دعم الإمارات للاتفاق الإطاري التزام بالحياد في السودان

الخرطوم – أكد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات، وزير ديوان الرئاسة، دعم الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه في الخامس من ديسمبر الماضي بين أطراف سودانية مختلفة لمعالجة الأزمة السياسية الراهنة وإنجاح الفترة الانتقالية، وهو ما يعني التزام أبوظبي بالحياد.
واستقبل الشيخ منصور في أبوظبي، الخميس، نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، رئيس قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتناول الجانبان العلاقات الأخوية بين البلدين وفرص تعزيز التعاون والعمل المشترك في المجالات المختلفة بما يخدم أهداف التنمية وتطلعات البلدين.
وكان حميدتي أكد أن الاتفاق الإطاري هو المخرج من الأزمة السياسية التي يمر بها السودان، وملتزم بكل بنوده بما فيها انسحاب الجيش من العمل السياسي، بينما وضع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان شرطا للاستمرار في الاتفاق الإطاري يتعلق بضرورة دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
زيارة حميدتي إلى أبوظبي، بعد أسبوع من زيارة البرهان، تزامنت مع تقارير عن وساطة إماراتية لإنهاء الخلاف بين الرجلين
وأوحى عدم إعلان قائد قوات الدعم السريع مسبقا عن زيارة أبوظبي بأنها جاءت فجأة أو على عجل، وأن نتيجتها لم تحقق تطلعاته السياسية في الحصول على دعم منفرد.
ولم يرفض حميدتي شرط البرهان، لكنه أعلن تمسكه بإعادة هيكلة جميع الأجهزة الأمنية بما فيها الدعم السريع، معترفا بخطئه في تأييد الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021، وألمح إلى وجود اختراقات للمؤسسة العسكرية من قِبَل فلول البشير.
وخرجت الأزمة المكتومة بين رئيس مجلس السيادة ونائبه إلى العلن مؤخرا، وراجت تقديرات تفيد بإمكانية انفلاتها وعدم السيطرة عليها، وهو ما ينعكس سلبا على تفاعلات الأزمة السياسية، ويعرقل الجهود التي تشارك فيها دولة الإمارات من خلال الآلية الرباعية التي تضم معها أيضا السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا.
وتسهم دولة الإمارات بدور فعّال في الآلية الرُباعية التي تتوسط بين الفرقاء السودانيين لأجل حملهم على التوصل إلى اتفاق نهائي يضمن استعادة مسار التحول الديمقراطي.
وتزامنت زيارة حميدتي إلى الإمارات مع ظهور تقارير تحدثت عن وساطة يمكن أن تقوم بها أبوظبي لإنهاء الخلاف الذي بدأ يتصاعد بين البرهان وحميدتي، خاصة أنها جاءت بعد نحو أسبوع من زيارة قام بها الأول إلى الإمارات والتقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وبحث معه الأوضاع في السودان.
وذكر مراقبون أن تمسك الإمارات بدعم الاتفاق الإطاري يؤكد تطلعها إلى الحفاظ على مصالح السودان الحيوية، وإيمانها بأن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل أيّ خلاف، وأنها رسمت حدودا واضحة لحميدتي وعدم انحيازها إليه.
ولم ترشح معلومات حول قيام أبوظبي بوساطة محددة بين البرهان وحميدتي، غير أن خبرة تعامل الإمارات مع الأزمة السودانية تؤكد حرصها على أن تكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف المحلية، الأمر الذي ساعدها على أن تكون خلال الفترة الماضية مقصدا للكثير من القوى في السلطة وخارجها لحل خلافاتها.
وكشفت مصادر سودانية لـ”العرب” أن “حياد الإمارات مكنها من الانفتاح على قوى عديدة، كما أن مساهماتها الاقتصادية والتنموية في البلاد تعزز مكانتها، وهي من الدول الجاذبة للسودانيين وغير المزعجة لهم سياسيا لأن أجندتها واضحة”.
ولفتت المصادر نفسها إلى أن انخراط أبوظبي في الآلية الرباعية منحها ميزة نسبية في التعاون والتنسيق مع قوى كبرى تتحكم في بعض مفاتيح الأزمة ولديها قدرة على المساهمة في تسويتها والضغط على القوى الداخلية إذا انحرفت عن المسار السياسي الذي تقوده اللجنة الثلاثية؛ الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجموعة دول شرق أفريقيا للتنمية (إيغاد).
وأشار بيان أصدرته قوات الدعم السريع، على ضوء زيارة حميدتي، إلى متانة العلاقات بين البلدين، معربا عن شكره لحكومة وشعب الإمارات على دعم جهود التنمية والاستقرار في السودان وجهودها ضمن الآلية الرباعية لتيسير الحوار بين السودانيين.
وقدم حميدتي شرحا للشيخ منصور بن زايد حول الأوضاع السياسية في السودان بموجب التطورات التي يمر بها الاتفاق الإطاري والجهود المبذولة لاستعادة مسار الحكم المدني وخروج الجيش من العمل السياسي.
ووُقع الاتفاق الإطاري في الخامس من ديسمبر الماضي بين مجلس السيادة وقوى مدنية برعاية أممية وإقليمية ودولية للتوصل إلى اتفاق يسلم السلطة إلى المدنيين.