دعم الإمارات لسوريا في أزمة كورونا.. البعد الإنساني أكبر من الخلافات السياسية

الشيخ محمد بن زايد: سوريا لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة.
الأحد 2020/03/29
السوريون في حاجة إلى الدعم

دمشق - عكس الاتصال الذي أجراه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس السوري بشار الأسد، والذي عرض فيه دعم الإمارات لسوريا لمواجهة فايروس كورونا رؤية إماراتية تقوم على اعتبار أن الهدف من أيّ علاقات هو الشعوب وأن الخلافات السياسية يجب أن توضع جانبا في حال أزمة مثل هذه.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن الرئاسة السورية أن اتصالا هاتفيا جرى بين الأسد والشيخ محمد بن زايد بحثا فيه تداعيات انتشار فايروس كورونا.

وأضافت الوكالة أن ولي عهد أبوظبي أكد للأسد “دعم الإمارات ومساعدتها للشعب السوري في هذه الظروف الاستثنائية”.

وقال الشيخ محمد بن زايد في تغريدة على تويتر “بحثت هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد تداعيات انتشار فايروس كورونا، وأكدت له دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائية”.

وأضاف “التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار، وسوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة”.

وحذّرت منظمات إنسانية من كارثة في حال انتشار الفايروس في سوريا التي تشهد نزاعا مدمّرا.

ووصف مراقبون الخطوة الإماراتية بأنها تعكس المبدئية في السياسة الخارجية للإمارات، والتي تقوم على فصل الخلافات السياسية بشأن أيّ ملف عن البعد الإنساني بما يعنيه من حق الشعوب في الحصول على الدواء والغذاء وعدم تركها تواجه الأزمات لوحدها، خاصة في بلد مثل سوريا، حيث استنفدت الحرب إمكانيات الدولة.

وأشاروا إلى أن العالم يحتاج إلى أن يقف وقفة تقييم لما يجري حاليا، وأن على الدول أن تعيد حساباتها بتغليب البعد الإنساني على الاعتبارات السياسية ومنطق الحروب، خاصة أن الجوائح والأوبئة لا تفرّق بين الدول، وأن التضامن هو أفضل وسيلة للتقارب وبناء الثقة وتجاوز الخلافات.

واعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، السبت، أن في اتصال الشيخ محمد بن زايد بالرئيس السوري تجاوزا للحسابات السياسية الضيقة، قائلا “الظروف الاستثنائية المرتبطة بفايروس كورونا تتطلب خطوات غير مسبوقة، وتواصل الشيخ محمد بن زايد بالرئيس السوري هذا سياقه”.

كما أكد الوزير الإماراتي في تغريدة على توتير أن “البعد الإنساني له الأولوية وتعزيز الدور العربي يعبّر عن توجّه الإمارات، خطوة شجاعة تجاه الشعب السوري الشقيق تتجاوز الحسابات السياسية الضيقة”.

وأشار المراقبون إلى أن الدعم الإماراتي لسوريا لمواجهة كورونا يكشف المغزى الحقيقي للبعد العربي والإسلامي في تجربة الإمارات، وهو موقف ثابت منذ عهد الشيخ زايد رحمه الله.

وعلّق وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل على الخطوة الإماراتية بتغريدة على تويتر قائلا “سوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة جملة واحدة تختصر كل صفات العربيّ الأصيل، فألف تحية لكل مبادرة إنسانية يقوم بها قائد عربي تجاه شعب عربي عزيز؛ والتحية غداً لكل خطوة مصالحة بين العرب”.

ومنذ بدء أزمة كورونا، لم تكتف الإمارات بالتصريحات ووعود الدعم، وتحركت على أكثر من واجهة لتقديم المساعدات للدول المختلفة.

وقامت الدولة بإجلاء العشرات من رعايا عدد من الدول العربية من مقاطعة هوباي الصينية بؤرة تفشي فايروس كورونا ونقلهم إلى المدينة الإنسانية في أبوظبي حيث يتمّ التكفّل بتقديم الرعاية الصحية الشاملة لهم والتأكد من سلامتهم قبل إعادتهم إلى بلدانهم.

ولم تستثن المبادرة الإماراتية رعايا كوريا الجنوبية، الدولة المتقدّمة وذات المقدّرات الكبيرة، التي احتاجت إلى مساعدة الإمارات في إجلاء ثمانين من رعاياها بعد أن تقطّعت بهم السبل في إيران.

وكانت الإمارات قد تجاوزت بشكل مبكّر الدعم المعنوي للإيرانيين في مواجهة انتشار فايروس كورونا، إلى الانخراط العملي في جهود احتواء الوباء في بلدهم، وذلك من خلال مساعدتها منظمة الصحّة العالمية على إيصال إمدادات طبيّة إلى إيران.

وأشار ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي بالإنابة في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق البحر المتوسط، إلى أن المنظمة لم تكن تستطيع القيام بمهمة إيصال الدعم الطبي لإيران دون دعم دولة الإمارات. وقال “أبلغت إيران عن أكبر عدد إصابات بفايروس كورونا في الشرق الأوسط، وسوف تساعدها الإمدادات الطبية على احتواء الفايروس”، مضيفا “هذه الشراكة في منتهى الأهمية لمعالجة تلك الأزمة ونقدّر دعم دولة الإمارات لنا في هذه المهمة”.

اقرأ أيضاً:

1