دعم الدبيبة في زيارة وفد من الزنتان إلى مصراتة يثير استنكارا شعبيا

مصراتة (ليبيا) - فتحت زيارة وفد من وجهاء الزنتان إلى مدينة مصراتة أبواب السجال والجدل في الشارع الليبي بعد أن تبين أن الهدف من ورائها، تحشيد الدعم لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة في مواجهة أي مشروع قد يطرح خلال الأيام القادمة لتشكيل حكومة موحدة على أنقاض حكومتي طرابلس وبنغازي الحاليتين.
واستقبل الدبيبة الإثنين عددا من مشايخ وأعيان قبيلة الزنتان وأعضاء من المجلس العسكري، يرافقهم وزير الداخلية عماد الطرابلسي في زيارة لمدينة مصراتة للقاء البعض من أعيانها. ورحب بهم مشيدا بالدور التاريخي للزنتان، ومؤكدا حرص حكومته على العمل مع جميع مكونات الشعب الليبي لتحقيق الاستقرار والسلام.
وأكد أحد أعيان الزنتان في كلمة له خلال الاجتماع بأن سقوط حكومة الدبيبة هو سقوط لثورة فبراير وهو ما رفضه المجلس العسكري لثوار مصراتة في بيان أكد فيه أن “الثورة أعظم من أن تختزل في حكومة أو أشخاص، والثوار الحقيقيون لا يرضون أن يُزج باسمهم في صراعات سلطة أو تبريرات فشل.”
وقال عبدالله ناكر رئيس “حزب القمة”، إنه سيزور معظم المدن والقبائل الليبية لطرح مبادرته الخاصة بالحل في ليبيا، وأضاف قائلاً “بدعوة من أهالي وأعيان مصراتة، قام عدد من أبناء مختلف القبائل بمدينة الزنتان بتلبية الدعوة وزيارة إخوتهم، بهدف رأب الصدع وتحسين العلاقات الأخوية وتأكيدها، تلك العلاقات التي وحّدتها ثورة السابع عشر من فبراير ولا تزال قائمة.”
واعتبرت أوساط ليبية أن وفد الزنتان المحسوب على وزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي زار مصراتة لتقديم الدعم للدبيبة ولعقد تحالفات جديدة بغاية التصدي لمخرجات لجنة العشرين الاستشارية وقطع الطريق أمام أي مبادرة لحلحلة الأزمة السياسية والمضي قدما نحو تشكيل حكومة موحدة.
وفد الزنتان المحسوب على وزير الداخلية يعمل على عقد تحالفات جديدة للتصدي لمخرجات لجنة العشرين الاستشارية
واعتبر المرشح الرئاسي سليمان البيوضي، أن تصريحات أعضاء بمجلس المدينة البلدي، مشروع انقلاب على مخرجات اللجنة الاستشارية ومحاولة لتشكيل تحالف عسكري للسيطرة بحجة حماية الثورة.
بدوره، أفاد عضو مجلس حكماء مصراتة أنور صوان إن “زيارة وفد الزنتان الذي ترأسه عماد الطرابلسي، لم يكن لقاء محبة ومودة ولم شمل، ولكن كان تمجيدًا للدبيبة وحكومته، وهو ما أثر في نفوسنا.”
وخاطب وفد الزنتان قائلًا “من جاء ليشكر الدبيبة فليذهب له في شارع السكة، ومن يريد منكم أموالًا أو منصبًا أو وزارة أو سفارة، فليأخذها منه هناك.”
من جهته، اعتبر رئيس مجلس أعيان مصراتة محمد الرجوبي أن الاجتماع مع الزنتان جاء لتجديد الثقة بين “ثوار فبراير” والتأكيد على مبادئ الثورة، داعياً إلى الانضمام لإطار سياسي يهدف لتحقيق أربع نقاط رئيسية: انتخابات برلمانية، صياغة دستور، وتشكيل حكومة موحدة تشمل كافة الأراضي الليبية.
