دعم إماراتي سعودي لإخراج السودان من دوامة الأزمة الاقتصادية

أبوظبي - أوفتا الإمارات والسعودية بوعودهما السابقة بدعم السودان ماليا وإخراجه من النفق الاقتصادي المظلم في تمش واضح من الدولتين نحو تدعيم الانتقال السياسي والديمقراطي في السودان.
ويعيش السودان أزمة اقتصادية خانقة أثرت بشكل كبير على الأوضاع الاجتماعية الحياتية للسودانيين منذ الإطاحة بنظام الرئيس عمر حسن البشير.
وقال وزير المالية إبراهيم البدوي مساء الاثنين إن السعودية والإمارات أودعتا 500 مليون دولار في البنك المركزي السوداني، بينما جرى تسلم ما قيمته مليار دولار من المنتجات البترولية والقمح ومدخلات الإنتاج الزراعي.
ويأتي هذا الدعم السعودي الإماراتي في إطار سياسة الدولتين من أجل إخراج السودان من أزمتها الاقتصادية التي تمر بها منذ الإطاحة بنظام عمر البشير، مما يمثل طوق نجاة في موعده بالنسبة لقيادات السودان العسكرية الجديدة.
وتهدف هذه المساعدات الإماراتية السعودية إلى إحلال السلام في السودان وإخراجه من دوائر البلدان المتهمة برعاية التطرّف، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية السعودية الأحد في سياق زيارة مشتركة قام بها كل من رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك.
وأعلن البدوي الشهر الماضي خطة إنقاذ اقتصادي مدتها تسعة أشهر، تستهدف كبح التضخم مع تدبير إمدادات من السلع الأساسية، والتي ستبقي على دعم الخبز والوقود حتى يونيو حزيران 2020 على الأقل.
والتقى الثلاثاء ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ورئيس مجلس وزراء الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك.
وقال الشيخ محمد بن زايد بحسب تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر، إنه بحث خلال اللقاء، العلاقات الأخوية والتعاون بين البلدين، وعدداً من القضايا والمستجدات العربية والإقليمية.
وكان الفريق أول البرهان، ورئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك، قد وصلا إلى أبوظبي يوم الإثنين، في زيارة إلى دولة الإمارات تستغرق يومين.
ولا ترغب الإمارات والسعودية اللتان كثيرا ما تعبّران عن تبنيهما منظورا شاملا للأمن القومي العربي في رؤية بلد آخر من بلدان المنطقة ينزلق نحو الفوضى بفعل تعثّر عملية الانتقال السياسي فيه، كما هي الحال في سوريا وليبيا.
وبحسب متابعين للشأن السوداني فإنّ مساعدة أبوظبي والرياض للخرطوم هي أيضا بمثابة تحصين للساحة السودانية من أن تستبدّ بها قوى التطرّف المدعومة من قبل أطراف إقليمية على رأسها قطر وتركيا اللتان تجدان في الاضطرابات التي تنشب في بعض البلدان العربية فرصة سانحة للدفع بجماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة.
ويرى هؤلاء أنّ الإمارات والسعودية تستندان في دعمها للسودان إلى تجربة سابقة ناجحة تتمثّل في الدعم الكبير الذي قدّمتاه لمصر إثر اندلاع ثورة يونيو 2013 ضدّ حكم جماعة الإخوان وما حقّقه ذلك الدعم من نتائج ملموسة في مساعدة مصر على العبور من إحدى أصعب الفترات، وفي حماية مسارها الجديد من التراجع والانتكاس.