دعم إماراتي حذر للمصالحة الخليجية

دبي – كشف سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة عن حصول تقدّم لحلّ الخلاف الخليجي المستمر منذ سنوات، وتعهدات بتخفيف حدة الخلاف.
وقال إن هناك “بذور تقدم وتعهدات بتخفيف حدة الأمور” مع عمل أطراف الأزمة على التوصل إلى حل لإنهاء الأزمة.
وفي كلمة عبر الفيديو أمام معهد هدسون، أوضح العتيبة أن “هناك الكثير من التعهدات.. بتخفيف حدة الأمور نوعا ما. وإذا استمر هذا فأعتقد أنه سيكون أمرا مبشرا. أرى أن هناك فرصة لبدء عملية تخفيف حدة الخلاف على الأقل”.
وراهن السفير الإماراتي على عامل الوقت الذي رأى أنه "سيثبت ما إذا كان (التحرك الأميركي) سيؤدي إلى التقدم بصورة ما نحو التوصل إلى حل للأزمة".
وتعكس تصريحات السفير الإماراتي وجود مساع مكثفة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى حل للخلاف الخليجي قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير المقبل.
وتعمل الولايات المتحدة والكويت على إنهاء الأزمة التي دفعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى فرض مقاطعة دبلوماسية وتجارية وقطع علاقات السفر مع قطر منذ أواسط عام 2017 متهمة إياها بالتقارب مع إيران وتمويل حركات متطرفة، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة، إلا أن الدلائل القاطعة لم تترك لها مجالا للمناورة خاصة بعد أن استشعرت عزلة إقليمية وعربية إثر مقاطعة الرباعي العربي لها.
وكانت تصريحات العتيبة، التي أدلى بها الثلاثاء لمؤسسة بحثية أميركية، أكثر حذرا من التصريحات الصادرة عن السعودية التي قال وزير خارجيتها الأسبوع الماضي إن تقدما كبيرا تحقق، وعبّر عن أمله في أن يسفر هذا التقدم عن اتفاق نهائي يبدو أنه في المتناول.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية وروابط التجارة والسفر مع قطر رغم جهود وساطة بذلتها الكويت والولايات المتحدة التي تقول إن الخلاف يعرقل تشكيل جبهة خليجية موحدة في مواجهة إيران.
وكانت قطر أيضا أكثر حرصا في تصريحاتها حيث عبر وزير خارجيتها عن أمله في أن تسير الأمور في الاتجاه الصحيح.
وتتهم الدول الخليجية الثلاث ومصر، الدوحة بدعم الإرهاب. لكن قطر تنفي هذا الاتهام وتقول إن المقاطعة تهدف إلى النيل من سيادتها.
ووضعت الدول الأربع 13 مطلبا للدوحة من بينها إغلاق قناة الجزيرة وإغلاق قاعدة تركية وقطع الصلات بجماعة الإخوان المسلمين وخفض مستوى العلاقات مع إيران.
وكانت وكالة "بلومبرغ" للأنباء أفادت بأن السعودية وقطر تقتربان من التوصل إلى اتفاق أولي لإنهاء الخلاف المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، وذلك بضغط من إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب التي تبحث عن مكاسب سياسية في أيامها الأخيرة بالبيت الأبيض.
ونقلت الوكالة عن ثلاثة مصادر قولها إن الاتفاق الأوّلي لن يشمل الدول الثلاث الأخرى التي قطعت، إلى جانب السعودية، العلاقات مع قطر عام 2017، وهي الإمارات والبحرين ومصر.
وتعمل إدارة ترامب على تسوية ملفات بقيت مفتوحة خلال السنوات الأربع الماضية، بهدف قطع الطريق على أي استثمار فيها من الإدارة الجديدة لجو بايدن.
وتتعاطى السعودية بحذر مع المرحلة الانتقالية في السياسة الأميركية بين إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية وتسليم العهدة من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى الرئيس الجديد جو بايدن، في ظل سعي ترامب لإغلاق الملفات دون مراعاة للظروف المحيطة بها وتفكيره في تأمين نفسه وإدارته من استثمار خصومه الديمقراطيين في الأخطاء التي سبق أن ارتكبها.