وقوبلت كلمات الرجوبي بردود فعل غاضبة، حيث أكد عضو المجلس البلدي مصراتة، فتحي الأمين أن المواقف السياسية لمصراتة تُعبَّر عنه عبر الأجسام المنتخبة فقط، سواء المجلس البلدي أو نواب المدينة.
وتابع أن الرجوبي “غير منتخب ومدته القانونية منتهية“، لافتاً إلى أن شريحة واسعة من أبناء مصراتة ترفض أن يُنسب لها مثل هذه التصريحات.
أحد أعيان الزنتان أكد في كلمة له خلال الاجتماع بأن سقوط حكومة الدبيبة هو سقوط لثورة فبراير
وأعربت الفاعليات الوطنية في مصراتة، عن رفض استغلال زيارة أعيان الزنتان، كغطاء لدعم حكومة الدبيبة، مشيرة إلى “فساد تلك الحكومة”، مع تأكيد رفضها استغلال هذه اللقاءات والاجتماعات لتكون غطاء لدعم الفساد والحكم والعائلي وتغول المليشيات على مؤسسات الدولة وأجهزتها.
وأضافت الفاعليات في بيان، أن الحكومة ظهر فسادها وأزكمت رائحته الأنوف، وليس من حق بعض أعيان مصراتة الداعمين لحكومة العائلة والمستفيدين منها أن يصادروا رأي مدينة مصراتة في سبيل دعم هذه الحكومة، وأن مختلف الفواعل السياسية في مصراتة عبّرت في العديد من المناسبات عن رفضها لاستمرار حكومة العائلة المتورطة في الفساد والراعية له.
وتابعت “نكرر تمسكنا بإنجاز توافق وطني يفضي إلى تشكيل حكومة جديدة موحدة ومحايدة تكون مهمتها إنجاز انتخابات رئاسية وتشريعية تنهي حالة الانقسام وتجدد الشرعية للمؤسسات.”
من جانبه، أعلن المجلس العسكري لثوار مصراتة، أنه يرفض تصريحات وفد الزنتان، وقال “نعلن بوضوح رفضنا التام لتصريحات وفد الزنتان خلال زيارته إلى مدينة مصراتة، والتي زعمت أن حكومة الدبيبة تمثل ثورة فبراير وأن تغييرها يُعد إسقاطا للثورة.”
وأضاف “الثورة أعظم من أن تختزل في حكومة أو أشخاص، والثوار الحقيقيون لا يرضون أن يُزج باسمهم في صراعات سلطة أو تبريرات فشل” وتابع مخاطبا أعضاء وفد الزنتان الموالي للدبيبة “تواصلنا مع إخوتنا من ثوار الزنتان الحقيقيين، وأدركنا يقينًا أنكم لا تمثلون إلا أنفسكم، ولولا حرصنا على قيم الضيافة، لما سمح لكم ثوار مصراتة بإتمام ما قلتموه” وفق نص البيان.
وفي تعليقه على مخرجات زيارة وفد الزنتان المعلن عنها من قبل الموالين لحكومة الدبيبة، قال عضو مجلس الدولة الاستشاري بلقاسم قزيط، إن هذا الطرح يقلب الأولويات ويضع العربة أمام الحصان، وأكد في تصريحات صحفية أن سقوط حكومة الدبيبة لا يعني بالضرورة سقوط “ثورة فبراير.”
وأشار إلى وجود إجماع وطني على تشكيل حكومة جديدة موحدة أولًا، ثم الانتقال إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، معتبرًا أن استمرار الوضع الحالي يخدم بعض المنتفعين في مصراتة والزنتان، مردفا أنه لا يمكن لأي مدينة، سواء كانت مصراتة أو الزنتان، أن تدعي الريادة السياسية على الليبيين أو قيادتهم، مشددًا على أهمية التوافق الوطني الجامع بعيدًا عن الانفراد بالقرار.
اقرأ أيضا:
• واشنطن تستعيد زمام المبادرة في الملف الليبي عبر بوابتي الدفاع والاستثمار