دعم إماراتي لتمويل مشاريع الطاقة البديلة في أفريقيا

أبوظبي/نيروبي - تسعى الإمارات إلى دعم قدرات البلدان الأفريقية المتعطشة للتحول الأخضر عبر ضخ المزيد من الدعم في شكل تمويلات بالمليارات من الدولارات في سياق جهود مكافحة الاحتباس الحراري.
وتعهدت الإمارات، التي تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي هذا العام، بتقديم 4.5 مليار دولار لمساعدة الدول الأفريقية على تسريع مشاريع الطاقة النظيفة.
وذكرت رئاسة مؤتمر “كوب 28” في بيان أن شركة مصدر للطاقة النظيفة وصندوق أبوظبي للتنمية والاتحاد لائتمان الصادرات وأيميا باور، وهي شركة للطاقة المتجددة مقرها دبي، ستقدم هذه الأموال.
وتحتاج أفريقيا إلى زيادة بنحو عشرة أضعاف لتمويل التكيف مع التغير المناخي لتبلغ المئة مليار دولار سنوياً لمساعدتها على تعزيز بنيتها التحتية وحماية زراعتها من تغير المناخ، بحسب المركز العالمي للتكيف.
ويقول باحثون إنه في حين تعاني القارة بعضا من أسوأ تداعيات تغير المناخ، فإنها تتلقى نحو 12 في المئة فقط من التمويلات التي تحتاجها للتصدي لتلك التداعيات.
وعلى الرغم من أن القارة تسهم بنسبة اثنين إلى 3 في المئة فقط من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، لكنها تعاني بشكل غير متناسب من تغير المناخ، وتتحمل أعباء موجات الجفاف والفيضانات الشديدة المتزايدة، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.
وإضافة إلى ذلك، تعجز البلدان الأفريقية عن تطبيق برامج مستدامة بسبب عبء الديون المتزايد ونقص التمويل. وعلى الرغم من إمكاناتها من حيث الموارد الطبيعية، فإن ثلاثة في المئة فقط من استثمارات الطاقة في العالم تتم في القارة.
وتشير التقديرات الدولية إلى أن القارة تمتلك حاليا قدرة مركبة لإنتاج الطاقة المتجددة تبلغ نحو 60 غيغاواط.
وقال سلطان الجابر رئيس مؤتمر “كوب 28” في قمة المناخ الأفريقية المنعقدة في العاصمة الكينية نيروبي الثلاثاء إن "المبادرة ستعطي الأولوية للاستثمارات في البلدان في جميع أنحاء أفريقيا".
وأضاف سيتزامن ذلك "مع إستراتيجيات انتقالية واضحة وأطر تنظيمية معززة وخطة رئيسية لتطوير البنية التحتية لشبكة الكهرباء".
ومن المتوقع أن تعمل منصة الاستثمار “أفريقيا 50” التابعة لبنك التنمية الأفريقي كشريك إستراتيجي للمساعدة في تحديد المشاريع الأولية، وفقا للبيان.
وبالنسبة إلى تفاصيل التمويل، سيقدم صندوق أبوظبي للتنمية مساعدات مالية بقيمة مليار دولار، بينما ستوفر شركة الاتحاد لائتمان الصادرات 500 مليون دولار لتقليل المخاطر وإطلاق الفرص أمام رأس المال الخاص.
وتتعهد مصدر بتقديم ملياري دولار، وستقوم بتعبئة 8 مليارات دولار إضافية لتمويل مشاريع تهدف إلى توفير 10 غيغاواط من الطاقة النظيفة في أفريقيا بحلول عام 2030.
وستساعد أيميا باور في تمويل مشاريع بقدرة 5 غيغاواط من الطاقة المتجددة في القارة بحلول عام 2030، وحشد 5 مليارات دولار، منها مليار دولار من الاستثمارات في الأسهم، و4 مليارات دولار من تمويل المشاريع.
ويقول المسؤولون الأفارقة إن الاستثمارات موضع ترحيب، لكن تلبية احتياجات القارة التمويلية ستتطلب تحولا في هيكل التمويل المناخي العالمي.
وتعتزم الدول الأفريقية الضغط على وجه الخصوص خلال "كوب 28" من أجل زيادة حقوق السحب الخاصة في صندوق النقد الدولي مما يمكن أن يطلق العنان لتمويل مناخي بقيمة 500 مليار دولار، يمكن الاستفادة منه بما يصل إلى خمس مرات.
ودعا أكينوومي أديسينا رئيس البنك الأفريقي للتنمية إلى أخذ الثروة الطبيعية للقارة في الاعتبار عند حساب إنتاجها الاقتصادي، خاصة غاباتها التي تزيل الكربون.
وتمتلك أفريقيا 60 في المئة من موارد الطاقة الشمسية في العالم، لكن يوجد بها واحد في المئة فقط من المنشآت الكهروضوئية، أي أقل من هولندا.
وخلال العقدين الماضيين لم تجذب القارة سوى اثنين في المئة من 2.8 تريليون دولار مستثمرة في مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم وتمثل 3 في المئة فقط من قدرة الطاقة البديلة الحالية في العالم.