا قوات إسرائيلية تسللت لقرية في جنوب لبنان وهاجم قوات إسرائيلية أيضا بالقرب من الحدود.
والليلة الماضية، قصفت إسرائيل وسط بيروت في هجوم قالت وزارة الصحة اللبنانية إنه أسقط تسعة قتلى.
وذكر شهود من رويترز أنهم سمعوا دوي انفجار هائل والذي استهدف مبنى في منطقة الباشورة بوسط بيروت قرب البرلمان مما يجعل منه الهجوم الإسرائيلي الأقرب لقلب العاصمة اللبنانية.
وذكرت الهيئة الصحية الإسلامية المرتبطة بحزب الله في بيان أن سبعة من موظفيها قتلوا في الضربة على بيروت من بينهم مسعفان.
كما قالت إسرائيل إنها قتلت 15 من عناصر حزب الله ودمرت الكثير من الأسلحة في ضربة على مبنى بلدية بنت جبيل في جنوب لبنان حيث كانوا يديرون عمليات.
وفي الوقت الذي تواصل فيه الدفع بقوات برية إلى جنوب لبنان، تبحث إسرائيل أيضا خياراتها في الرد على إيران.
وشنت إيران يوم الثلاثاء أكبر هجوم لها على إسرائيل على الإطلاق وقالت إنه رد على اغتيال إسرائيل لعدد من كبار قادة حماس وحزب الله ومواصلتها العمليات العسكرية في قطاع غزة ولبنان.
وأقبل عدد متزايد من الدول على إجلاء مواطنيه من بيروت في الوقت الذي حثت فيه الحكومات في أنحاء العالم رعاياها على المغادرة.
قالت ثلاثة مصادر لرويترز الخميس إن وزراء من دول الخليج وإيران يشاركون في اجتماع للدول الآسيوية تستضيفه قطر ناقشوا فيه خفض التصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران.
وقال اثنان من المصادر إن دول الخليج سعت إلى طمأنة إيران عن حيادها في الصراع وسط مخاوف من أن تصعيدا أوسع نطاقا في العنف قد يهدد منشآت النفط الخليجية.
وحذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من مغبة "الصمت" في مواجهة "الحروب التي تشعلها" إسرائيل. وقال في قمة حوار التعاون الآسيوي "أي نوع من الهجوم العسكري أو العمل الإرهابي أو تجاوز خطوطنا الحمراء سيقابل برد حاسم من قواتنا المسلحة".
ودعا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى بذل جهود حثيثة لوقف "العدوان" الإسرائيلي على لبنان، مضيفا في القمة التي عقدت في الدوحة أن ما يحدث في المنطقة هو "إبادة جماعية"، وأن قطر حذرت دائما من "إفلات إسرائيل من العقاب".
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض الخميس إن قرابة 2000 شخص قتلوا في المجمل منهم 127 طفلا وأصيب 9384 آخرون منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على لبنان على مدى العام المنصرم. وسقط معظم القتلى خلال لأسبوعين الماضيين.
ولجأ أكثر من 300 من إجمالي أكثر من مليون نازح لبناني إلى ملهى ليلي في بيروت، كان معروفا باستضافة حفلات ضخمة، واستخدم الموظفون قوائم الضيوف لتسجيل أسماء النازحين.
وقالت موظفة في الملهي وهي تأخذ استراحة قصيرة من البحث عن مكان للنازحين داخل الملهى "نحاول أن نبقى أقوياء"، مضيفة "إنه أمر مربك ومحزن للغاية، لكن كما كان هذا مكانا يأتي إليه الناس للاستمتاع، فقد أصبح الآن مكانا لإيواء الناس ونحن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدتهم والتواجد بجانبهم".