دروز سوريا يعرضون خدماتهم على الأردن لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود

مبادرة "حركة رجال الكرامة" تأتي لتجنّب موت المدنيين خلال ملاحقة تجار المخدرات في محافظة السويداء.
الثلاثاء 2024/01/23
الجيش الأردني يكثف تحركاته على الحدود

السويداء (سوريا) - اقترح أكبر فصيل عسكري في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، وهو “حركة رجال الكرامة” على الأردن مبادرة تكونت من 9 بنود من أجل الانخراط في جهود لتنسيق المعلومات وتبادلها بغية مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود.

وجاءت المبادرة وفق ما قالت “حركة رجال الكرامة” في بيان لتجنّب موت المدنيين خلال ملاحقة تجار المخدرات في المحافظة.

وكانت بلدة عرمان جنوبي السويداء شهدت، الأسبوع الماضي، قصفا جويا دمويا أسفر عن مقتل 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال، وبينما حمّل سكان وشبكات إخبارية محلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان “مقاتلات أردنية” المسؤولية عن الحادثة، لم تنف أو تؤكد عمّان الاتهام الموجه ضدها.

وأشعلت الحادثة غضبا كبيرا داخل المحافظة التي تقطنها الغالبية الدرزية، ودفعت متظاهرين لم يفارقوا الساحات منذ 3 أشهر إلى ترديد هتافات تندد بالقصف الدموي وتنقد سلوك المملكة الأردنية في الحرب التي باتت تقودها خارج الحدود، لمحاربة المهربين.

وأعلنت الحركة استعدادها لملاحقة جميع المتورطين في تهريب وتجارة المخدرات، بعد تقديم الجانب الأردني قوائم بأسماء المتورطين.

المبادرة تتكون من 9 بنود أبرزها الانخراط في جهود لتنسيق المعلومات وتبادلها وتسليم قوائم بأسماء المهربين لملاحقتهم

وانتقدت الحركة في بيانها النظام السوري وحملته المسؤولية المباشرة عن ملف المخدرات من خلال تسهيل تحويل جنوبي سوريا إلى منطقة تخزين وتهريب، ودعت الحركة المجتمع المحلي والوجهاء والمرجعيات الدينية إلى الوقوف عند مسؤولياتهم.

ودعت الحركة في بيان لها الأردن إلى وقف العمليات العسكرية ضد المواقع المدنية، وتوخي الحذر عند تنفيذ أي عملية، وإطلاع الحركة على تحركاتهم العسكرية والتنسيق معها.

وطالبت الحركة الجهات في الأردن بتسليمها لوائح بأسماء الموجودين ضمن محافظة السويداء ممن تعتقد أنهم متورطون في تجارة وتهريب المخدرات.

ودعت حركة رجال الكرامة الزعامات الدينية والاجتماعية والتقليدية في كل منطقة أو قرية من الجبل، والعائلات والشخصيات السياسية، إلى تصدير مواقف واضحة ومعلنة وغير مواربة، ضد كل من يتورط في تجارة المخدرات وترويجها وتهريبها ضمن مناطقهم، وتحديد المتورطين بالاسم، ومؤازرة الحركة في ملاحقتهم.

ولم يكن القصف الجوي الأخير هو الأول الذي نسب للأردن، إذ سبقته 3 ضربات أسفرت إحداها وأولاها العام الماضي عن مقتل رجل يتهم بتجارة المخدرات على نطاق واسع في جنوب سوريا، يدعى مرعي الرمثان.

ويقول ناشطون إن المسؤول الأول عن عمليات تجارة وتهريب المخدرات في الجنوب السوري مجموعات مسلحة متفرقة تتبع بشكل رئيس لمفارز أمنية تابعة للنظام السوري، ولا تخفى هذه الهيكلية عن سكان المنطقة. وانتشرت هذه العصابات في قرى جنوبي وشرقي السويداء، لقربها من الحدود الأردنية، ومن أبرزها الشعاب، وملح، وعرمان، وصلخد.

وبينما كانت عمليات التهريب تأخذ منحى تصاعديا منذ شهر ديسمبر، اتجه الجيش الأردني لتكثيف تحركاته على الحدود، في وقت أبلغت مصادر استخباراتية وإقليمية وكالة رويترز مرتين بأنه استهدف مخابئ ومواقع يستخدمها مهربون مرتبطون بإيران.

ولا يعرف ما إذا كان هناك تنسيق أمني وعسكري بين الجيش الأردني وقوات النظام السوري بشأن الضربات التي تنسب لعمان في جنوب سوريا، خاصة أن الجانبين عقدا اجتماعا استخباراتيا وعسكريا رفيعا في يوليو 2023.

2